مصير غامض للكاميرات الرقمية؟

مزاج الاثنين ١٥/أبريل/٢٠١٩ ١٢:٢١ م
مصير غامض للكاميرات الرقمية؟

مسقط - وكالات
أصبحت الكاميرات نقطة تنافسية كبيرة وحاسمة بين العلامات التجارية المختلفة للهواتف الذكية. ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى هوس الناس الحالي بالتقاط صور لكل ما يقومون به وما يحدث حولهم، ومشاركتها على منصات التواصل الاجتماعي والمراسلات الفورية. ومع ذلك، تظل خصائص التصوير بالإضاءة الضعيفة والتكبير، من أكثر الأمور التي خيَّبت آمال مستخدمي الهواتف الذكية.
فلا تتمكن الأم، على سبيل المثال، من تصوير طفلها النائم دون إنارة الأضواء وإيقاظه. وكذلك الحال لمن يريد التقاط صور لطائر يبعد عنه بمسافة طويلة. في معظم الحالات، ستحصل على صور مُعتمة في الحالة الأولى، أو ضبابية مهتزّة في الحالة الثانية.

إعادة صياغة قواعد التصوير
وبحسب موقع Gadget Now، وباعتراف شركات تصنيع الهواتف الذكية أنفسهم، كانت دوماً تواجههم ثلاث مشكلات تتعلق بالكاميرات: التصوير في الإضاءة الضعيفة، وتثبيت الخطوط المحورية، وتركيب الكاميرا على الهاتف الذكي دون التأثير سلباً على تصميم الجهاز. وتمكنت أجهزة جوجل Pixel 3، وآيفون XS Max، وسامسونغ Galaxy S10 وبعض الكاميرات الأخرى من معالجة تلك المشكلة بشكل مُرضٍ.
ومع ذلك، فقد وصلت محاولات شركات تصنيع الهواتف الذكية لـ «إعادة صياغة قواعد التصوير الفوتوغرافي» إلى مرحلة مثيرة بعد إصدار هواوي مجموعة P30 التي تعتمد على تقنيات متطورة مثل العدسات فائقة التكبير (SuperZoom)، واستشعار نطاق طيفي فائق (SuperSpectrum)، وكاميرا وقت الرحلة (ToF) ومثبِّت صورة بصري أفضل (OIS) ومثبِّت صورة صناعي (AIS). تدعم خاصية التكبير الفائق قدرة تكبير بدقة عالية حتى تكبير بصري ×5، وتكبير مختلط ×10، وتكبير رقمي ×50، من خلال تصميم المنظار.
وهواتف تلك المجموعة مجهزة بنظام كاميرا رباعية جديد من لايكا، بكاميرا رئيسية 40 ميغابكسل باستشعار نطاق طيفي فائق، وكاميرا 20 ميغابكسل بزاوية واسعة فائقة، وكاميرا مقرّبة 8 ميغابايت، وكاميرا وقت الرحلة، إلى جانب كاميرا أمامية 32 ميغابايت لالتقاط صور سيلفي.

التحول الجوهري في تقنية الاستشعار
وأدخلت هواوي كاميرا المنظار من الجانب بداخل جسم الهاتف دون التأثير على التصميم. جزء المنشور بالكاميرا المقرّبة يعكس الضوء بزاوية 90 درجة، لزيادة الطول البؤري إلى أقصى حد. ويعكس المنشور الضوء إلى داخل الهاتف من خلال مسار بصري أطول ينتهي بمستشعر.
ويختلف مستشعر النطاق الطيفي (RYYB) في الهاتف عن مرشح باير التقليدي (RGGB)، حيث توجد به بكسلات صفراء بدلاً من الخضراء، ليحقق أعلى تصنيف معياري في جهاز P30 Pro بقيمة 409.600.
هذا التحول الجوهري في تقنية الاستشعار، إلى جانب مثبِّت الصورة الصناعي ومثبِّت الصورة البصري وفتحة العدسة الواسعة f/‏1.6 لهاتف P30 Pro، مكَّن معاً المستخدم من الحصول على صور وفيديوهات عالية الجودة في مختلف ظروف الإضاءة، وضمن ذلك في حالات الإضاءة الخافتة جداً.
وأظهرت الصور المُلتقَطة بتلك الهواتف الذكية نتائج جيدة، وحان الوقت للشركات الأخرى لمواكبة تلك المنافسة.
قال بن وود، محلل بمجال الهواتف المحمولة والاتصالات اللاسلكية بشركة CCS Insight، إن الكاميرا تؤدي دوراً رئيسياً لدى صنّاع الهواتف الذكية لتمييز هواتفهم متشابهة المظهر.
وقال: «رفعت هواوي سقف المنافسة، خاصة بقوة التكبير البصري 5× التي تعد تمييزاً قوياً لهذا الهاتف. وستكون الكاميرات هي المساحة التي يبذل فيها صنّاع الهواتف المحمولة مجهوداً أكبر لتحقيق ميزة تنافسية».

انخفاض في المبيعات
من المبكر جداً أن نتنبأ بطريقة مواجهة شركات تصنيع الهواتف الأخرى هذا التحدي الذي فرضته شركة هواوي. ولكن من المتوقع أن تصدر بعض الهواتف المرتقبة مثل جوجل Pixel 4 وسامسونغ Galaxy Note 10 بحلولٍ أفضل للتصوير الفوتوغرافي وتصوير الفيديو.
هل يعني ذلك أن كاميرات الهواتف الذكية ستقضي تماماً على الكاميرات الرقمية ذات العدسة الأحادية العاكسة (DSLR) أو الكاميرات الاحترافية؟ بلغت شحنات الكاميرات الرقمية لأعضاء رابطة منتجات الكاميرات والتصوير (CIPA) ذروتها عام 2010 بـ121.5 مليون وحدة.
ومن حينها، ذكرت الرابطة انخفاضاً في المبيعات مع زيادة استخدام كاميرات الهواتف الذكية، وتحسين جودة الصور والفيديوهات المُلتقطة بها. وفي عام 2018، شحن أعضاء الرابطة 19.4 مليون وحدة من الكاميرات الرقمية فقط.
لا يعتقد وود أن الكاميرات الاحترافية عفى عليها الزمن. وأضاف: «سيستمر دور كاميرات الهواتف الذكية والكاميرات الرقمية الاحترافية.
سيظل المصورون المحترفون بحاجة إلى صور فائقة الجودة تتطلب معدات تصوير متخصصة. ولكن بالنسبة لأغلبية مستهلكي السوق، لم يعد هناك سبب يدعو إلى اقتناء كاميرا احترافية إذا كان لديك هاتف ذكي متطور».