بقع في بيتنا الكبير

مقالات رأي و تحليلات الخميس ١٨/أبريل/٢٠١٩ ١١:٤٨ ص
بقع في بيتنا الكبير

محمد الراسبي
دائما ماتكون الأجواء النموذجية تستهوي وتشجع الرحالة وخاصة عند نزول الأمطار والتي بحد ذاتها تبعث الفرح والبهجه وكذلك الإجازات بانواعها، حينها الجميع يبحث عن انسب نقطة جذب سياحي تتناسب مع المدة والمسافة الزمنية التي يود أن يقضيها السائح ونخص بالذكر هنا نقاط التجمع السياحية الطبيعية والتي اعتاد التردد عليها وخاصة ايقونات السياحة العمانية مثل الشواطئ الجميلة وامكنة التخييم والوديان او تحت مجموعة من اشجار السمر والغاف الجميلة والتي يهواها العماني بطبعه كونها جزأ من طبيعته.
في مثل هذه المناسبات الجميلة كثيرا مايعقبها التذمر من الغيورين على بلدهم سواء بذكرها في المجالس او التواصل الاجتماعي او غيرها مضبوطا بالصور نتيجة ما يخلفوه من مخلفات من -بعض- اولئك المستفيدين بعد مغادرتهم لتلك المزارات السياحية والجميلة بعذريتها، مثل هكذا تصرفات تعتبر في حد ذاتها ثقافة عكسيه حيث يتوقع ان يهتم الشخص بمكان راحته وذلك بأن يتركه نظيفا كما وجده تعبيرا عن ثقافته الذاتية.
في الجانب الآخر هناك جزءا مهما نغفله او متغافلين عنه الا وهو جزئية استراتيجية التوعية ونخص بالذكر (التوعية المباشرة) او حتى وجود مايدل على التوعية والأهتمام من قبل الجهات المعنية لمرتادي مثل هذه الأماكن والتي نفتقدها اوندر مانراها في نفس نقاط التجمع السياحية، وإن اتفقنا ان الفرد ملام ومسؤولا شخصيا لتصرفاته السلبية حيال ذلك ولكن لابد أن يسبقه ما توجب على المختصين عمله من جانبهم كون ذلك بحد ذاته مساهمه للحد حيال هذه الظاهرة.
لا نبالغ اذا قلنا انه معظم المزارات السياحية او نقاط التجمع السياحية وخاصة الطبيعية منها لا تجد ما يدل على وجود للتوعية او حتى إرشادات واضحه تقدم لمرتادي هذه الأمكنة بالرغم انها معروفة مسبقا بأنها نقاط جذب سياحي وتزيد ذروة روادها على قدر الفرص المتاحة لهم.
ان مثل هكذا جهود (اي التوعية المباشرة) حتما سوف يكون لها تاثيرها على المدى البعيد وخاصة مع تزايد الأعداد مستقبليا، حيث انه من الأهمية البالغة ان يعطى كل شئ على قدره ويقدم له ما يوازيه من اهتمام من قبل المختصين وخاصة الأماكن التي تنشط فيها الحركة السياحية بصفه مستمره من خلال استهداف مثل هذه التجمعات وتبني هكذا مشاريع حتى تحقق اهدافها.
إيجاد فرق بلديه او فرق تطوعيه ولو بشكل عشوائي تزور تلك الأماكن وقت ذروتها بين فترة واخرى وذلك بتشكيل حملات توعية مكثفة مع منشورات تستهدف جميع نقاط التجمع السياحية والزائرين من السياح في كل ولاية شأنها شان اي عمل توعوي تقوم به البلديات بهدف الحد من مخاطر التلوث المكاني للسياحه والذي يخلفه من يزور تلك الثروات الجميلة.
من مبادئ او اساسيات التوعية وضع لافتات رئيسيه على كل مدخل رئيسي لأي مزار سياحي تكتب عليها التنبيهات العامه مع وضع لوحات ارشادية اخرى متفرقة داخل نفس المكان امام مرأى الجميع، إضافة الى وضع سلل المهملات المناسبة في نقاط متباعدة، والتي توحي بان هناك فعلا من يهتم بهذه الأماكن ويتابعها كما انها دلالات ورسائل لمرتدي تلك الأمكنة مفادها اننا جميعا مهتمين على عكس عدم وجود شيء للأسف مما ذكر كما هو الحال في كثير من الأماكن السياحية والذي ينتج عنه نتائج غير حميده.
ان نزرع شيئا من ثقافة التوعية المباشرة او حتى غير المباشرة لكسب الذين يسيئون استخدام تلك الأماكن الجميلة ويكون المردود إيجابي بتفاعلهم، ولنتأكد ان لكل جهد يبذل يقابله نتيجة إيجابية بقدر ما بذل له ولو بشكل جزئي في الحفاظ على بيئة نظيفه صحية قبل ان تكون سياحية. إنه وطننا. .إنه بيتنا الكبير.
.إنه الحاضن لكل ما نحسه ونراه جميلا فلنجعله مستمرا جميلا كما هو، علينا ان نكون ارباب فيه كما نحن ارباب في اسرنا وذلك بإرشاد الآخرين كما نرشد أبنائنا في بيوتنا، وان لانترك بقعا تلوثه وتؤرق ساكنيه او من يزوره.