جامعة السلطان قابوس ليست «جسق»!..

مقالات رأي و تحليلات الأحد ٢١/أبريل/٢٠١٩ ٠٤:٤٤ ص
جامعة السلطان قابوس ليست «جسق»!..

علي بن راشد المطاعني
بعض الاختصارات وخاصة في اللغة العربية لا تتماشى مع الذوق العام ولا تعطي دلالة إيجابية تعكس الصورة العامة لجهات ومؤسسات لها وزنها في البلاد، وقد تشكل تلك الاختصارات انتقاصا لتلك الجهات، ففي لغتنا فإن اختصار حروفها قد يفضي لكلمة لا علاقة لها بالاسم المستهدف بالاختصار، ومثال ذلك بعض الطلاب والأكاديميين بجامعة السلطان قابوس الذين يختصرون اسم هذه الجامعة عبر كلمة (جسق)، اتساقا مع الاختصار الخاص باللغة الإنجليزية (squ).
(جسق) تسربلت في الواقع من بين أصابعنا يوم سيطر الكسل والنعاس علينا فلم نستطع نطق الاسم كاملا لهذه الجامعة التي تمثل قمة الهرم في منظومة التعليم بالسلطنة، وبالتالي فإن هذه الكلمة الغريبة والعجيبة يوحي نطقها بشيء ما لا علاقة له بالجامعة.
لا شك أن الاختصارات موجودة في المسميات العلمية والطبية والتكنولوجية وغيرها، وعندما تأتي منسجمة مع الاسم المستهدف فإنها تحقق الغرض من الاختصار فعلا، ولكن عندما تكون الاختصارات لمسميات وأسماء لها شأن ووزن فإنها لا تعدو أن تكون نشازا يتعين التوقف عنه لعدم تحقيقه للغرض منه.
فمثلا في اللغة الإنجليزية ونظرا لأن حروفها غير مترابطة فإن الاختصار فيها يكون سهلا نطقه وتداوله، غير إنه وفي اللغة العربية فإن الأمر مختلف تماما، فهيئة الإذاعة البريطانية تختصر في الإنكليزية بـ (BBC) واسم الولايات المتحدة الأميركية يختصر بـ (USA)، وبريطانيا بـ (UK) إلخ، وإذا ما حاولنا أن نفعل الشيء نفسه في اللغة العربية فإننا سنتوصل لكلمات أو مصطلحات غير مفهومة وغير مستساغة نطقا ومعنى وهذا ما حدث عندما حاولوا أن يفعلوا الشيء نفسه مع جامعة السلطان قابوس.
وعلى سبيل المثال لا يمكن أن نختصر اسم سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم في كلمة واحدة وهي (صلعم)، ما من شك أن هذه الكلمة مرفوضة جملا وتفصيلا ولن نقبلها في وصف سيدنا وشفيعنا يوم البعث والنشور، وقياسا على ذلك فإن الكثير من الاختصارات تبدو غير ملائمة.
بالطبع نتفق جميعنا وكما أوضحنا بأن الاختصارات شائعة في اللغة الإنجليزية، ولكن لا ينبغي علينا فعل الشيء نفسه مع لغة القرآن ولغة أهل الجنة، فهذه اللغة تحديدا لها وضعها الخاص وأبجديتها الخاصة وتفردها المميز وما ينحسب على اللغات الأخرى ليس بالضرورة أن نطبقه حرفيا على لغتنا الجميلة، فلسنا في عجلة من أمرنا ولن يضيرنا شيء إن نحن نطقنا الاسم كاملا صونا له وإكراما لمدلولاته وقد تكون عميقة الأغوار وشاهقة المعنى علوا وسموا.
نأمل من أبناء جامعة السلطان قابوس وأساتذتها الكرام التوقف عن استخدام هذا الاختصار المحدث، فالجامعة أكبر وأعظم من أن نصفها بهذه الكلمة التي لا معنى لها ولن تحقق أيا من الأهداف المبتغاة أصلا من الاختصار، ونرى بأن الفخر كل الفخر يكمن في أن ننطق اسم الجامعة كاملا في كل معاملاتنا اليومية والحياتية فاسمها يستحق الاحترام والتوقير وتلك نقطة نتفق فيها جميعنا طلابا وأساتذة أجلاء ومواطنين.