محاضرة حول الوجود الحضاري التاريخي العُماني بالجمعية العمانية للكتّاب والأدباء

مزاج الأربعاء ٢٤/أبريل/٢٠١٩ ١٢:٢٧ م
محاضرة حول الوجود الحضاري التاريخي العُماني بالجمعية العمانية للكتّاب والأدباء

مسقط - ش
استضافت الجمعية العُمانية للكتّاب والأدباء ليلة أمس الأول سفير الجمهورية السورية لدى السلطنة سعادة د.بسام الخطيب والذي تحدّث من خلال محاضرة عن الوجود الحضاري التاريخي العُماني في جنوب شرق آسيا.
أدار المحاضرة الشيخ سالم بن محمد العبري ومن خلالها تطرّق الخطيب إلى الحضارات التي ظهرت عبر التاريخ وأثّرت في محيطها الجغرافي وامتد بعضها إلى خارج الحدود المجاورة لينقل التأثير إلى مناطق بعيدة ويساهم بأوسع ذلك في منجزات لمصلحة الإنسانية جمعاء، حيث تعتبر عُمان مزيجاً فريداً من مفردات الثقافة والتجارة والدين بما يمكن وصفه بمشروع حضاري أثبت أصالته من خلال استمرار وجوده ومتابعة اتصاله مع غيره من الحضارات ومساهمته المتواصلة في خدمة الإنسانية دون انقطاع.
ومن خلال محاضرته تطرّق الخطيب إلى الإمكانيات الواسعة لتواصل وتعاون تاريخي ملحوظ تاريخياً بين عُمان ومنطقة جنوب شرق آسيا، في ظل التغيّرات التي شهدها العالم الحديث بالنسبة للجانبين، فقد أشار إلى أن هناك أوجه تشابه بين الشخصية الحضارية العُمانية والشخصية الحضارية في بلدان هذه المنطقة، وتوجد هناك فرص لتعميق التعاون وتجديده وخصوصاً بمجالات التجارة واللوجستيات والصناعة البحرية والتلاقح الثقافي والديني. وناقش الخطيب في محاضرته ثلاثة مباحث أساسية أولها الخلفية التاريخية والجغرافية لعلاقات عُمان ومنطقة جنوب شرق آسيا، والمبحث الثاني هو دراسة مناحي العلاقة بين الجانبين بالتركيز على عناوين فرعية هي التجارة والملاحة البحرية ونشر الدين الإسلامي، وتناول المبحث الثالث الرؤية الراهنة لسُبُل تعزيز هذه العلاقة والإمكانيات المتوفرة.
وضمن نتائج محاضرته فقد أكّد الخطيب أن هناك تفوقا للعمانيين في الملاحة البحرية وخبرتها التي تبلغ زهاء 4 آلاف عام وتشمل صناعة السفن واستجلاب خبراتها وطرق الإبحار التجاري، هو أساس استراتيجي مستمر أوصل لتواصل لم ينقطع مع شعوب وحضارات دول جنوب شرق آسيا، كما أن موقع عُمان الاستراتيجي وطول سواحلها وقوة أسطولها ساعدها على توسيع علاقاتها اقتصادياً وثقافياً مع حضارات جنوب شرق آسيا، كما أشار أيضا إلى منطقة جنوب شرق آسيا التي تأثّرت بقدوم التجّار العرب وخصوصاً الحضارمة والعُمانيين، الذين يصعب موضوعياً الفصل بينهم، لتستفيد منهم تجارياً وفكرياً عبر تعزيز التجارة ونشر الإسلام واللغة العربية وخصوصاً في جزيرتي سومطرة وجاوا ومن ثم إلى داخل المناطق الأخرى.
وقدّم الخطيب من خلال محاضرته مجموعة من التوصيات في شأن هذه العلاقة بما في ذلك إصدار كتاب توثيقي عن علاقات عُمان ببلدان منطقة جنوب شرق آسيا تاريخياً ومستقبل تطويرها؛ وذلك لمساعدة صانع وصاحب القرار استراتيجياً، وتخصيص كراسي للدراسات الجامعية باسم حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- في بعض جامعات المنطقة، حيث تمتلك بعضها مواقع أكاديمية واختصاصات متقدمة ونوعية مناسبة. مع بناء رؤية عُمانية استراتيجية تعتمد على أن القوى العالمية والغربية، بما في ذلك المؤسسات المالية الكبرى، تحلل بدقة كون إندونيسيا قوة استراتيجية مهمة لانتقال البضائع بحرياً ولأمن مضايق ملقا وطريق العبور بين المحيطين الهندي والهادي، وهو ما يشبه كون عُمان قوة استقرار استراتيجية مهمة للنقل البحري ولأمن مضيق هرمز وبحر عُمان والخليج العربي والإبحار في بحر العرب والساحل الهندي.