حكايات الكارثة الهولندية في الأراضي العمانية عام 1763م

بلادنا الخميس ٢٥/أبريل/٢٠١٩ ١٢:٣٨ م
حكايات الكارثة الهولندية في الأراضي العمانية عام 1763م

إعداد: نصر البوسعيدي
عند رأس مدركة تناثرت الجثث المشوهة بالقرب من الشاطئ بملابسها الأوروبية والتي لاقت حتفها نتيجة كارثة أمستلفين.
السفينة أمستلفين ومكانتها كتايتنك عصرها، بل كانت من أكبر السفن التجارية الهولندية والتي يبلغ طولها 50 مترا وعرضها 13 مترا لنتخيل سويا ضخامة هذه السفينة التي صُنعت عام 1746م في هولندا لصالح شركة الهند الشرقية الهولندية لغرض التجارة وحمل البضائع النفيسة من هولندا إلى أفريقيا والخليج وبلاد العراق وفارس وقارة آسيا (أرخبيل الملايو) والعكس بحمولة يصل وزنها لأكثر من 1150 طنا.
كانت شركة الهند الشرقية الهولندية هي الشركة المحتكرة للتجارة الهولندية في القارة الآسيوية، وكان تملك أساطيل ضخمة وامتيازات استطاعت نيلها منذ تأسيسها في أمستردام عام 1602م، وكانت أغلب حمولات أساطيل هذه الشركة تتمثل في الشاي والتوابل والسكر والخزف الصيني والمنسوجات الفاخرة والخ من بضائع كانت تحتكر تجارتها.
واختصارا للأحداث فقط كانت السفينة أمستلفين قبل وقوع الكارثة تحمل البضائع من أهم مراكز الشركة الإدارية ومقر حاكمها العام في آسيا والمتمثل في جزيرة جاوه الأندونيسية وتحديدا ميناء مدينة (باتافيا)، وهي محملة بالكثير من البضائع وأهمها القصدير والتوابل والسكر، وتحمل على متنها 105 ركاب من بينهم الضابط (كورنيليس إيكس) الذي استطاع أن يدون كل تفاصيل الكارثة وما حدث لهم في عُمان.
أتت الأوامر لطاقم السفينة وقبطانها (نيكولاس بيترسن) بالتحرك من أندونيسيا والتوجه إلى جزيرة خرج بمنطقة الخليج العربي والتي أصبحت مركزا تجاريا مهما للهولنديين بعدما تركوا بندر عباس وبوشهر، وأصبحت بالتالي موانئ عُمان كمسقط من أهم محطات توقف السفن الهولندية، بل أصبح في مسقط تحديدا وكيل لشركة الهند الشرقية الهولندية يدعى ناريتون ويقال إنه من أصل هندي، وكان مسؤولا عن التنسيق بين التجار الهولنديين والعمانيين.
لذا تحركت أمستلفين من أندونيسيا متوجهة إلى سواحل عُمان تحديدا وبالقرب من رأس مدركة حاول القبطان أن يقترب من الساحل العماني وأصبحت توقعاته بالنسبة للإتجاهات نحو أقرب يابسة مشوشة للغاية ولا يُعرف السبب في ذلك، ولكن المحصلة النهائية أن أصبحت السفينة أمستلفين وسط أمواج ضخمة كاسرة أخذت تلطم السفينة بكل قوة، لتبدأ الكارثة حينما بدأت أمستلفين بالميلان بشدة نحو هاوية البحر مع تناثر أجزاء كثيرة من هيكل السفينة لشدة الأمواج وعنفوانها على السفينة ومن فيها حتى غرقت بالكامل مع تناثر الجثث المشوهة نتيجة قوة الإرتطام، بينما ظل 30 شخصا يصارعون الأمواج وآلام جروحهم بين الموت والحياة حتى وصلوا لليابسة وهم متمسكون ببقايا خشب سفينتهم في عز ظلام دامس وبأرض لا ساكن فيها.
حينما بدأ الفجر يبزغ على الناجين ومنهم الضابط إيكس كان المنظر مروعا تجاه أصحابهم الذين فقدوا حياتهم والبالغ عددهم 75 شخصا لسوء حالة الجثامين التي فُقدت معظم أطرافها.
وقد أرسل الضابط إيكس فيما بعد رسالة إلى مدير المركز التجاري الهولندي في جزيرة خرج كتب فيها: أبلغ سيادتكم أن السفينة أمستلفين المكلفة بالإبحار من ميناء باتافيا إلى جزيرة خرج بقيادة القبطان نيكولاس بيترسن قد تعرضت لحادث غرق في الخامس من شهر آب/‏أغسطس 1763م، عند خط عرض 18 شمال خط الأستواء – مسافة 40 مترا في الساعة التاسعة والنصف مساء في أمواج متكسرة عاصفة، ثم تحطمت إلى قطع متناثرة في السابع من هذا الشهر عند الساعة التاسعة صباحا، وقد غرق خمسة وسبعون شخصا من ركابها المائة والخمسة، وتمكن ثلاثون منا من النجاة بعد رحلة امتدت لواحد وثلاثين يوما تمكن ثمانية منا من الوصول إلى مسقط ولقاء الوكيل في الحادي عشر من أيلول.
والسؤال هنا الذي سنجيب عليه ما كان مصير الناجين حيث أشــــــار إيكس إلى أن الواصلين إلى مسقط بعد عناء ومشقة هم 8 أشخاص من أصل 30 ناجيا من حادثة الغرق.
لقد حاول الناجون بعدما وجدوا أنفسهم في أرض عمانية لا يعرفون عنها أي شيء ولا يعلمون تماما أين سيتجهون وهم جياع وحفاة وعطشى، أن يتبعوا سجيتهم للنجاة والمشي بإتجاه أي مدينة تنقذهم من الموت، فقرروا جميعها التحرك والإبتعاد عن الشاطئ بعدما استطاعوا المسك بأحد الخنازير الناجية من غرق السفينة ليسدوا به جوعهم ويأخذوا معهم ما تبقى كزاد للطريق وهم متجهون شمالا في تلك القفار الموحشة متبعين اتجاه شروق الشمس.
وبعد مشيهم حفاة لعدة أيام لم يجدوا شيئا أمامهم ما تسبب بإحباط الكثير منهم لدرجة أن أحدهم قرر الاستسلام والبقاء مكانه بانتظار الموت وهو هالك من الجوع والعطش، ليذهب عنه البقية ويتركوه لحتفه المجهول.
أكملت المجموعة طريقها حتى وجدت جملا مقيدا وحوله 4 عمانيين أمرأتان وشابان يتحزمان خنجرهما ومجموعة من السهام، لم يستطيع أي منهم فهم ما يريده إيكس ورفاقه فلغة التخاطب كانت مختلفة تماما، وانتهى الحوار بأن أعطوهم قليلا من الماء لأنهم كذلك لا يملكون من الزاد الكثير. تقدموا مسافة ليست بالقصيرة حتى وجدوا ليلا 4 من بدو صحراء عُمان ومثل المرة السابقة لم يفهم الطرفان لغة بعضهما وهم يسألونهم عن مسقط وطريقها، بل أصبح الوضع غير مطمئن بينهم فحدث اشتباك بينهم بالأيادي والحجارة انتهت بضحكات وبعض الجراح. وفي اليوم التالي من هذه الحادثة أي بالصباح قدم هؤلاء الأربعة الماء والزاد وطلبوا منهم المقايضة ببعض ما يملكونه من أغـــــراض أوربية الصنع، فتم ذلك وابتــــــعدوا كثيرا متجهين نحو مجموعة من الجبال وفي طـــــريقهم استسلم أحدهم ورفض أن يكمل وأخذ ينتظر حتفه المحتوم بعد كل هذه المشـــــقة، أما البقية فقد فبعد مسافات من ذلك حالفهم الحظ واستطاعوا من صيد أحد الطيور مع وجود بئر ماء أسعفهم من العطش.

بعدها واصلت المجموعة سيرها حتى وجدوا 9 من البدو وفي كل مره يحدث اشتباك بينهم لسوء الفهم وبعدها تهدأ الأوضاع وبعد عدة مقايضات حصلوا على بعض الطعام ليكملوا دربهم جاهدين حتى يصلوا لمسقط السبيل الوحيد لإنقاذهم.
في الطريق لم يتمكن أربعة من المشي وفضلوا البقاء والموت بعدما اضطر أغلبهم بعد نفاذ الطعام والماء من شرب بولهم والمياه المالحة وهم يقاسون تحت حرارة شمس قاسية وبردا قارس ليلا ليبقى 26 شخصا يأملون النجاة.
بعد عدة أيام من مسيرتهم قرر اثنان منهم وهم رئيس البحارة (بيتر فان) ورفيقه (كارستن بيترز) عدم مواصلة الطريق والجلوس في تلك الجبال التي مروا بجانبها نتيجة انهيار معنوياتهم بعدما فقدوا الأمل من رؤية أي مدينة حولهم.
لم يتسبب ذلك بتوقف البقية بل واصلوا طريقهم وعددهم 24 شخصا من أجل النجاة والتمسك بالأمل، وبالتالي استمروا بالمشي حفاة في جروف صخرية قاسية وحرارة جو كانت تلهب أجسادهم إرهاقا وعطشا، لذا توقف اثنان منهم وفضلوا الموت وعدم إكمال المسير ليصل عددهم 22 فردا واصلوا كالعادة مسيرة الهلاك التي كانت تلاحقهم في كل مكان بأرض عمانية مقفرة خالية من السكان، فكاد الجميع أن يهلك لولا تلك البركة الصغيرة التي وجدوها في طريقهم مليئة بالمياه العذبة، فأخذوا يشربون منها فرحين للقدر الذي أنقذهم، كما أنهم ملؤوا جرارهم بالماء العذب وأخذوا يأكلون بعض النباتات التي وجدوها في طريقهم رغم مرارتها والإسهال الذي تسببته لهم، فواصلوا مشيهم في تلك الصخور الحادة التي قطعت أقدامهم ليصبحوا في حالهم يرثى عليها خاصة حينما هاجمهم قطاع طرق وجردوهم من أغلب ملابسهم، وأشفقوا عليهم فيما بعد حينما رأوهم يائسين يبكون يتمتمون بلغتهم سوء حظهم ليتركوهم ويرجعون لهم بعض اغراضهم، كل ذلك لم يكن كافيا ليسقط شخصين منهم من جراء الإجهاد وتقرحات القدم ويواجهون الموت مستسلمين.
كان المنظر فضيعا بالنسبة لرفاقهم وهم يرون تساقط بعضهم واحد تلو الآخر، ولكن البقية قررت الاستمرار بالمشي، وبعد ساعات طويلة من مسيرتهم وجدوا مجموعة من الرجال وبالإيحاءات طلبوا منهم القدوم معهم لقريتهم والتي وصلوها فعلا وهم في حالة يرثى لها لدرجة أن نساء القرية أشفقن عليهم كثيرا، وبعد فترة وجيزة جدا قدم الأهالي رغم فقرهم الطعام والملابس والزاد لجميع أفراد السفينة المنكوبة بعدما فهموا منهم بأنهم يريدون الوصول إلى مسقط، فأخبروهم بأن الطريق لا زال بعيد جدا.
كانت المجموعة تملك صبيا أندونيسيا صغيرا قد نجا من حادثة الغرق، وهذا الصبي تحديدا كان مطلب أهل القرية الذين رفضوا أن يواصل مسيره نحو الموت للوصول إلى مسقط، رفض إيكس ورفاقه قبل مغادرتهم تسليم الصبي وبعد محاولات عديدة تم أخذ الصبي عنهم عنوة ليبقى في القرية.
غادرت المجموعة دون الصبي مشيا مرة أخرى بعدما أخذوا ما يحتاجونه من زاد ، ولكن 4 رجال منهم رفضوا المواصلة نتيجة عدم رغبتهم بالمجازفة مرة أخرى بطريق مرعب، ورغم ذلك استمر البقية نحو الأمل بالوصول إلى مسقط رغم تخمينهم الطريق والمشي بمحاذاة الساحل.
وفي مسيرتهم لساعات وجدوا أحد رفاقهم الذي تركهم سابقا، ووجدوا كذلك مجموعة من الرجال السمر الذين عطفوا عليهم وزودوهم بالماء والسمك، ليستمروا في طريقهم بعد ليالي وايام ينامون فيها بالعراء بين حرارة حارقة وبرودة شديدة، ولم يستمر حال المجموعة على ما كانت تبدوا فقد أمرهم إيكس الذي كان يقودهم ويحفزهم ويكتب كل هذهالأحداث التي أوردها لكم هنا بالإسراع بالمشي وبأنهم مجبرين أن لا ينتظروا أحدا، لتنقسم هنا المجموعة إلى قسمين إيكس ورفاقه والبالغ عددهم ستة أشخاص، والبقية الذين فضلوا عدم إكمال هذه الرحلة.
تقدم إيكس ورفاقه نحو الشمال جاعلين من الشمس على يمينهم هي السبيل الوحيد الذي يوصلهم لطريقهم ليجدوا مجموعة من العمانيين الذين زودوهم بالطعام وارشدوهم لمسالك الطريق الصحيحة المؤدية لمبتغاهم حيث أشاروا لهم بأن مسقط تبعد عنهم مسافة 7 ليال.
هنا لم يستسلموا بل واصلوا وهم أكثر أملا من السابق فشقوا طريقا مليئا بالأشجار الكثيفة وما أن انتهوا منه بعد ساعات طويلة بلياليها، وجدوا أنفسهم أمام كثبان رملية كالجبال، فشقوا طريقهم من خلالها وبالليل دفنوأ انفسهم ما عدا رؤوسهم من شدة البرد، ليواصلوا في كل صباح دربهم الذي عانوا منه كثيرا نتيجة العطش وعدم وجود الماء العذب ليقيهم من خطر الجفاف والعطش وبالتالي الموت، كانت الطريق لأربعة أيام مهلكة جدا بين كثبان رملية وشاطئ ومجموعة بسيطة من العمانيين يشفقون عليهم بحبات من التمر وقليل من الماء كلما وجدوا منهم صدفة في طريقهم، فالأهالي وتناثرهم في تلك الأنحاء كانوا كذلك فقراء لا يملكون ما يكفي الجميع إلا ما تيسر لهم.
وبعد ثلاثة أسابيع من المعاناة الشديدة وصلوا إلى الدقم متجهين نحو رأس الحد، وكانوا في كل مرة يجدون تجمعات بسيطه من السكان المحليين فيعطفوا عليهم بالماء والطعام وبكميات متفاوتة ويجدون الترحاب من العمانيين بشكل ودي أكثر أخذ يتعاظم كلما مروا على قرية من قراهم، وهناك وجدوا أثنين من رجالهم صدفة بعدما تفرقوا سابقا ليجتمعوا مرة أخرى سويا ويصبح مجموعهم 8 أشخاص قرروا البقاء معا للوصول لمسقط.
وبينما يقطعون كل هذه المسافات أخذتهم أقدامهم أخيرا إلى منطقة رأس الحد والتي فيها استطاعوا أن يحضون بكرم بالغ من أهلها فأخبروهم بأن هناك سفن من صور تخرج قريبا مبحرة إلا مسقط، وكان الشيخ العماني صاحب إحدى السفن برأس الحد قد أخبرهم بعد لقائهم بأنه مستعد لنقلهم إلى مدينة صور ومنها إلى مسقط وجزيرة خرج والعمل لديه بمقابل مادي، استحسنت المجموعة كل ذلك بفرح لينطلقوا في السفينة نحو صور ومنها انطلقت معهم مجموعة من سفن متجهة جميعها إلى مسقط، وخلال يوم واحد وصل إيكس ورفاقه إلى ميناء مطرح ومنها دخلوا المدين بملابسهم الرثة بعد عناء شديد وكان أهالي مسقط ينظرون إليهم بشيئ من الريبة ويعتقدون بأنهم برتغاليين، حتى التقوا بأحد الرجال يتحدث قليلا باللغة الهولندية والذي أخذهم بدوره إلى وكيل شركتهم بمسقط (ناريتون) ومعه وجدوا أثنين من رفاقهم الذين تمكنوا لحسن الحظ من الوصول إلى العاصمة بعد افتراقهم في تلك الصحراء القاحلة.
لم يفضل إيكس ورفاقه البقاء طويلا في مسقط، فقد استأذنوا الوكيل ناريتون للمغادرة في سفينة العماني المتوجة إلى البصرة وبالتالي إلى جزيرة خرج أحد مراكز شركة الهند الشرقية الهولندية مثلما أسلفنا، وانطلق الجميع متجهين نحو مضيق هرمز وهناك التقى إيكس بمجموعة سفن هولندية استطاع من خلالها أن ينتقل إليهم هو وأصدقائه ليصل أخيرا إلى ميناء خرج ليلتقى فيها بمسؤول الشركة هناك واسمه (بوشمان) والذي لم يستقبل إيكس بالشكل المثالي.
ومنها وبعد عدة أيام عاد إيكس مرة إلى مسقط وكتب عنها كالتالي:
"تختبئ مدينة مسقط بين مجموعة من الجبال بنيت عليها أربع قلاع تضم كل منها بيوت حراسة، وبها ميناء جميل نطلق عليه نحن الهولنديين اسم مسقيت، وهي مدينة تجارية كبيرة نسبيا، ويسكنها العرب والهنود واليهود، وتعد مسقط أقوى مناطق الإقليم العربي".
وعموما غادر إيكس مسقط متوجها إلى مركز الشركة في أندونيسيا وهناك عمل لأشهر ومنها عاد مساعد قبطان لسفينة تجارية هولندية متوجهين لمسقط مرة أخرى بعد عام كامل من الحادثة ليتفاجئ بوجود أحد رفاقه الذي استسلم للموت ولم يكمل معهم الطريق واسمه ( برونخورست) الذي حكى لإيكس بأن العمانيين أنقذوه من الموت وأقام معهم في قريتهم لمدة عام يعمل هناك حتى تمكن من السفر عن طريق إحدى السفن العمانية.
وبعد لقاء ومعاناة شديدة عاد إيكس ورفاقه إلى موطنهم في هولندا حاملين معهم ذكريات مرعبة للحظات الموت التي كانت تحيط بهم في بحر عمان وسواحلها وصحرائها بعدما نجوا بأعجوبة، ليكتب في مذكراته كل التفاصيل التي نستسقي اليوم منها حكايتنا.
الجدير بالذكر أن إيكس بعد رحلات تجارية عديدة توفي في سريلانكا عام 1769م.

المرجع: أمستلفين، قصة غرق سفينة هولندية على ساحل عُمان عام 1763م، كلاس دورنبوس، ترجمة فاطمة سالم العجمي، الطبعة الأولى 2018م، بيروت – لبنان – الرافدين.