تحية للحضارة: مؤتمر الصين يجمع آسيا معا

مزاج الخميس ١٦/مايو/٢٠١٩ ١٦:٤٠ م
تحية للحضارة: مؤتمر الصين يجمع آسيا معا

بكين - شينحوا
بقلم صحفيي شينخوا: بنغ بي قن& تشو يي & شوان لي تشي
في حجــرة دراسيـة، يوجــه ياتندرا دوت أمولي من الهند، إرشاداته إلى طلابه الصينييـــن بشـــأن ممارسة اليوجا، لكن بعد انتهـــاء الحصـة الدراسية، يصبح الأستاذ طالبا.
يهوى أمولي، معلم اليوجا في برنامج للتبادل الثقافي بين الصين والهند، فن التايجي، أحد فنون القتال الصينية القديمة، وغالبا ما يسعى للحصول على معلومات بشأن هذا الفن من طلابه وأصدقائه الصينيين.

وقد يصبح مثل هذا التعلم المتبادل بين الثقافات أمرا أكثر شيوعا، مع انعقاد مؤتمر حوار الحضارات الآسيوية، الذي تحتضنه بكين خلال الفترة من 15 إلى 22 مايو الجاري، ويركز على التنوع الثقافي والتبادلات والتعلم المتبادل.

كرنفال نابض بالحياة
تمثل آسيا 30 بالمئة من إجمالي مساحة اليابسة في العالم ويقطنها 59 بالمئة من سكان الأرض. وهي موطن بعض أقدم حضارات العالم مثل الصين والهند وبلاد ما بين النهرين.
واليوم أضحت القارة محركا ناشئا لدفع النمو الاقتصادي العالمي. ووفقا لصندوق النقد الدولي، فإن آسيا ساهمت بأكثر من ثلث إجمالي الناتج المحلي العالمي خلال عام 2018.

وفي تعليق له قال دافيد بارتوش، الأستاذ بجامعة الدراسات الأجنبية ببكين، إن الحضارات الآسيوية أظهرت أنها من أكثر حضارات العالم ديمومة واستقرارا ومرونة.

وعلى مدار أسبوع واحد، سيستقطب مؤتمر حوار الحضارات الآسيوية شبابا وأكاديميين ومسؤولين حكوميين من 47 دولة في آسيا وقارات أخرى، فضلا عن أعضاء في منظمات دولية.

ويبرز الموقع الإلكتروني الرسمي للمؤتمر، الحضارات الآسيوية في عمود من الصور التي تتدرج من مواقع التراث العالمي مثل مجمع معابد أنغكور وات وتاج محل إلى المنحوتات الفارسية والرقصات العربية.
ويعقد المؤتمر تحت شعار: «تبادلات وتعلم متبادل بين الحضارات الآسيوية ومجتمع ذو مسقبل مشترك».

وسيعقد خبراء ست حلقات نقاشية لمعالجة قضايا محط اهتمام إقليمي وعالمي، فيما سيكون بوسع الفنانين الشباب وعشاق الأفلام والأطعمة قضاء أوقات ممتعة في الكرنفال الثقافي الآسيوي، الذي سيقام على هامش مؤتمر حوار الحضارات الآسيوية.
وعلـــى مدار الأسبـــوع، ستكــون هنـــاك عــــروض تجســـد مختلـــف الدول والثقافات الآسيوية.

حوار مفعم بالحيوية
بالنسبة إلى شانغ جي لاي، وهو طالب ومتطوع في مؤتمر حوار الحضارات الآسيوية، تعد الأنشطة المرتبطة بالأفلام والأطعمة شيئا لا يمكن أن يفوته، كما ينظر إليها في الوقت ذاته على أنها مناسبة للحوار بين الشباب.
وقال شانغ: «إذا تمكن شباب مثلنا من معرفة ثقافات أخرى بشكل أفضل والتعلم منها في وقت مبكر من حياتنا، فسيكون بوسعنا بلورة فكرنا الخاص الذي قد يكون مفيدا لمستقبلنا».
وبوصفه دارسا لإحدى اللغات، فإنه يأمل أن تساعده مهاراته في الترجمة على تسهيل فهم الثقافات الأجنبية.

وخلال مؤتمر حوار الحضارات الآسيوية، ستُجري ست حلقات نقاشية حوارات حول الحوكمة، والتنوع الثقافي، والثقافة والسياحة، والحفاظ على التراث الثقافي وواجبات الشباب، والتأثير العالمي للحضارات الآسيوية، والتعلم المتبادل.

وقال كو كو هلاينغ، رئيس مركز ميانمار للدراسات الاستراتيجية والدولية وضيف المؤتمر، إن الحوار قد يذلل التفاهم المتبادل وتقاسم المعرفة بين الحضارات الآسيوية.
وأضاف: «بهذا، يمكنه المساعدة في حل العديد من القضايا التي نواجهها اليوم جراء سوء الفهم والمعلومات المغلوطة عن بعضنا البعض».
وفي الأزمان القديمة، ساهم طريق الحرير في بناء الحضارات الآسيوية من أقصى الغرب إلى أقصى الشرق، ليس من خلال نقل البضائع والسلع فحسب، بل من خلال نشر الأفكار والتكنولوجيا والثقافات والمعتقدات الجديدة أيضا.
وقال هلاينغ إنه من خلال مناقشات مؤتمر حوار الحضارات الآسيوية، قد يتحقق التعاون المستقبلي بين مختلف المجتمعات والحضارات.

تبادل مزدهر
وقالت فان ثي نغوك هان، وهي طالبة تبادل تعليمي فيتنامية في بكين، إنها ركزت على قضايا بشأن التبادلات التعليمية في مؤتمر حوار الحضارات الآسيوية.

وخلال الأعوام الأخيرة، أضحت التبادلات الثقافية بين الصين والدول الآسيوية أكثر شيوعا.
وفي عام 2015، تم تأسيس أول كلية صينية- هندية لليوجا في جامعة مينزو في يوننان، والتي يقع مقرها في كونمينغ، حاضرة مقاطعة يوننان بجنوب غربي الصين.
ومع تنامي شعبية اليوجا، شرعت كلية اليوجا الصينية-الهندية في 2017 في تسجيل طلاب لمنحهم درجة الماجستير.
وفي عام 2017، قَدِم ما إجماليه 18800 طالب خارجي للدراسة في يوننان، وهي مقاطعة حدودية في جنوب غربي الصين وتعد بوابة إلى جنوب شرقي آسيا وجنوبي آسيا.

كما استقطبت العروض التلفزيونية الصينية جمهورا جديدا في دول آسيوية. وخلال الفترة من 2015 إلى 2018، قامت محطة التلفزيون في قوانغشي، الواقعة على الحدود مع فيتنام، بترجمة ودبلجة أكثر من 130 حلقة من المسلسلات التلفزيونية الصينية و 196 حلقة وثائقية و104 حلقات من عروض الرسوم المتحركة الصينية، إلى اللغة الفيتنامية.

وقال فونغ ثي هوي، الباحث بالأكاديمية الفيتنامية للعلوم الاجتماعية، «إن الصين وفيتنام تتقاسمان ثقافتين متشابهتين، فالعديد من القضايا الاجتماعية التي يتم تسليط الضوء عليها في المسلسلات التلفزيونية الصينية يكون لها صدى أيضا بين الفيتناميين».
وأكد فان ثي نغوك هان، أحد طلاب التبادل التعليمي، أيضا على أوجه التشابه الثقافي، مشيرا إلى الزي العرقي وثقافة الشاي.
وأضاف فان «نحن الدول الآسيوية يجب أن نكون أصدقاء حميمين .... يتعين على الأصدقاء التواصل بشكل أكبر لنعمق روابطنا».

(شارك في كتابة التقرير أيضا:
مراسلو شينخوا: سون تشي & تشانغ دونغ تشيانغ & ياو بين).