تكريم 18 جمعية ماذا يعني!

مقالات رأي و تحليلات الأحد ١٩/مايو/٢٠١٩ ١٣:٣٠ م
تكريم 18 جمعية ماذا يعني!

علي بن راشد المطاعني
في أمسية رمضانية لا تُنسى تشرفت بحضور فعالية تكريم للجمعيات الخيرية والتطوعية في مجالات العمل الاجتماعية لرعاية ذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة والمكفوفين والصم والبكم والجمعيات الطبية مثل الجمعية العمانية للسرطان والتوحد والجمعيات الخيرية التي لها بصمات واضحة في تخفيف الآلام عن المجتمع مثل جمعية الرحمة المشهورة بأعمالها الخيرية، وكذلك جمعية تحفيظ القرآن الكريم ومسابقة ارتق ورتل القرآن الكريم، ومبادرة فك كربة وفريق شروق الأمل وجمعية العناية بالقران الكريم ومؤسسة أوقاف اللواتية وجمعية الكتاب ومكتبة دار الندوة ببهلاء جمعية المكفوفين فرع صحار وجمعية التدخل المبكر وجمعية دار العطاء، والأستاذة والمعلمة الجليلة زهرة العوفية التي افتتحت 22 مدرسة لتعليم القرآن الكريم من مجهوداتها الشخصية استحقت على ضوئها إعجاب العالم.
كل هذا الزخم الكريم من الجمعيات الخيرية كانت موعودة في هذه الأمسية بتكريمها رمضاني سخي من رجل الأعمال على بن مال الله حبيب اللواتي، رئيس مجلس إدارة شركة الحبيب، فجاء التكريم تتويجا لجهودها الطيبة في ترسيخ العمل الخيري التطوعي بهدف الشرائح المستحقة لعناية و الرعاية والاهتمام.
وتأتي هذه المبادرة كذلك في الوقت الذي تسعى فيه الجمعيات التطوعية والخيرية جاهدة في البحث عن الدعم اللازم لتمويل أنشطتها المجتمعية والتطوعية والخيرية والإنسانية الهادفة لخدمة المنضوين تحت مظلتها من رجال الأعمال والشركات والمؤسسات، في حين تأتي هذه المبادرة للعام الثاني على التوالي لتقلب الطاولة في كيفية تقدير مجهوداتها بشكل راق يعكس عمق الوعي بماهية هذه المؤسسات و دورها في المجتمع وكيفية تعضيدها بأسلوب راق بعيدا عن ذل السؤال والمتابعات المتكررة.
فهذه الجمعيات البالغ عددها 18 جمعية التي حظيت بالتكريم لها بصمات واضحة في المجتمع والكل شاهدا على ما تبذله من جهود متواصلة في هذا الشأن، وأتى التكريم لها في هذا الشهر الفضيل بمثابة حافز يلهمها قدرة مواصلة العطاء والبذل في كل ميادين العمل الإنساني والطوعي، ولذا فمثل هذه المبادرات تكتسب أهمية في هذا الشان هو ان هناك اهتمام ورغبة في دعم العمل الخيري والتطوعي تجسيدا للمسؤولية الاجتماعية وخدمة المجتمع، بدون أي طلبات أو فروض أو الالحاح.
وفي ذات الأمسية قدمت الجمعيات الخيرية والتطوعية وغيرها شروحات عن إنجازاتها وأهدافها وأعمالها وأنشطتها بشكل مقتضب لم يتجاوز ثلاث دقائق لكل جمعية، لقد أذهلت الجميع بما قدمته من أرقام مبهرة، وحقائق دامغة عن إسهاماتها المحمودة في تخفيف الآلام عن المحتاجين من المرضى وذوي الإعاقة والأسر المحتاجة والمتعففة أولئك الذين لا يسألون الناس إلحافا.
ولا ننسى هنا أبو حيان الذي لا يالو جهدا ولا بذلا في دعم كل الجمعيات ذات العلاقة وذات القيمة المضافة في العمل الخيري والتطوعي الذي ينتهجه كبرنامج المسؤولية الاجتماعية تديره كريمته لإضفاء الخصوصية عليه، فهو وما برح يمد يد العون لكل المبادرات الهادفة إلى إضافة الجديد كما وكيفا لمن يستحقون الدعم والمساعدة مجسدا بذلك أروع صور الوفاء للوطن والمجتمع.
بالطبع تكريم 18 جمعية في ليلة رمضانية ليس هو نهاية المطاف وإنما هذه الأعمال وتلك المبادرات متجددة عاما بعد آخر وشهر بعد شهر، فالعمل الخيري مفتوحة أبوابه طوال أيام العام بحول الله لكن هناك من التفاوت في العطاء من يجعل التكريم لهذه الجمعيات فرض واجب نظير ما قدمته.
مما يثلج الصدر أن هذه المبادرة توضح بأن العمل الخيري والاجتماعي ليس له علاقة بمقتضيات السوق وما يشهده من تذبذب وتحديات التي تواجه الأعمال والأسواق في العادة في الدورة الاقتصادية، بل تجسد أن السعادة في العطاء اكثر من السعادة في الأخذ وجمع المال.
نأمل أن تكلل مثل هذه المبادرات بالتوفيق والسداد لدعم هذه الجمعيات التي تبذل جهودا غير عادية في رعاية الفئات المنضوية تحت مظلتها والعاملة لتخفيف الأعباء المعيشية عن الكثير من الأسر المتعففة، وتلك ذات الموارد المحدودة.