مشروع المليون نخلة

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ٢٠/مايو/٢٠١٩ ٠٥:٥٦ ص
مشروع المليون نخلة

علي بن راشد المطاعني
في واحدة من أهم وأعظم وأعمق قصص النجاح شمخت ونهضت وأينعت وأزهرت في هذه الأرض الطيبة وفي هذا الوطن العزيز على قلوبنا جميعا، مشروع زراعة المليون نخلة التي تفضل حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله- وأصدر توجيهاته السامية بزراعتها في واحد من أكبر المشروعات الزراعية والاقتصادية والبيئية والجمالية في هذه العهد الزاهر ولتشمل كل محافظات السلطنة.
المشروع والتوجيه السامي له دلالاته الآنية والبعيدة والغائرة في الأعماق؛ فهو يعكس اهتمام جلالته بالزراعة باعتبارها مهنة الآباء والأجداد ولا بد من إعادة الاعتبار لها والحرص عليها وتنميتها والصرف عليها فهي ستبقى السند والمعين في الشدائد والملمات، ثم هي قوت الناس وبها يحيون وعلى ريعها وحصادها ينعمون برغد العيش الكريم، ومن ناحية أخرى فإن التوجيه السامي يعكس الاهتمام بالنخلة على وجه التحديد باعتبارها الشجرة الأقدم والأعرق والأهم في الوطن بأسره، فهي الرفيق الأوثق، والصديق الأصدق والذي لازمنا عبر الدهور والأزمان، عليها وعلى ما تطرحه لنا من خير نمير قامت على كنفه عمد الحياة، واشتق منها العُماني وسائل حياته، وكيف بعطائها نمط وجوده، فهي بالنسبة له تعني الحياة بكل زخرفها وزينتها.
مزارع النخيل اليوم غدت كالحلم الذي أمسى حقيقة، والممتدة في بقاع شاسعة من الأرض تشكّل النخلة بشموخها وكبريائها بانوراما رائعة وممتدة من التنظيم المبهر والذي تتجلى فيه روح الصميمية والإصرار على المضي قدما في المشروع حتى تسمى السلطنة عمّا قريب بأرض المليون نخلة كإضافة زراعية وحضارية يستحقها هذا الوطن التليد.
لقد شهدنا جولات بعض المحافظين لعدد من المزارع للإطلاع على ما أُنجز من تطوّر يسابق الزمن في قطف ثمار هذا المشروع وبلورة كل الصناعات المرتكزة على منتجات النخيل وإقامة مختبرات علمية لإجراء التجارب على ما تطرحه من منتجات متعددة تدخل في الكثير من الصناعات والمنتجات وبذلك نعزز القيمة المضافة العالية أصلا للنخلة ومنتجاتها.
وبالطبع ستقام مصانع وصناعات متعددة لما تطرحه النخلة من منتجات وصولا لتحقيق الاكتفاء الذاتي من كل شيء له علاقة بالنخلة وبالنخيل.
بلا شك أن مشروع زراعة المليون نخلة في عدد من محافظات السلطنة يعد وبكل المقاييس بمثابة نهضة زراعية عُمانية قائمة بذاتها مقترنة بنهضة صناعية مستلهمة زخم عنفوانها من النخلة هذه الشامخة.
نأمل أن نمضي قُدما في إكمال هذه المشروع الضخم في شقيه الزراعي والصناعي والبيئي وباعتبار أن مليون نخلة على امتداد محافظات السلطنة سيكون لها تأثيرها البيئي الإيجابي على المناخ واعتداله ومساهمتها في التقليل من التلوّث المناخي بالغازات الضارة.
كما أن المشروع سيوفّر- وهذه نقطة جديرة بالاهتمام- المزيد من فرص العمل لأبناء الوطن في المجالين الزراعي والصناعي إضافة للمجال التجاري والتسويقي لداخل حدود السلطنة وخارجها مما يعني تدفق المزيد من العوائد المالية لخزينة الدولة وكل هذا الريع المحمود بسبب النخلة والنخيل والتوجيه السامي والكريم.