ضجيج الحرب يتلاشى

الحدث الاثنين ٢٠/مايو/٢٠١٩ ٠٥:٢٨ ص
ضجيج الحرب يتلاشى

واشنطن - طهران - الرياض - أ ف ب

حضّت إدارة الطيران الفدرالية في الولايات المتحدة شركات الطيران الأميركية التي تحلّق رحلاتها فوق الخليج على توخّي الحذر «نظرا لزيادة الأنشطة العسكرية وارتفاع منسوب التوترات السياسية في المنطقة». ويأتي التحذير الذي يشمل كذلك الأجواء فوق بحر عمان على وقع ازدياد حدة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران.

وجاء في التحذير الذي صدر ليل الخميس الجمعة أن ارتفاع منسوب التوترات في المنطقة «يشكل خطرا متزايدا غير متعمّد على عمليات الطيران المدني الأميركية نظرا لاحتمال حدوث أمر غير محسوب أو لبس ما». وحذّرت الهيئة كذلك من أن الطائرات التي تحلّق في المنطقة قد تواجه «تشويشا غير متعمد في نظام تحديد المواقع والاتصالات، وهو أمر قد يترافق مع تحذير ضئيل أو يحصل دون تحذير». وأرسلت واشنطن مجموعةً بحريّة ضاربة مؤلفة من حاملة طائرات وقطع أخرى إضافة إلى قاذفات «بي- 52» لمواجهة ما اعتبرت أنه تهديد وشيك من إيران.

وأمرت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الموظفين بسحب الدبلوماسيين الأميركيين غير الأساسيين من العراق، مشيرة إلى وجود تهديدات من جماعات عراقية مسلحة مدعومة من إيران. لكن البيت الأبيض أرسل إشارات متضاربة خلال الأيام الأخيرة وسط عدة تقارير إعلامية أميركية تحدثت عن خلافات في صفوف إدارة ترامب بشأن درجة الضغط على طهران. ووفق تقارير إعلامية أميركية، يضغط مستشار ترامب للأمن القومي جون بولتون لاتّخاذ موقف متشدد حيال إيران، لكن آخرين في الإدارة يعارضون ذلك.
وتعرّض مسؤولو البيت الأبيض والبنتاغون لضغوط لعرض الأسباب التي دفعتهم لتعزيز تواجدهم العسكري في المنطقة وتشديد خطابهم عى مدى الأسبوعين الفائتين. وأشارت الدول المشاركة في التحالف الأميركي في العراق في وقت سابق هذا الأسبوع إلى أن مستوى التهديد لم يرتفع بشكل كبير بينما طالب أعضاء في الكونغرس بالاطلاع على المعلومات التي تقف خلف استعداد الإدارة الواضح للدخول في نزاع محتمل.

يدفعونه نحــو الحرب

وقلّل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف من احتمـــالات اندلاع حرب جديدة في المنطقــة قائلا إنّ طهـــران «لا تريد» الحرب كما أنّ كافة الاطراف تدرك أنه لا يمكن لأحد أن يواجه بلاده.
وتصاعد التوتر أخيرا بين طهران وواشنطن التي نشرت حاملة طائرات وقاذفات بي -52 في الخليج الاسبوع الماضي بحجة «تهديدات» مصدرها إيران.
وقال ظريف لوكالة الأنباء الرسمية «ارنا» في ختام زيارته للصين «إننا متأكدون لن تكون هناك حرب لأننا لا نريد حربا ولا أحد لديه أوهام أن بوسعه مواجهة إيران في المنطقة».وتابع أن الرئيس الأميركي دونالد «ترامب لا يريد حربا لكن من حوله يدفعونه باتجاه الحرب بذريعة جعل اميركا أقوى بمواجهة إيران». وبلغت العلاقات الاميركية الإيرانية أدنى مستوياتها العام الفائت إثر انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق النووي الموقع في العام 2015 بين طهران والقوى الدولية الكبرى والذي ينص على تخفيف العقوبات الدولية على الجمهورية الإسلامية مقابل وضع قيود على برنامجها النووي.
من جهته، قال قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي إن بلاده منخرطة حاليا في «حرب استخبارات شاملة» مع الولايات المتحدة. ونقلت وكالة «اسنا» شبه الرسمية عنه قوله إن ما يجري هو «خليط من الحرب النفسية والعمليات عبر الإنترنت والحراك العسكري والدبلوماسية العلنية وزرع الخوف». وأضاف أن «هيبة أميركا تتراجع وعلى وشك بلوغ نهايتها وفي نفس الوقت، علينا التنبّه من أي مخاطر محتملة في ظروف كهذه»

لاتريد الحرب

وأعلنت السعودية الأحد أنها لا تسعى إلى حرب مع إيران، لكنها حذرت من أنها ستدافع عن نفسها ومصالحها «بكل قوة وحزم». وقال وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير في مؤتمر صحافي في الرياض إن بلاده «لا تريد حربا ولا تسعى لذلك وستفعل ما بوسعها لمنع قيام هذه الحرب، وفي الوقت ذاته تؤكد أنه في حال اختيار الطرف الآخر الحرب فإن المملكة سترد على ذلك بكل قوة وحزم وستدافع عن نفسها ومصالحها». ودعا الجبير إلى «التحلي بالحكمة وأن يبتعد النظام الإيراني ووكلاؤه عن التهور والتصرفات الخرقاء وتجنيب المنطقة المخاطر»

قمة خليجية عربية

ودعت السعودية ليل السبت إلى عقد قمّتَين «طارئتين»، خليجيّة وعربيّة، للبحث في الاعتداءات التي حصلت في الآونة الأخيرة في منطقة الخليج، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء السعوديّة. ونقلت الوكالة عن مصدر في وزارة الخارجيّة أنّ العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وجّه دعوة إلى «أشقائه قادة دول مجلس التعاون وقادة الدول العربية لعقد قمتين خليجية وعربية طارئتين في مكة المكرمة» في 30 مايو، لبحث «هذه الاعتداءات وتداعياتها على المنطقة». وبحسب المصدر نفسه، فإنّ الدعوة تأتي «في ظلّ الهجوم على سفن تجاريّة في المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وما قامت به جماعة انصار الله من الهجوم على محطّتَي ضخّ نفطيتين بالمملكة، ولما لذلك من تداعيات خطيرة على السلم والأمن الإقليمي والدولي وعلى إمدادات واستقرار أسواق النفط العالمية».