شركة مع صغار المزارعين

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ٢٠/مايو/٢٠١٩ ٠٥:٣٠ ص
شركة مع صغار المزارعين

مات سميث
قامت شركة «غوركم» على أساسٍ بسيط ومبدع، وهو استغلال التكنولوجيا للتخلّص من الوسطاء وتمكين صغار المزارعين من بيع محاصيلهم إلى تجّار التجزئة ومحلّات الخضار والفواكه بطريقة مباشرة، بحيث ينتج عن ذلك تقاضي المزارعين أسعارًا أفضل وتوفير أسعارٍ أرخص للمشترين واعتماد نموذج توزيع أكثر كفاءة؛ إذ أنه لا يعوّل في الوقت الحالي على وسيلة نقل المنتجات التي من شأنها أن تؤدي إلى فساد المحاصيل الزراعيّة. هذا وأفاد مؤسس شركة «غوركم» ورئيسها التنفيذي محمد العقيلي أنّ «صغار المزارعين يعانون صعوباتٍ كثيرة» وأنّه «ثمة العديد من الصعوبات التي يجب أن تُحل.
وأضاف العقيلي البالغ من العمر ثمانية وعشرين عامًا أنّ شركة «غوركم» الناشئة تطمح لتصبح منصّة إقليميّة في القطاع الزراعي، وذكر شركة علي بابا الصينيّة باعتبارها مصدر إلهام له. وقد بدأت شركة «غوركم» باختبار المنصّة في شهر يونيو لعام 2016 ثم أطلقت خدماتها في شهر يناير لعام 2018. وستتضمّن أسواق المنشأ والمقصد على الأغلب أسواق لبنان والمملكة العربيّة السعوديّة والإمارات العربيّة المتّحدة.
«رؤيتنا هي أن يتوسّع نطاق عملنا حول الشرق الأوسط، ورسالتنا هي التواصل مع المزارعين والمساعدة في حلّ المشكلات التي يواجهونها ومن ثم الانتقال للعثور على مشترين محتملين». وحتّى اللحظة، فإن الأسواق الرئيسيّة لشركة «غوركم» هي أسواق مدينتي عمّان وإربد حيث تقوم الشركة بتجزأة المشترين بناءً على حجمهم وموقعهم الجغرافي. وقال العقيلي «إن إقناع باعة التجزئة ومحلّات الخضار والفواكه بالشراء منّا لأمر في غاية الصعوبة لأنهم قلقون فيما يتعلّق بمدى التزامنا؛ فهم يسعون إلى الحصول على محاصيل معتمدة وطازجة وذات جودة».وتتعاون «غوركم» مع شركة لتقنية المعلومات لإنشاء نظام بلوكتشين لضمان جودة المحاصيل. إذ سيتحقّق النظام من جودة المحاصيل عن طريق إضافة رمز إلى كل سلة من سلّات الخضار والفواكه، وسيتضمّن الرمز تفاصيلًا مختلفة عن المنتج الزراعي بما في ذلك نوع البذور ونوع التربة ودولة الإنتاج.
وذكر العقيلي أنّ «المشكلة الكبرى للوسطاء تتعلّق بتمويل المشاريع الصغيرة، إذ يقوم بعض الوسطاء بإقراض المزارعين مالًا لينتجوا محصولهم مقابل معدّل فائدة مرتفع. وهذا الأمر يُنشئ في بعض الأحيان شروطًا غير عادلة للتبادل التّجاري بالنسبة للمزارعين المقيّدين بزراعة أصنافٍ محدّدة من المنتجات الزراعية للوسيط.» «الدفعات المتأخرة هي أيضًا إحدى أكبر المشاكل لصغار المزارعين، ولهذا السبب قمنا بتقصير فترة الدفع حتّى يتسنّى للمزارعين الذين يستخدمون منصّتنا استلام أموالهم في الوقت المحدّد.» عمل أجداد العقيلي في الزراعة، ولطالما أراد منذ الصغر أن تكون مسيرته المهنيّة في هذا القطاع. ويحمل العقيلي شهادة البكالوريوس في المحاسبة والصيرفة بالإضافة إلى شهادة الماجستير في الاقتصاد الزراعي من جامعة بيرمينغهام البريطانيّة.

كاتب وصحفي