الرقص على طبول الحرب..

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٢٢/مايو/٢٠١٩ ١٣:٤٤ م
الرقص على طبول الحرب..

لميس ضيف
تتلفت في هذه الأيام لتجد أن البعض متحمّس للصراع توّاق لحرب ما في المنطقة، وتشم في تصريحات الزعامات السياسية والفكرية، تماما كما تجد عند العوام، شهية للحرب ونهما في استقبال أخبار التوتر لأسباب لا تخفى على أحد، وليست سراً ليُعلن: فعدو عدوي صديقي، وعلي وعلى أعدائي، وفخار يكسر بعضه وغيرها من الأفكار الثاوية المسمومة التي تشربت بها بعض العقول فما زادتها إلا مرضا على مرض!
الحروب ليست مجانية. ليفهم الجميع تلك الحقيقة، ولا تمر الحروب دون فاتورة مفزعة يدفعها الجميع: أطرافها؛ الضحايا منهم والعادون ويدفعها الأحباب والحلفاء والخصوم، ويساهم في دفعها المحيط الإقليمي معهم. وإن أثبتت الحرب السورية شيئا، بين عبر ودروس لا تنتهي، فقد أثبتت أن العالم بأسرة يتقاسم الكُلَف المريعة للصراعات الداخلية. فتركيبة أوروبا، التي تبعد آلاف الكيلومترات عن سوريا- قد تغيرت بسبب هجرة أكثر من 5 ملايين سوري لأراضيها. ووجدت «داعش» في تلك الحرب أرضية لتصدير أجرامها لكافة أصقاع الأرض وإجمالا؛ تظهر الحروب في البشر أسوأ ما فيهم. وتدمر الاقتصاد بل وتستنزفه. فحرب الخليج الثانية؛ رغم أنها كانت معركة غير متكافئة حُسمت سريعا، إلا أنها خلّفت حوالي 100 ألف قتيل و75000 جريح «في حينها فقط؛ عدا ما خلفته من ضحايا سقطوا من تبعات تلك الحرب» أما التكاليف المالية فلا تعد وتقدّر بين 3.2 - 4 تريليونات دولار دفعت العراق والكويت وباقي دول المنطقة شطرا سخيا منها ولا يعرف أحدنا حقا كيف كان الخليج ليكون لو لم يقدم صدام حسين على مقامرته تلك ولكن الجميع يعرف كم تضررت العراق. وكم عاماً عادت للوراء بسبب تلك الحرب وأهوالها.
إن من يتمنى الحرب، خصوصا حرباً على تخوم بلاده هو كمن يفرح بحريق في بيت جاره وبيته من قش! والحق أن عليك أن تخاف، وتخاف جدا، من أي ضربة في خاصرة محيطك لأنك ستكون على رأس قائمة المتضررين ولن تملك وقتا للشماتة والتشفي لأنك ستكون منشغلا بتضميد جراحك وعد خسائرك.
لذا لندعو الله جميعا في هذه الأيام المباركة أن يجنب المنطقة الحروب والمماحكات والمغامرات والصدامات. فنحن مثخنون بجراح الماضي وعقبات الحاضر. ولسنا بأي حال مستعدون لهزات عنيفة كتلك التي تحدثها زلازل الحروب وأعاصيرها.