تسعة أعشار

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٢٢/مايو/٢٠١٩ ١٣:٤٧ م
تسعة أعشار

علي بن راشد المطاعني
تشجيع ريادة الأعمال كفكرة وكهدف وغاية لا يمكن اختزالها فقط في منح القروض المدعومة للرواد رغما عن أهمية القروض لأي مشروع تجاري يخطو الخطوة الأولى في الطريق الطويل والمترع بالأشواك وبالصعاب، بل هناك عوامل أخرى لا تقل أهمية من منح القروض، ألا وهي تهيئة المناخ الملائم أو ما يسمى بالتسهيلات ليتسنى لهم الانطلاق بغير توقف وبغير عثرات أو مطبات هوائية أو أرضية، ذلك هو السبيل الوحيد والأفضل والأوضح لبناء رجالات أعمال وبمواصفات جينية تجارية عالية ليتسنى لهم قيادة الأعمال في المستقبل بكل اقتدار.
وإذا ماحاولنا أن نميط اللثام عن العامل الأهم في معادلة إيجاد رائد الأعمال الكفء نجد بأن (التسويق) هو الأساس، وبدونه لن يستطيع رائد الأعمال ومهما كان موهوبا وعبقريا لا يستطيع النفاذ إلى الأسواق قريبها وبعيدها، وإن لم يستطع ترويج وتسويق منتجه فذلك يعنى فشله في تحصيل أي عائد مادي من منتجه أو منتجاته وهذا يعني خروجه وبنحو نهائي من السوق التي لا ترحم متقاعسا.
ولعل تدشين صندوق (الرفد) للحملة التسويقية (تسعة أعشار) في شهر رمضان المبارك لرواد الأعمال جاءت من هذا المنطلق إذ تهدف لفتح آفاق أوسع لرواد الأعمال لتسويق منتجاتهم وخدماتهم بشكل صحيح وتكون فاتحة خير لهم ولنظرائهم في أن يسلكوا هذا الطريق المفضي إلى النجاح في ريادة الأعمال ، الأمر الذي يثلج صدورنا جميعا لهذه الأفكار الطيبة في تشجيع رواد الأعمال.
بلاشك أن تدشين مثل هذه الحملة تعكس حقيقة أن صندوق (الرفد) لم يعد صندوقا تمويليا فقط، وإنما صانع لرواد الأعمال من خلال الخدمات التي يقدمها والاستشارات التي يسديها والمبادرات التي ينفذها لرواد الأعمال خاصة في كيفية تسويق منتجاتهم وخدماتهم بطرق محترفة تخترق الأسواق وتقلب الموازين وتتغلب على المنافسة الغير متكافئة من العمالة الأجنبية، وهو ما حرصت عليه الحملة في الابتكار في الإعلانات ومواكبة التطورات العصرية والتقنية في طرق الجذب للمستهلكين وتعزيزها بمسابقات جماهيرية في الفضاءات الإلكترونية لدعم وحشد الجماهير لمؤازرة ‏رواد الأعمال وبما يرسخ علاماتهم التجارية ويبلور اتجاهاتهم التسويقية في المستقبل منطلقه من هذه الحملة التي من خلال مردودها يمكن لرواد الأعمال ابتكار حملات تسويقية مؤثرة وقادرة على أحداث الحراك التلقائي لدى المتلقي وبما يجعله مقتنعا بالمنتج المقدم إليه على أطباق من الفضة أو من الذهب الخالص ، هذا ما يراه المتلقي عندما تلهب خياله الحملات التسويقية أو الإعلانية المؤثرة التي استخدمت الأساليب الشبابية ومواكبة احدث الأساليب في الطرح الإعلاني.
إن نجاح المؤسسات كبيرة كانت أم متوسطة أو حتى صغيرة يعتمد بالأساس على التسويق، فالدراسات ‏تشير إلى أن التسويق يستحوذ على 90 % من ميزانيات الشركات لما له من أهمية كبيرة في النهوض بها وتعزيز صورتها الذهنية في المجتمع والقبول بمنتجاتها عن قناعة واقتناع.
ولعل اختيار شعار (تسعة أعشار) عنوانا للحملة جاء موفقا، فهو يؤكد على أن التجارة بها تسعة أعشار الربح لحفز الشباب على امتهان هذه المهنة الشريفة بل هي أم المهن على الإطلاق.
نأمل أن تمضي هذه الحملة في طريقها المرسوم لتحقيق أهدافها وغاياتها النبيلة في الدفع قدما بمشاريع ومنتجات رواد الأعمال لرحاب الأسواق ولأيدي المستهلكين، وهذا هو السبيل الوحيد لتمكينهم في الأرض وتأكيد نجاح رواد الأعمال بنحو حاسم.