«حفظ النعمة» فريق تطوعي يجمع الطعام الفائض

مزاج الأربعاء ٢٢/مايو/٢٠١٩ ١٣:٥٤ م
«حفظ النعمة» فريق تطوعي يجمع الطعام الفائض

مسقط - خالد عرابي
يعد جوهر الصوم هو الشعور بمن حرم النعمة وأن يكون نوع من تهذيب النفس في الكثير من الأشياء ومنها المأكل والمشرب، ولكن واحدة من الظواهر التي نشاهدها ونلمسها جميعا وتنتشر في مجتمعاتنا الإسلامية والعربية بقوة، هي تحويل البعض لرمضان من شهر للصوم والتهذيب إلى شهر للإسراف، حيث المبالغة في التسوق وإعداد الولائم والوجبات، وما يتبعه من تبذير يصل حد إهدار الطعام وإلقائه في مكبات النفايات ومن هنا يأتي دور البعض للتوعية من مغبة ذلك بل ومحاولة لانقاذ ما يمكن انقاذه وهو ما قام به فريق «حفظ النعمة التطوعي» الذي سعى إلى محاولة الاستفادة من بقايا الطعام الكثيرة و منحها لمنهم في حاجة إليها.. فما هي قصة هذا الفريق وماذا يقدم؟
يقول عبدالله بن سيف النعيمي، مشرف عام الفريق: «حفظ النعمة» هو فريق خيري تطوعي يقوم بجمع الطعام الجيد الفائض من وجبتي الفطور والعشاء ومحاولة فرزة وتجميعه في أواني مختلفة ثم إعادة تعليبه وتوزيعه ليكون وجبة السحور على المستحقين من المعسرين ومن هم في عوز وحاجة حقيقية إليه، وقال بأن الفريق يستمر للعام الثامن على التوالي في أداء هذه المهمة والرسالة الإنسانية والخيرية وذلك بهدف نشر ثقافة حفظ النعمة والشعور بفضل ومنة الخالق سبحانه وتعالى على من هم يملكون تلك النعمة وفي سعة من العيش خاصة عندما يتأملون من حولهم ليجدون أن البعض لم تتح لهم تلك النعم، وأكد على أن الفريق المكون من 14 عضوا بالإضافة إلى مجموعة من المتطوعين يقوم أيضا بدور كبير في تثقيف المجتمع حول أهمية حفظ النعمة لتصبح ثقافة وعادة تنتشر في المجتمع.
وعن دائرة وأبرز الأنشطة التي يقوم بها الفريق قال النعيمي: حتى الآن وبحكم الإقامة فإن دائرة نشاطنا وعملنا الميداني يتركز في ولاية البريمي، وكما أكدنا فإن النشاط الأول الذي نقوم به ونركز عليه هو جمع وحفظ الطعام الفائض وتوزيعه على المستحقين، كما نقوم بتثقيف المجتمع بأهمية النعمة ونشر الرسالة بين الإفراد. وكذلك تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة عند بعض أفراد المجتمع حول آلية فرز الطعام، وأما ما يخص الورش التثقيفية فيستهدف الفريق من خلالها جميع أفراد المجتمع.

تجاوب متواضع
أما عند سؤاله عن مدى تجاوب الآخرين معهم في هذا الجانب فقال النعيمي: رغم إننا نعمل وللعام الثامن على التوالي في هذا الجانب فإن الاستجابة متواضعة وما زال مسلسل الاسراف وهدر الطعام مستمرا، وذلك لأن البعض قد يتذكر و يعطي انتباه في البداية ولكن بعد ذلك يعود لطبيعته، كما أنه ربما لأن عددنا حتى الآن محدود وما نقوم به هو مجهودات شخصية من الأعضاء وبعص أفراد المجتمع من المتطوعين معنا ولكننا نرى أنه مع الاستمرار وتوسع رقعة العمل ستصل الرسالة وسنصل يوما ما إلى غايتنا في الحد من هذه الظواهر السلبية.
وعن الآلية التي يتم التعامل بها مع تلك الأطعمة التي يتم جمعها قال مشرف عام فريق «حفظ النعمة»: نحن نقوم بجمع الطعام في مقر مبادرة بيت البنات، من خلال استقباله من الأسر التي تحضر طعامها الفائض إلي المقر أو في بعض الأحيان يذهب بعضنا لإحضاره، ومن ثم نقوم بعدها مباشرة يفرز الطعام الصالح وغير الصالح ومن ثم يوضع الطعام الصالح في حافظات للطعام ويوزع للمستحقين، ويعطى الطعام غير صالح (نفيعة) للمزارع.
وأكد النعيمي على أن هذا المشروع الخيري يستفيد منه أسر عمانية وأخرى غير عمانيه وكذلك بعض العمالة الوافدة التي تستفيد من هذا الطعام الفائض، حيث نسهل عملية التوزيع من خلال تعبئتها في علب تم استلامها وتوزيعها. متمنيا أن تنتشر ثقافة حفظ النعمة في كل الولايات في السلطنة.