«سيدات القمر».. تحمل جوخة الحارثية إلى العالمية

مزاج الخميس ٢٣/مايو/٢٠١٩ ١٨:٣٠ م
«سيدات القمر»..  تحمل جوخة الحارثية إلى العالمية

مسقط- خالد عرابي
فازت الكاتبة جوخة الحارثية بجائزة «مان بوكر الدولية» التي تمنح لأفضل عمل أدبي مترجم للإنجليزية وذلك للعام الجاري (2019) عن التي ترجمتها مارلين بوث إلى اللغة الإنجليزية تحت عنوان: «سلستيال باديز» أو (أجرام سماوية). وأقيم حفل الإعلان عن الرواية الفائزة بالجائزة فى حفل عشاء فى «راندم هاوس» لندن.

وبذلك تكون الحارثية قد تمكنت من التفوق على 5 منافسين ضمتهم القائمة القصيرة للجائزة من دول: ألمانيا، تشيلي، فرنسا، كولومبيا، وبولندا، وتحملها روايتها «سيدات القمر» إلى العالمية.

وكما أن هذا الإنجاز الأول من نوعه لكاتب عماني وعربي منذ أن أنشئت الجائزة في العام 2005، فجوخة الحارثية البالغة من العمر (41 عاما) هي أيضا أول روائية عمانية يترجم لها عمل إلى الإنجليزية كما أنها المرة الأولى التي تفوز فيها روائية من منطقة الخليج العربية بهذه الجائزة المرموقة.

وتروي «سيدات القمر» الحياة الأسرية لثلاث شقيقات يشهدن على التطور البطيء في المجتمع العُماني، كما تروي قصة مجتمع وما طرأ عليه من تغيرات تاريخية واجتماعية، كما تحاول أن تقول الكثير عن تحولات الواقع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.

مستوى عالمي
وعلق على هذا الفوز مدير عام الفنون بوزارة التراث والثقافة السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي، قائلا: لاشك أن هذا الفوز يدل على أن عمل جوخة الحارثي عمل متكامل ويرقى إلى هذا المستوى العالمي، كما أنه دليل على أن الأديب العماني والأديبة العمانية لهما مكانة ليست محلية ولا عربية فحسب وإنما عالمية، وهذا شيء يشرف كل عماني وعمانية.

وأضاف البوسعيدي قائلا: إن هذا الفوز لهو حافز كبير للأدباء والمبدعين العمانيين، وأن يروا هذا المثال الحي يحقق هذه النتائج المرموقة وبالتالي يكون دافعا لهم للعمل والاستمرار والعطاء مستقبلا، كما أن هذا الفوز سيكون له تأثير على الأدب بصفة عامة والرواية العمانية بشكل خاص، وسيكون أبرز أثره من حيث الانتشار والتعريف بالأدب العماني وزيادة نسبة القراء للأدب العماني والاطلاع عليه وبالتالي فتح المجال أمامهم.

وأشار البوسعيدي إلى أن هذه الجوائز ذات الصيت العالمي وذات المعايير الدولية المعروفة مثل البوكر تدفع المهتمين بالأدب والقراء بالتوقف أكثر عند الأدب العماني، وهو تذكير جاء في وقته ومحله، ويسمح للتعريف بصورة أكبر بالأدب العماني ووصوله لفئات أكثر في المجتمعات العربية بل والدولية.

أما الشاعر سيف الرحبي فقال: فوز جوخة الحارثية بهذه الجائزة الدولية المرموقة هو إنجاز تاريخي كبير للكاتبة ولعمان وللثقافة العربية بصورة عامة. وأشار إلى أن ذلك الفوز إن دل على شيء فإنه يدل على أن الأدب العماني يسير إلى الأمام والأجمل والأعمق. ونتمنى له مزيدا من ذلك.. وأردف قائلا: نحتفي بهذا الفوز ونتقدم لها بخالص تهانينا القلبية للكاتبة وللسلطنة ونتمنى مزيدا من التوفيق للآخرين.

وقال الكاتب والأديب عبدالرزاق الربيعي: إن فوز الحارثية بجائزة البوكر لهو إنجاز كبير للسردية العربية، وليس فقط العمانية، فـ «سيدات القمر» النص الروائي الأول الذي يحظى بهذه الجائزة الرفيعة التي تعادل جائزة نوبل بالأدب في مجال الرواية، وقد جاء فوز جوخة الحارثية بهذه الجائزة ليؤكّد أن الرواية العمانية قطعت شوطا كبيرا لتصل إلى العالمية.

تستولي على العقول
وكانت رئيسة لجنة التحكيم المؤرخة والكاتبة البريطانية بيتاني هيوز قد علقت على هذا العمل الفائز قائلة: «إن الحكمة بجميع أشكالها تتجسد في روايات القائمة القصيرة، هذه القصص هي التي أرغمتنا على اختيارها في القائمة القصيرة، ولقد أدهشنا الوضوح في جميع الترجمات.

وأضافت قائلة: «الكتاب يستولي على العقول والقلوب بنفس المقدار، «الأجرام السماوية» يتناول القوى التي تقيدنا وتلك التي تحررنا» مشيدة بالترجمة الدقيقة والشاعرية للمترجمة الإنجليزية مارلين بوث.

وعن الترجمة للأكاديمية الأمريكية مارلين بوث، التي ترجمت أعمالا كثيرة عن العربية، قالت إنها: «جاءت الترجمة أيضا دقيقة وثرية لغويا لتمزج في إيقاعها بين الشعر واللغة الدارجة».

وكانت لجنة تحكيم الجائزة قد تلقت لهذا العام 108 روايات كتبت بـ 25 لغة مختلفة واختارت 13 رواية فقط للقائمة الطويلة قبل أن تستقر على 6 فقط بالقائمة القصيرة. وتبلغ قيمة الجائزة التي تمنح سنويا 50 ألف جنيه استرليني (حوالي 63.5 ألف دولار) تقدم لأفضل رواية ترجمت من لغتها الأصلية إلى الإنجليزية ونشرت في المملكة المتحدة. وتم تقسيمها مناصفة بين المؤلفة والمترجمة.

عن الكاتبة الحارثية
حاصلة على درجة الماجستير فى اللغة العربية فى العام 2003، ثم حصلت على درجة الدكتوراة فى الأدب العربى وتحديدا فى الشعر العربى الكلاسيكى من جامعة إدنبره باسكتلندا منذ حوالى 10 سنوات مضت.

وعملت كأستاذة للأدب العربى فى كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس بسلطنة عمان. وقد ترجمت بعض قصصها القصيرة إلى الإنجليزية، والألمانية، والصربية، والإيطالية، والكورية.

وترجمت بعض نصوصها إلى الإنجليزية، وتعد رواية «منامات»، الصادرة فى 2004، هى أولى الأعمال الروائية لها، كما صدر لها أعمال أدبية وبحثية أخرى منها منها: «مقاطع من سيرة لبنى إذ آن الرحيل» (مجموعة قصصية)، 2001، ودراسات فى أدب عمان والخليج (دراسة بالاشتراك مع مؤلفين آخرين)، 2003، و»صبى على السطح» (مجموعة قصصية)، عن دار أزمنة، 2007، و"فى مديح الحب» (نصوص)، 2008، «عش للعصافير» (كتاب للأطفال)، 2010، و»ملاحقة الشموس: منهج التأليف الأدبى فى كتاب خريدة القصر للعماد الأصفهاني» (دراسة)، دار الدوسري، 2010، و»السحابة تتمنى» (كتاب للأطفال)، 2015.

كما أن لها 10 مؤلفات منها: 3 روايات، وسبق لها الفوز بجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب في مجال الرواية في العام 2016، كما حصلت على جائزة أفضل رواية عمانية فى مسابقة أفضل إصدار عماني منشور في مجالي الأدب والثقافة لعام 2010 عن رواية «سيدات القمر»، وجائزة أفضل كتاب في فرع أدب الأطفال في مسابقة أفضل إصدار عماني منشور فى مجالي الأدب والثقافة لعام 2010 عن كتاب «عش للعصافير».