معركة هواوي

مؤشر الاثنين ١٠/يونيو/٢٠١٩ ١١:٤١ ص

بكين - رويترز

قال مصدران مطلعان لرويترز امس الأحد إن الصين استدعت شركات تكنولوجيا عالمية لإجراء محادثات الأسبوع الفائت بعدما حظرت الولايات المتحدة بيع التكنولوجيا إلى هواوي تكنولوجيز الصينية.

وإدراج هواوي، أكبر شركة منتجة لمعدات شبكات الاتصالات في العالم، على القائمة السوداء يحظر على الشركات الأمريكية إمدادها بالعديد من السلع والخدمات بسبب ما تعتبره واشنطن اعتبارات أمن قومي، مما قد يصبح ضربة قاسمة أدت لتصعيد التوترات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين.
وتنفي هواوي أن معداتها تشكل تهديدا أمنيا.
وإثر القرار الأمريكي، أعلنت بكين أنها ستصدر قائما خاصة بها للكيانات الأجنبية ”التي لا يعتمد عليها“ كما لمحت إلى أنها ستحد من إمدادات المعادن النادرة إلى الولايات المتحدة.
وقال مصدر في مايكروسوفت الأمريكية لبرامج الكمبيوتر إن اجتماع الشركة مع المسؤولين الصينيين لم يتضمن تهديدا مباشرا لكنهم أوضحوا للشركة أن الامتثال للحظر الأمريكي سيقود على الأرجح إلى تعقيدات لكل أطراف القطاع.
وتابع أنه طُلب من الشركة عدم الاتيان بأي تحرك متسرع ودون دراسة جيدة وذلك قبل فهم الوضع بالكامل مضيفا أن النغمة كانت تصالحية.
وامتنعت مايكروسوفت عن التعقيب.
وقال مصدر بشركة تكنولوجيا أمريكية أخرى في الصين أطلعه زملاؤه على الاجتماع إن اللهجة كانت ”أهدأ كثيرا“ من المتوقع.
وأضاف الشخص الذي رفض ذكر اسمه أو اسم شركته نظرا لحساسية الأمر ”لم يأت ذكر هواوي. لا إنذارات. فقط طلب البقاء في البلاد وأن المفاوضات مفيدة للطرفين“.
وتابع ”أعتقد أنهم يدركون أنهم ما زالوا بحاجة للتكنولوجيا والمنتجات الأمريكية في الوقت الحالي. تحقيق الاكتفاء الذاتي يستغرق وقتا، ولا يمكن أن يطردونا إلا بعد ذلك“.
وأوردت صحيفة نيويورك تايمز التي كانت أول من نشر نبأ الاجتماعات أن شركات أخرى دعيت إليها يومي الثلاثاء والأربعاء من بينها ديل تكنولوجيز لصناعة أجهزة الكمبيوتر وهي أمريكية أيضا، وسامونج إلكترونيكس واس.كيه هاينكس من كوريا الجنوبية، وآرم البريطانية لتصميم الرقائق والتي أوقفت التوريد لهواوي الشهر الفائت .
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن الاجتماعات التي عقدت هذا الأسبوع رأستها وكالة التخطيط الاقتصادي المركزية في الصين، وهي اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح، وحضرها ممثلون من وزارة التجارة ووزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات، الذين وجهوا ملاحظاتهم إلى مجموعة واسعة من الشركات التي تصدر السلع إلى الصين، وفقا لشخصين مطلعين على الاجتماعات.
وبحسب الصحيفة، تشير مشاركة ثلاث هيئات حكومية على مستوى عالٍ من التنسيق والموافقة المحتملة من أعلى هيكل القيادة في الصين إلى أن التدخل يهدف إلى حشد الدعم لشركة «هواوي» على الرغم من أن الشركة لم يتم ذكرها على وجه التحديد.
وبحسب الصحيفة فإنه في الاجتماعات التي عقدت هذا الأسبوع، حذر المسؤولون الصينيون صراحة الشركات من أن أي تحرك لسحب الإنتاج من الصين لأغراض أمنية قد يؤدي إلى العقاب، وفقًا لما قاله الشخصان.
وأضاف المسؤولان أنه يبدو أن المسؤولين الصينيين لديهم رسائل مختلفة للشركات، اعتمادًا على ما إذا كانوا أمريكيين أم لا.
وبالنسبة إلى أولئك القادمين من الولايات المتحدة، تم تحذيرهم من أن تحرك إدارة ترامب لفصل الشركات الصينية عن التكنولوجيا الأمريكية عطل سلسلة التوريد العالمية.
مضيفين أن الشركات التي ستتبع تلك السياسة قد تواجه عواقب دائمة. كما ألمحت السلطات الصينية إلى أنه يتعين على الشركات استخدام الضغط للرد على تحركات الحكومة.
وأخبــــر المســؤولون الصينيـــون الشركات من خارج الولايات المتحدة أنه طالما حافظوا على علاقاتهم الحالية واستمروا في تزويد الشركات الصينية بشكل طبيعي، فلن يواجهوا أي عواقب سلبية. كما أكدوا على التزام الصين بفتح التجارة وحماية الملكية الفكرية، وفقًا لأشخاص مطلعين على الاجتماعات.
وتختلف أعمال الشركات في الصين إذ تمتلك «ديل» سوقًا محدودة لبيع أجهزة الكمبيوتر الخاصة بها في الصين، بينما توزع «مايكروسوفت» البرامج وخدمات معالجة وتخزين الكمبيوتر هناك. ومحرك البحث «مايكروسوفت» و»بينغ» هو واحد من القلائل من الشركة الأمريكية غير المحظورة في الصين.
وبعد حظر إدارة ترامب للمبيعات لشركة «هواوي» خفضت العديد من الشركات الأمريكية عشرات الملايين من الدولارات من توقعاتها للإيرادات الفصلية.
وإدراج هواوي، أكبر شركة منتجة لمعدات شبكات الاتصالات في العالم، على القائمة السوداء يحظر على الشركات الأمريكية إمدادها بالعديد من السلع والخدمات بسبب ما تعتبره واشنطن اعتبارات أمن قومي، مما قد يصبح ضربة قاصمة أدت لتصعيد التوترات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين.
وتنفي هواوي أن معداتها تشكل تهديدا أمنيا.
وإثر القرار الأمريكي، أعلنت بكين أنها ستصدر قائما خاصة بها للكيانات الأجنبية «التي لا يعتمد عليها» كما لمحت إلى أنها ستحد من إمدادات المعادن النادرة إلى الولايات المتحدة.

الحد من الصادرات

من جانب اخر قال رئيس تحرير صحيفة جلوبال تايمز الصينية إن الصين تستعد للحد من بعض صادرات التكنولوجيا إلى الولايات المتحدة.
وتشير تلك الإجراءات في حال تطبيقها إلى أن بكين ترد على القيود التي فرضتها واشنطن على شركة هواوي تكنولوجيز الصينية بسبب ما وصفته بقضايا تتعلق بالأمن القومي.
وقال هو شي جين رئيس تحرير الصحيفة الداعمة للحزب الشيوعي الصيني على تويتر إن الصين ”تبني آلية إدارة لحماية تكنولوجياتها الأساسية“.
وأضاف ”هذه خطوة رئيسية لتحسين نظامها كما أنها خطوة لمواجهة الحملة الأمريكية. وما أن تطبق فسوف تكون بعض صادرات التكنولوجيا إلى الولايات المتحدة خاضعة للتحكم“.
ولم يذكر هو أي مصادر بعينها في تغريدته. وصحيفة جلوبال تايمز ليست صحيفة رسمية ناطقة بلسان الحزب الحاكم في الصين على الرغم من أنه من المعتقد أن آراءها تمثل أحيانا وجهات نظر زعمائه.

إدارة الامن

وفي الوقت الذي نشر فيه هو تغريدته ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية (شينخوا) أن اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح ستنظم دراسة لتأسيس ”نظام قوائم لإدارة أمن التكنولوجيا القومي“.
تأتي تلك الأنباء بعد أسابيع من إدراج واشنطن شركة صناعة معدات الشبكات والهواتف الذكية هواوي في قائمة سوداء تحظر على الشركات الأمريكية مدها بالسلع والخدمات.
وبعدها أعلنت بكين أنها ستنشر قائمتها الخاصة للكيانات الأجنبية ”التي لا يمكن الوثوق بها“. ولمحت إلى أنها ستقلص إمداداتها من المعادن الأرضية النادرة إلى الولايات المتحدة.
وكانت شركة «فيسبوك» أعلنت الجمعة أنها ستحرم هواوي الصينية من تطبيقاتها الرائجة في مجال التواصل الاجتماعي. وأفادت الشركة العملاقة للتواصل الاجتماعي أنها اتّخذت الخطوة بعدما أمر الرئيس الأميركي بمنع تصدير التكنولوجيا الأميركية إلى هواوي.