نحو إنقاذ المستقبل

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ١٠/يونيو/٢٠١٩ ١١:٥٠ ص
نحو إنقاذ المستقبل

جيثو أبراهام

تمتلك فارعة السقاف من الصفات الطيبة التي جعلت منها شخصية مؤمنة بتغيير أساليب التفكير العقيمة لما فيه خدمة الصالح العام. لقد كان الإحساس والإيمان بالهدف هو الدافع و المحفز الرئيسي وراء إرساء مركز لوذان لإنجازات الشباب (لوياك)، وهي إحدى المنظمات الرائدة غير الربحية في الكويت. وتعمل المنظمة من أجل تمكين الشباب وتنمية مهاراتهم.

وتقول السقاف في هذا الصدد: «بعد فترة وجيزة من وقوع هجمات 11 سبتمبر 2001، التي كانت عملاً إرهابياً كبيراً و إعلان الولايات المتحدة في أعقابها الحرب على الإرهاب، لاحظنا في منطقة الشرق الأوسط إحساساً مشابهاً لذلك التفكير العدواني. ومن ثم، شعرنا- كمدنيين من أبناء المنطقة- أنه من الصواب التعامل بايجابية وبصورة استباقية لمواجهة هذا النوع من التفكير العدواني.»

وكان أكثر شيء صادماً بالنسبة للسقاف هو أن تقريباً جميع مُرتكبي هذا العمل الإرهابي كانوا شباباً تقل أعمارهم عن الثلاثين عاماً.
ولذلك، قررت السقاف وسبع من صديقاتها إنشاء منظمة تُعنى بالشباب في الكويت و تقدم لهم مجموعة من الخيارات الذكية، وتعمل على فهم كيفية تقديرهم لذاتهم.
وأوضحت السقاف قائلة: « في عام 2002، كان هناك فراغ كبير في توافر مثل هذه البرامج خاصة في دولة الكويت. وكان يٌعرف برنامجنا الأول باسم برنامج الخيارات الذكية، والذي وفر ثلاث فرص للشباب هي: التدريب الصيفي، والأنشطة التطوعية و الإستمتاع بإجازة نهاية الأسبوع وقضائها في دراسة ثقافة معينة أو المشاركة في نشاط رياضي.»
وأضافت السقاف:»بمرور الوقت، اتسع نطاق أنشطتنا، وأصبح لدينا اليوم 15 برنامجاً نقوم بتنفيذها مع كيانات فرعية كمدرسة إيه. سي. ميلان لكرة القدم، و أكاديمية لابا التي تعتبر إدارة للفنون الأدائية تابعة لمنظمة لويـاك.»
وبهدف تقديم حلول شاملة ومبتكرة للشباب غير المنخرطين في الأنشطة المختلفة في الكويت، بدأ فريق عمل لوياك في إقامة شراكات والحصول على الدعم لإنشاء كيان يقوم في الأساس بهدف تلبية احتياجات ومتطلبات الشباب، وأن يحظى بشهرة واسعة.
وتابعت السقاف حديثها قائلة: « لقد كانت الإستجابة الأولية جيدة للغاية، ولاقت المنظمة تشجيعاً كبيراً من الآباء والشباب بالإضافة إلى دعم وسائل الإعلام المحلية. واعتقد أن هذا التجاوب ينبع من كون فلسفة منظمة لوياك كانت دوما هي العمل جنباً إلى جنب مع العديد من قطاعات المجتمع، سواء كان ذلك من خلال التدريب في المنظمات الخاصة أو التطوع مع منظمات المجتمع المدني مثل الهلال الأحمر. وإننا نرى أنفسنا منظومة تتطلع دوماً للعمل بصورة كبيرة مع المجتمع. وقد أشادت الحكومة أيضاً بالمهمة التي نقوم بها،وقامت بدعمنا من خلال توفير الأرض لإنشاء الأكاديمية.»
توسع المنظمة
سرعان ما قامت لوياك بتوسيع نشاطها، حيث فتحت فروعاً في الأردن ولبنان وحتى في اليمن، وهو إنجاز تتحدث عنه السقاف بفخر كبير.
وتقول السقاف عن هذا التوسع:» لقد بدأنا في اليمن عام 2015 قبل الحرب ببضعة أشهر فقط ، وما زلنا نعمل هناك بقوة. ويصل عدد المستفيدين من برنامجنا في اليمن وحدها إلى حوالي 12000 شخص. واستطعنا من خلال فرعنا في اليمن، الذي يُدار من قبل المجتمع المحلي بدعم مالي واستشاري من جانبنا، بتعليم 2000 امرأة خلال العاميين الماضيين.»
ترى السقاف أن العالم بأسره-وخاصة العالم العربي- في حاجة إلى تغيير طرق التفكير. وواصلت تحدي تلك المفاهيم البالية من خلال إرساء أكاديمية لابا، وهي إدارة للفنون الأدائية تابعة لمنظمة لوياك. وتسعى هذه الأكاديمية الفنية إلى إحياء الفن الذي كان يُنظر إليه بصورة كبيرة على أنه من المحرمات وذلك في أعقاب التفكير المتطرف الذي كان يزحف ببطء في جنبات المجتمع.
وأوضحت السقاف قائلة: «لذلك، أخذنا على عاتقنا العمل على إحياء أشكال مختلفة من الفنون كالمسرح والرقص والموسيقى، واستطعنا إحراز تقدماً جيداً في هذا القطاع.»
وعلى الرغم من كل هذه الجهود، وُجهت للسقاف سهام النقد بحكم المنهج المتحرر وطريقة التفكير العالمية للمنظمة، وهو الأمر الذي تعاملت معه بهدوء، حيث ذكرت: «لقد حظينا بالكثير من الدعم من المجتمع ومن الحكومة ،وهذا الأمر قد يكون سبباً لانزعاج البعض بيد أنني معتادة على ذلك. كل تفكيري منصب على إيجاد حلول للتحديات التي أواجهها.»