الأوقاف لا تهتم بالزكاة وهذه الأدلة!

مقالات رأي و تحليلات الأحد ١٦/يونيو/٢٠١٩ ١١:٢١ ص

علي بن راشد المطاعني

تابعت طوال شهر رمضان المبارك اي تحرك من وزارة الأوقاف والشؤون الدينية حول الحث على الزكاة ، الا انه خاب ظني فلم اسمع او أرى اي اشارة عن الزكاة في الشهر الفضيل ، فيبدو ان الزكاة ليست ضمن أجندة الوزارة ولا تحظى باهتمام كاف ،وقد دفعني ذلك الى مقارنة وضع الزكاة في السلطنة و الذي ترعاه الوزارة الموقرة، وما هو قائم مع نظيراتها في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية كمقاربة متشابهة في كل النظم ، لعلني اجد ما يدلل على ما اطرحه وهو موثق ببعض الأدلة .عندما اشير الى أنه ليس هناك اهتمام بالزكاة من جانب الجهة المختصة ، فإنني للاسف وجدت فوارق كبيرة تتعلق بالزكاة فاقت تصوراتي من حيث هياكل بيوت ومؤسسات الزكاة وآليات عملها ونظمها وغيرها . الأمر الذي يفرض على الوزارة الموقرة ان تراجع نفسها قليلا ، وتعطي الزكاة الاهتمام الذي تستحقه وذلك بالاستفادة من تجارب الاخرين .

اذ ان هذا الركن العظيم من أهم أركان الإسلام بعد الصلاة يكفي ان ذِكرها ورد في القرآن الكريم اثنتين وثلاثين مرَّةً، كما ورد ذكرها والحث عليها في عشرات الأحاديث النبوية الشريفة ،والجهات المختصة مسؤولة عن ادارتها و تعزيزها وفق التطور الذي يشهده المجتمع مع ضرورة مواكبة التطورات في ادارة الزكاة من كافة الجوانب فلا ينبغي ان نظل بهذا الجمود في ادارتها كما كانت قبل 50عاما وهو ما يحصل لدينا للأسف بدون اي تطوير وتحديث
فعلى صعيد الالزام بالزكاة نجد هناك دولا ومنها بعض دول المجلس تلزم بأداء الزكاة بنسبة 2.5 بالمائة على أرباح الشركات و البنوك سنويا والتجارة والزراعة و الحيوانات وغيرها من الاموال النقدية والعينية عندما يحول عليها الحول ويكتمل النصاب ، في حين ان الملاحظ لدينا حتى التوعية و الحث على الزكاة بدأ يتلاشى للأسف.
واذا نظرنا الى هيكلة الزكاة في السلطنة والمسؤولة عنها وزارة الاوقاف والشؤون الدينية نجدها تتمثل في دائرة محدودة فقط ، في حين في الدول المجاورة تمثل الزكاة صناديق وبيوت للزكاة مستقلة ماليا واداريا ولها اختصاصاتها ومسؤولياتها ، ففي المملكة العربية السعودية هناك الهيئة العامة للزكاة والدخل ، ودولة الكويت بيت الزكاة، وصناديق للزكاة في كل من الامارت العربية المتحدة و البحرين و قطر.

اما اذا تطرقنا الى ايرادات الزكاة في السلطنة ووفق البيانات الرسمية في تطبيق زكاتي بموقع وزارة الاوقاف والشؤون الدينية نجد ان حجم المبالغ المحصلة لا تتجاوز 347735 ريالا ( ثلاثمائة وسبعة واربعين الفا و سبعمائة وخمسة وثلاثين ريالا) فقط ، في حين ان قيمة المبالغ المحصلة من الزكاة بدولة الكويت خلال 9 اشهر من العام الماضي تبلغ 51.455.719 دينارا( واحدا وخمسين مليون دينار ) بنمو نسبته 14.75% عن الفترة نفسها من العام السابق، اما صندوق الزكاة في دولة الامارات العربية المتحدة فإن إيراداته في عام 2018م ، تخطت حاجز 200 مليون درهم، اما في المملكة العربية السعودية فبلغت الايرادات 15.3 مليار ريال هي حصيلة الزكاة على عروض التجارة فقط لعام 1436/‏‏‏1437 هجري اي قبل اربع سنوات تقربيا

وحتى جباية الزكاة وتوزيعها لدينا بطرق بدائية عن طريق لجان الزكاة في الولايات ،وهي عبارة عن لجان من المتطوعين يفتقرون لكل القدرات والتخصصية والتفرغ للعمل و بيانات المزكين و المحتاجين ، و يعتمدون على التوصيات وغيرها في توزيع الزكاة مع بعض الاجتهادات من بعض اللجان . وعلى الصعيد الاعلامي و التواصل الاجتماعي فحدث ولا حرج من عدم الاهتمام بالتوعية بهذا الركن.
لا نعرف ماهي الأسباب التي تحول دون تحقيق وزارة الاوقاف والشؤون الدينية أهدافها في قطاع الزكاة وحث السكان على ادائها وتطويرها ، فما أسعفتنا به الذاكرة لذكره هنا القليل من عدم الاهتمام بالزكاة في السلطنة ، ولا نعرف هل ان الوزارة ترى ان اهتمام الناس في السلطنة بالزكاة دون المستوى ، وأن ادارتها بهذا المستوى كاف .
بالطبع نحن ندرك بأن القائمين على هذه الجهة اعلم منا بأمور الدين وهم ادرى منا في هذه الجوانب ، وكان ودنا ان يأتي التنبيه على الزكاة من داخل المؤسسة ذاتها.
نأمل من وزارة الاوقاف والشؤون الدينية أن توضح لنا لماذا هذا الضعف في الاهتمام بالزكاة، للامور التي ذكرناها مقارنة مع الدول الخليجية الاخرى ونتطلع الى توضيح من الوزارة لعلنا نجهل الكثير عن الزكاة وادارتها والاهتمام بها يمكن ان توضحه الوزارة الموقرة لنا . مع خالص التقدير لجهودها القيمة الاخرى.