إلى الباحثين عن عمل

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ١٧/يونيو/٢٠١٩ ١١:٤٢ ص

عيسى المسعودي

بالصدفة التقيت ايام عيد الفطر المبارك بعدد من الشباب الباحثين عن عمل ودار بيننا حوار ومناقشات حول وضعهم الحالي وكيفية نظرتهم للمستقبل وكيف ينظرون الي دور المؤسسات الحكومية في توفير فرص عمل جديدة او حتى دور مؤسسات القطاع الخاص في اطلاق مبادرات وبرامج للتوظيف والتدريب وغيرها من المناقشات التي تمحورت حول قطاع العمل والتحديات والصعوبات التي يواجها الشباب في ايجاد فرص عمل تتناسب مع تخصصاتهم فبعض منهم لدية شهادة الدبلوم مابعد الثانوية العامة والبعض شهادة البكالوريس وفي تخصصات مختلفة وبعض منهم اقل من الثانوية.

يتمتع هؤلاء الشباب بالنضج العملي الا ان البعض بدأ يدخل في نفسه الملل واليأس من ايجاد فرصة عمل يساعد فيها نفسه وعائلته فاغلبهم بحاجة ماسه الي العمل وخاصة ان بعض منهم اكمل 3 سنوات او اكثر او اقل ولم يجد فرصة عمل رغم كل الجهود المبذولة من المؤسسات المعنية وفي مقدمتها وزارة القوى العاملة والبعض منهم دخل امتحانات الترشح لوظيفة ولم يوفق بينما البعض تم الرد عليه ان تخصصك في الوقت الحالي لاتوجد له فرص عمل فالقطاع الخاص ناهيك عن انخفاض كبير في الفرص الوظيفية التي توفرها المؤسسات الحكومية مقارنة بالسنوات الفائتة بسبب مايسمى بالظروف الاقتصادية وقلة المخصصات المالية للدرجات الوظيفية.

من وجه نظري ورغم كل هذه الظروف الا ان الامل موجود فالحكومة تقوم بدور كبير في توفير فرص وظيفية جديدة وهناك توجه بدأ يتضح في انشاء المشاريع والشركات التي توفر فرص جديدة للشباب تحتاج فقط لبعض الوقت اضافة الي فتح الافاق والطريق للاعمال الحره التي بدأنا نجنى ثمارها من خلال العديد من الفرص الوظيفية التي وفرتها خلال الخمس سنوات الفائتة وايضا الدور الكبير الذي تقوم به بعض مؤسسات وشركات القطاع الخاص التي تعمل في القطاعات الرئيسية مثل النفط والغاز والبنوك والقطاع اللوجستي والصناعة والتجارة والنقل والاتصالات وغيرها من القطاعات كذلك الفرص الوظيفية التي توفرها القوات المسلحة بكافة اسلحتها المختلفة فمن خلال معرفتي ومتابعتي لموضوع الباحثين عن عمل هناك العديد من الشباب والشابات ضلوا لسنوات بدون عمل ولكنهم استمروا في البحث دول ملل عن الفرص وفي كل مكان ولم ييأسوا وفالنهاية والحمدلله حصلوا على الوظيفة وهذه التجارب فعلا موجودة فالواقع وليس من الخيال وحاليا هم في ميدان العمل وكما يقولون المهم ان تكون لدى الشاب الارادة والرغبة الصادقة لايجاد عمل والاستمرار في المتابعة.

ان الجميع يدرك مايدور من تفكير واحباط في بعض الاحيان لدى الشباب حول الفرص الوظيفية خاصة في الظروف الاقتصادية الحالية التي اثرت على مختلف القطاعات ويدرك ايضا مجلس الوزراء الموقر هذا الموضوع واهميته وتداعياته على استقرار المجتمع لذلك قامت الحكومة بتنفيذ بعض الاجراءات في السابق ومن المتوقع ان تقوم باجراءات وخطوات اخرى في هذا المجال خلال المرحلة المقبلة للحد من تفاقم مشكلة الباحثين عن عمل وهذا دور الحكومة في المقام الاول لانها من تقود قطار التنمية وهي من تضع السياسات والخطط سواء في قطاع العمل او القطاعات الاخرى المهم رسالتي للشباب بعد الحديث الذي دار بيننا هو عدم اليأس والاستمرار في البحث ومواصلة طرق كل الابواب التي يمكن ان توفر فرص عمل والتفكير بالدخول في مشاريع العمل الحر وغيرها من المبادرات التي توفر لهم دخل مادي حتى ولو كان مؤقتا حتى يحصلوا على الوظيفة المناسبة فبالارادة والعزيمة من الشباب وبدور اكبر من الحكومة يمكن ايجاد الحلول الواقعية لموضوع الباحثين عن عمل.