الأمير يتهم إيران

الحدث الاثنين ١٧/يونيو/٢٠١٩ ١١:٥١ ص
الأمير يتهم إيران

الرياض-وكالات

اتّهم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مقابلة صحافية نٌشرت الأحد، إيران بمهاجمة ناقلات النفط في بحر عمان، مشدّداً على أنّ المملكة «لا تريد حرباً» في المنطقة لكنّها «لن تتردّد في التعامل» مع «أي تهديد».

وكانت إيران نفت أي مسؤولية لها عن الهجمات التي استهدفت خمس ناقلات نفط وسفينة شحن في غضون شهر قرب مضيق هرمز الاستراتيجي، في خضم توتر وحرب كلامية بين طهران وواشنطن، إلا أن مسؤولين أميركيين في مقدمتهم الرئيس دونالد ترامب وجّهوا أصابع الاتهام للجمهورية الاسلامية.
وقال الأمير محمد لصحيفة «الشرق الاوسط» السعودية إنّ «النظام الإيراني لم يحترم وجود رئيس الوزراء الياباني (شينزو آبي) ضيفاً في طهران وقام أثناء وجوده بالردّ عملياً على جهوده بالهجوم على ناقلتين إحداهما عائدة لليابان».
وأضاف «النظام الإيراني ووكلاؤه قاموا بأعمال تخريبية لأربع ناقلات بالقرب من ميناء الفجيرة، منها ناقلتان سعوديتان، ممّا يؤكّد النهج الذي يتّبعه هذا النظام في المنطقة والعالم أجمع».
وتعرّضت ناقلتا نفط نروجية ويابانية الخميس لهجومين فيما كانتا تبحران قرب مضيق هرمز وهو ممرّ استراتيجي يعبره يومياً نحو ثلث إمدادات النفط العالمية المنقولة بحراً. ووقع الهجومان بينما كان آبي في زيارة لطهران.
وجاء الهجومان بعد شهر على تعرّض ناقلتي نفط سعوديتين وثالثة نروجية وسفينة شحن إماراتية لعمليات «تخريبية» لم يكشف عمن يقف خلفها.
وتزامنت هذه الهجمات مع تصعيد قوات انصار الله اليمنية هجماتها بالصواريخ والطائرات المسيّرة على السعودية التي تقود تحالفا عسكريا في اليمن دعما للحكومة المعترف بها دوليا وفي مواجهة انصار الله والقوات المتحالفة معهم . وشملت الهجمات مطار أيها في جنوب المملكة ومحطات ضخ للنفط غرب الرياض. وتقول الرياض إنّ إيران أعطت الأوامر «للمتمرّدين» لمهاجمتها.

حماية إمدادات الطاقة
ومساء السبت أسقطت القوات السعودية طائرة من دون طيار أطلقها انصار الله باتجاه مدينة أبها، بحسب ما أعلن التحالف العسكري الذي تقوده الرياض ضدّ في اليمن.

من جهتهم، أعلنت قوات انصار الله عبر قناة «المسيرة» الناطقة باسمهم أنّهم استهدفوا مطاري أبها وجازان في جنوب السعودية بطائرات من دون طيار، إلا أنّ التحالف لم يؤكّد وقوع هذه الهجمات.
وقال الأمير محمد الذي يشغل أيضاً حقيبة الدفاع، في المقابلة إنّ «المملكة لا تريد حرباً في المنطقة لكنّنا لن نتردّد في التعامل مع أي تهديد لشعبنا وسيادتنا ومصالحنا الحيوية».
وتابع «ما شهدناه من أحداث أخيرة في المنطقة، بما فيها استهداف المضخّات التابعة لشركة «أرامكو» من قبل «ميليشيا الحوثيين»المدعومة من إيران، يؤكّد أهمية مطالبنا للمجتمع الدولي باتّخاذ موقف حازم أمام نظام توسّعي يدعم الإرهاب وينشر القتل والدمار».
ورأى أنّ «الخيار واضح أمام إيران. هل تريد أن تكون دولة طبيعية لها دور بنّاء في المجتمع الدولي، أم تريد أن تبقى دولة مارقة؟ نحن نأمل في أن يختار النظام الإيراني أن يكون دولة طبيعية».
وعلى وقع الهجمات، دعت السعودية، أكبر مصدّر للنفط في العالم، والإمارات العربية المتحدة، المجتمع الدولي السبت إلى المساهمة في حماية إمدادات الطاقة.
وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح بحسب ما نقلت وزارته إنّه «لا بدّ من الاستجابة السريعة والحاسمة لتهديد إمدادات الطاقة واستقرار الأسواق وثقة المستهلكين، الذي تشكله الأعمال الإرهابية الأخيرة في كل من بحر العرب والخليج العربي، ضد حلقات سلسلة إمداد الطاقة العالمية الرئيسة».
وفي أبوظبي، نقلت وكالة الأنباء الإماراتية (وام) عن وزير الخارجية الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان قوله في مؤتمر صحافي في العاصمة البلغارية صوفيا «على المجتمع الدولي أن يتعاون من أجل تأمين الملاحة الدولية وتأمين وصول الطاقة».
وحول هجوم الشهر الفائت ، قال الوزير الإماراتي «هذه عملية منضبطة تقوم بها دولة ...ولكن إلى الآن لم نقرّر أنّ هناك أدلّة كافية تشير إلى دولة بالذات».

البحارة في دبي

ومن المتوقّع أن ترسو ناقلة النفط اليابانية في مرفأ إماراتي بحسب ما قال متحدث باسم شركة «كوكوا سانجيو» المشغلة للناقلة «كوكوكا كوراجيس».
من جهتها، غادرت ناقلة النفط النروجية «فرونت ألتير» التي يملكها قبرصي من أصل نروجي المياه الإيرانية، بحسب ما أعلنت الشركة المالكة للسفينة «فرونتلاين ماناجمنت».
ولدى وقوع الهجمات الغامضة، نقل بحارة الناقلة النروجية الـ23 إلى ميناء إيراني، بينما نقل بحارة الناقلة اليابانية وعددهم 21 إلى متن مدمّرة تابعة للقوات الاميركية.
ووصل أفراد طاقم ناقلة النفط النروجية إلى دبي السبت على متن طائرة كانت انطلقت من مطار بندر عباس الايراني، حسبما أعلن مالكو الناقلة في بيان.

مقتل خاشقجي
الى ذلك اعتبر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أنّ جريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي يجري استغلالها سياسياً من قبل أطراف لم يحدّدها، داعياً هذه الأطراف إلى «التوقّف عن ذلك».

وقال وليّ العهد «هذه جريمة مؤلمة جداً، ولم يسبق حصول مثل هذه الجريمة في تاريخ المملكة وقد قمنا في المملكة بالإجراءات اللازمة، سواء من خلال المسار القضائي لمحاسبة كل المشاركين في هذه الجريمة، أو من خلال اتخاذ الإجراءات التنظيمية لمنع حصول مثل هذه الجريمة المؤسفة مستقبلاً». وأضاف «بكلّ أسف المتّهمون بارتكاب الجريمة هم موظفون حكوميون، ونسعى لتحقيق العدالة والمحاسبة بشكل كامل. وعلى أي طرف يسعى لاستغلال القضية سياسياً، أن يتوقف عن ذلك ويقدّم ما لديه من أدلة للمحكمة في المملكة». وتحاكم السعودية مسؤولين رفيعي المستوى على خلفية هذه القضية، بينهم نائب رئيس الاستخبارات السابق أحمد العسيري.
وأثارت القضية ردود فعل دولية مندّدة أضرّت بصورة المملكة وبصورة ولي العهد بشكل كبير، على الرّغم من أنّ الرياض نفت أي دور للأمير محمد بالجريمة بعدما قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن الجريمة نفذّت بأوامر صدرت من قبل «أعلى المستويات» في الحكومة السعودية.
وقال ولي العهد لصحيفة «الشرق الاوسط» ردّاً على سؤال حول تصريحات إردوغان ومسؤولين أتراك آخرين إنّ «المملكة تسعى لأن تكون علاقاتها قوية مع كل الدول الإسلامية، بما فيها تركيا، وهذا أمر مهم لمصلحة المنطقة».
وتابع «نحن ماضون في تحقيق هذه الأهداف من دون التفات لما يصدر من البعض لأسبابهم الداخلية التي لا تخفى على أحد».