برامج لتأهيل العمانيين في المصانع والشركات

مؤشر الخميس ٢٠/يونيو/٢٠١٩ ١٢:٠١ م
برامج لتأهيل العمانيين في المصانع والشركات

مسقط-
نظمت المؤسسة العامة للمناطق الصناعية – مدائن، صباح أمس بفندق جراند هرمز - مسقط، ندوة «واقع التعمين والتأهيل في القطاع الصناعي .. التحديات والحلول»، وذلك ضمن سلسلة ندوات مجموعة الصناعيين العمانيين 2019، حيث يأتي تنظيم هذه الندوة نظراً لما يمثله التعمين بما فيه تدريب الكوادر الوطنية وتأهيلها في قطاع الصناعة بالتحديد والقطاعات الأخرى بصورة عامة من أهمية كبيرة تتمثل في رفع مستوى العمل وجودة الإنتاجية وتوفير بيئة عمل مناسبة تنعكس إيجاباً على دعم الاقتصاد الوطني في السلطنة، كما تسعى «مدائن» من خلال هذه الندوة إلى التواصل مع المستثمرين وأصحاب الأعمال في المـدن الصنـاعية (الرسيـل، سمـائل، نـزوى، وصور)، والوقوف على واقع التعمين في القطاع الصناعي والتحديات التي يواجهها بغية الوصول إلى مجموعة من المقترحات والآراء، كما تم خلال الندوة استعراض برنـامج «التسجيــل الإلكتـروني للمستثمـرين» وآليات العمل التي تتيح للمستثمــرين في المـدن الصنـاعية من خلاله تقديـم الخدمـات اللازمــة في مجالي التأهيل والتدريب.

أكاديمية «مدائن»

وقد بدأت الندوة بكلمة المدير التنفـيذي لأكـاديميـة مدائـن الصنـاعية، د.خميس بن سعيد المنيري الذي أوضح أن هذه السلسلة من الندوات تأتي استكمالا للندوة التي نظمتها المؤسسة العامة للمناطق الصناعية – مدائن في شهر مارس الفائت للصناعيين والمستثمرين في مدينتي صحار والبريمي الصناعيتين، وذلك من أجل إيجاد شراكة حقيقية مع مختلف الجهات في القطاعين العام والخاص وبغية وضع حلول لمواجهة التحديات التي تواجه مجالات التعمين والتأهيل في القطاع الصناعي في السلطنة، وأوضح المنيري إلى أن «مدائن» كانت من الجهات المبادرة بتدريب وتأهيل الباحثين عن العمل والعاملين بالمصانع منذ سنوات، ويتضح ذلك في عام 2011 بتبني برامج وخطط تدريب وتأهيل للعامليين بالمصانع والشركات العاملة لديها، كما أولت «مدائن» اهتماما خاصاً بالعمانيين في الشركات والمصانع الذين يشغلون وظائف إدارية عليا وإشرافية وخصوصاً من (المدراء العموم، ومدراء الموارد البشرية والإدارة والتدريب)، حيث تم تدريبهم في مختلف المجالات وتنمية قدراتهم ومهارتهم العملية. واستمرارا لجهود «مدائن» في هذا المجال، وتنفيذا لدورها التنموي وتحقيقا لهدفها العام بإيجاد تنمية اقتصادية و اجتماعية شاملة و مستدامة مرتكزة على قدرات شبابها وسواعدهم وتعزيز دورهم في البناء و التنمية ، فقد تم مؤخراً تأسيس أكاديمية مدائن الصناعية من خلال العمل مع مجموعة من الشركاء، بغية توفير برامج تدريب مهنية وفنية لتدريب و تأهيل العاملين العمانيين ورفع إنتاجيتهم وجاهزيتهم لسوق العمل وفق احتياجات ومتطلبات المصانع والشركات، وتعد هذا الأكاديمية مواصلة لبرنامج تدريب الكوادر الوطنية العاملة في المصانع والشركات، والذي قامت «مدائن» من خلاله بتدريب الكوادر الوطنية خلال الفترة بدءا من 2011، حيث ارتأت «مدائن» التوسع فيه من خلال هذه الأكاديمية لتشمل كافة الجوانب المهنية والفنية للوظائف التي تحتاجها الشركات والمصانع. مشيرا المنيري إلى أنه كخطوة أولية من خطوات بدء العمل في أكاديمية مدائن الصناعية، وبهدف توفير الكوادر المدربة التي تلبي احتياجات المصانع والشركات من الكفاءات الوطنية المؤهلة، قامت «مدائن» مؤخرا بتوقيع اتفاقية مع شركة تنمية نفط عُمان في سبيل توفير فرص العمل من خلال التدريب المقرون بالتشغيل والتوظيف المباشر وإعادة الاستيعاب والتدريب على رأس العمل، وستقوم «مدائن» خلال الفترة القريبة المقبلة بتوقيع مجموعة من الاتفاقيات مع الشركاء أصحاب التجارب الناجحة من داخل السلطنة وخارجها، لضمان تحقيق أفضل النتائج والوصول بالكوادر العمانية في القطاع الصناعي إلى أعلى مستويات المهنية والكفاءة. وختم المنيري حديثه قائلاً أن هناك تعاون مع مؤسسة التدريب التقني (NETTUR) في جمهورية الهند لتقديم خدمات التدريب في السلطنة عبر تحديد الدورات والمجالات المطلوبة، وتطوير برامج التدريب المهني والتقني التي ستديرها الأكاديمية، وأيضا تطوير المناهج والمحتوى الخاص بالبرامج التدريبية وبرامج الشهادات المختلفة، علاوة على تقييم أداء المتدربين من خلال الوسائل المناسبة ومنح الشهادات للمتدربين الذين يجتازون البرامج، وذلك لتحقيق أهداف الأكاديمية من خلال المساهمة جنباً إلى جنب مع الجهات الحكومة والخاصة في مجال التوظيف، وتحقيق مخرجات مدربة وذات جودة، وأيضا المشاركة في مقابلات الوظائف وتعزيز العلاقات بين مدائن والمستثمرين، وتدريب الموظفين الحاليين في الشركات في تخصصات مختلفة إلى جانب تسهيل إجراءات عمل الشركات مع المؤسسات الحكومية، وتقديم الاستشارات الفنية والإدارية المجانية.

عروض مرئية
بعدها، قدّم المشاركون في الندوة مجموعة من أوراق العمل التي تبيّن واقع التعمين في القطاع الصناعي في السلطنة، حيث أشار جمال الجهضمي، مستشار الأهداف الوطنية والتدريب، بشــركـة تنميـة نفـط عمـان إلى أنه من الأهداف الوطنية للشركة تقديم قيمة مضافة وزيادة توظيف العمانيين أصحاب الكفاءة العالية والمهرة سواء مع عملاء الشركة أو في القطاعات الأخرى غير النفط والغاز في السلطنة، كما أوضح الجهضمي أنه في عام 2018 تم تخرج أكثر من 3400 متدرب من برنامج الأهداف الوطنية، وخلق ما يقارب 17000 فرصة عمل، بالإضافة إلى تخريج أكبر من المتدربين المهنيين في تاريخ برنامج الأهداف الوطنية بعدد(1077 خريج). من جانبه قال علي بن آدم الهاشمي، الرئيس التنفيذي لمعهد تكنولوجيا عمان، أن المعهد أنشئ عام 2003 كمعهد تدريب في المجالات التجارية والفنية، ويمتلك شراكات متعدد مع مجموعة من هيئات الاعتماد الدولية في المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا) كما أنه أحد مقدمي برامج الأهداف الوطنية لشركة تنمية نفط عمان، وحائز على جائزة معهد التميز والتعمين، بالإضافة إلى أنه قام بتدريب أكثر من 8000 عماني في دورات مختلفة. وأوضح محمد البريكي، مدير دائرة التعمين والتأهيل، أنه لمراقبة معيار التعمين لدى الشركات والمصانع والاهتمام بقضايا القوى العاملة الوطنية وتوفير مزيد من فرص التوظيف النوعي، فقد قامت مدائن أيضا باستحداث دائرة متخصصة بشؤون التعمين لمتابعة سير العمل في مختلف المدن الصناعية تحت مسمى دائرة التعمين والتأهيل، حيث تعمل هذه الدائرة حالياً على إعـادة تأهيل الكادر البشري في المدن الصناعية والمناطق الحرة التابعة لمدائن، وتعزيز أسس وإجراءات التعمين بالمدن الصناعية بالتعاون مع الجهات الحكـوميـة ذات العلاقة، وأيضا إيجاد برامج تدريب وتعاون بالشـراكة مع مؤسسـات القطـاع الخـاص، ورفع نسـب التعميـن واستغـلال الكفـاءات العمـانية في القطـاع الصنـاعي، بالإضافة إلى متابعة تنفيذ الخطط المعتمدة لتطبيق سياسات الإحلال والتعمين في مختلف المدن الصناعية والتأكد من التزام الجهات بتحقيق نسب التعمين المقررة وفقا للقرارات والتعاميم التي تصدر بذلك، علاوة على حصر ومتابعة نسب التعمين في المدن الصناعية والمناطق الحرة التابعة لمدائن.

جلسة نقاشية

وبدأت بعدها الجلسة النقاشية التي أدارها الدكتور خميس بن سعيد المنيري المدير التنفـيذي لأكـاديميـة مدائـن الصنـاعية، وشارك بها مقدمي الأوراق في الندوة مع أصحاب الأعمال والمستثمرين في المـدن الصنـاعية (الرسيـل، سمـائل، نـزوى، وصور)، حيث تم خلال الجلسة مناقشة مجموعة من المحاور الهامة وأبرزها خـدمات وحـوافز التـأهيـل والتـدريب المقدمة للشركات والمصانع ضمـن نطــاق «مـدائـن» بالتعـاون مع الصنـدوق الوطنـي للتدريب وشركـة تنميـة نفــط عمــان، وطبيعــة التـأهيـل والتـدريب في القطــاع الصنـاعي ونوعيــة البرامج المقــدمة للمتـدربيــن من قبل الصنـدوق الوطنـي للتـدريب، والفرق بين التدريب المقرون بالتشغيـل والتدريب على رأس العمل، وأيضا برنـامج التـأهيل الأكـاديمـي لـ «مدائن» بـالتعـاون مع الصندوق الوطنـي للتدريب وشركـة تنميـة نفـط عمـان لتـأهيل الخريجــين للعمـل في المنشـآت الصنـاعية وفقا لاحتيــاجات المصنـع، بالإضافة إلى مناقشة التحـديات التي تواجـه الشـركات والمصانع في رفع نسـب التعميـن، والحـلول والمقتـرحات لمعالجـة هذه التحديات في القطاع الصناعي. يذكر أن هذه الندوة تأتي ضمن برنامج مجموعة الصناعيين العمانيين 2019، وهو عبارة عن سلسلة من الندوات التي تنظمها «مدائن» في مختلف المجالات المتعلقة برجال الأعمال والموظفين وطلاب مؤسسات التعليم العالي في السلطنة، وتغطي كافة الجوانب المتعلقة بعمليات التصنيع ومجالات التقنية والإدارة، كما تتيح هذه الندوات لرجال الأعمال والأكاديميين ومديري تطوير الأعمال والتسويق ومديري المنتجات والمبيعات ومديري العموم والطلاب فرصة التواصل والتعرف والاطلاع على كل جديد في مختلف المجالات المتعلقة بالصناعة والاستثمار.