نشرات من الخارج

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ٢٤/يونيو/٢٠١٩ ١٢:٣٥ م

علي المطاعني

اتصل بي زميل إعلامي من المتمرسين في العمل الصحفي ويشهد له بالكفاءة مشتط غضبا، يعمل كغيره كحراس البوابة الإعلامية ودفعته الغيرة كعادة الاعلاميين على هذا الوطن ورموزه ليطلب مني كتابة مقال حول إسناد بعض جهاتنا الحكومية وشركاتنا اخبارها وتقاريرها التي ترسل للنشر في المؤسسات الصحفية المحلية - تسند هذا النشر- لمؤسسات إعلامية خارجية مما يتسبب في أخطاء فادحة في اعداد المحتوى الإعلامي عن فعاليات محلية، يفترض في الواقع أن تكلف بها مؤسسات إعلامية وطنية لها خبرة ودراية في هذا المجال، ارسل لي صورة لخبر عن فعالية محلية حديثة احتفظ بها تتضمن خطأ فادحا في مسمى رسمي.

يقول ماذا لو نشرذلك دون انتباه ..لتحول إعلامنا إلى اضحوكة، واردف بأن هذه الأخطاء الفظيعة والمتكررة من مؤسسات العلاقات العامة الخارجية التي تكلفها جهات حكومية وخاصة يمكن أن تؤدي بهم اي مسؤولي الشركات وأيضا الاعلاميين في إجراءات قانونية لولا التدقيق عليها.
وانتقد الزميل تكليف شركات إعلامية أجنبية بإعداد محتوى إعلامي وطني وهي ليس لها اي علاقة بالجوانب الوطنية العمانية والثقافية والتاريخية وغيرها من المسوغات عند إعداد المحتوى الإعلامي الموجه لعمان، وأشار بأن بعض الجهات والشركات الوطنية تأخذ هذه الشركات التي ليس لها دراية بالشأن الوطني من باب الوجاهة بأن هذه شركات دولية او أقليمية إلى غير ذلك من مبررات واهية لم يعد لها أي وزن في عالم اليوم والفضاءات المفتوحة، إلا التكاليف الباهضة التي تتكبدها هذه الجهات والشركات التي لا تقدم أي قيمة مضافة لها، بل تشكل أعباء مادية ومعنوية ومشكلات مرعبة بأخطائها في اعداد المضمون ممايتطلب مراجعة التوجه الحالي بأن تكلف شركات وطنية وهي موجودة في السوق لإعداد المحتوى الإعلامي للشركات الحكومية والخاصة وليست أجنبية لا تعرف شيئا عن الواقع المحلي .فكل الزملاء الإعلاميين في وسائل الإعلام لديهم قصص فظيعة عن اخطاء شركات العلاقات العامة الاجنبية تقشعر لها الأبدان يستعان بها من جانب الجهات والشركات الحكومية والخاصة كذلك ، وتقع في اخطاء كبيرة في صياغة المضمون سواء في المسميات والمعالم وتفاصيل الاحداث وغيرها، فضلا عن طريقة إعداد وكتابة المحتوى الاعلامي يعاني منها الإعلاميون معاناة غير عادية في مراجعة أخبار مقلوبة رأسا على عقب وتحتاج كما يقال إلى غربلة كبيرة لكي تقرأ وتفهم في السياق الصحيح وأغلبها مترجم ترجمة حرفيا من اللغة الإنجليزية بدون مراجعة جوهرية.
فالاعلاميون يتأسفون حينما تأتيهم الاتصالات من الخارج‏ لحضور مناسبة محلية ويرسل المحتوى عن المناسبات مبتور وغير واضح وغير مستوفي البيانات التي يتطلبها الحدث، ويضطر الصحفيون للعمل وراء هذه الشركات ليس كأنهم موظفين معها، بل لحرصهم على الوفاء بأمانة العمل الاعلامي وسلامة المحتوى وإيمانا منهم بأهمية المشروعات الوطنية أن تأخذ دورها في النشر و الابراز في وسائل الإعلام الوطنية التي هي أولى بمثل هذه الأحداث الوطنية وتعرف مسبقا بها.
اليوم وبعد السنوات الطويلة من التنمية والتقدم والتطور والاعلام جزء من هذا التقدم في هذا الوطن، هل يعقل بأننا لا نستطيع إعداد محتوى إعلامي محلي بسيط في محتواه ورسالته عن حدث وطني، هذا لايمكن تقبله طبعا، لكن بعض الجهات والشركات تهرول إلى الخارج للبحث عن شركات إعلام وعلاقات عامة تزوغ لها البهرجة الإعلامية غير الصحيحة.‏

ان القيمة المضافة للجهات وللشركات ‏الحكومية والخاصة هو بأن تسهم في إثراء السوق المحلي كأحد جوانب العمل الوطني وتقييم دورها الاجتماعي والاقتصادي فالمسؤولية تقتضي ان ننهض بهذا الجانب سواء كجزء من القيمة المضافة في الجانب الاعلامي او ايضا الوفاء للاعلاميين وخدمتهم لهذه الجهات وتلك الشركات ودورهم في هذا الوطن
فلو دققنا في العائد على الاستثمارمن هذه الخدمات التي تقدمها شركات العلاقات العامة الاجنبية سنجده قليلا جدا بالمقارنة، اي ماتدفعه جهاتنا وشركاتنا مقابل ما تحصل عليه سنجده سالبا.
‏للأسف بأن الجهات والشركات التي تنتهج هذه الأساليب تفتقر للاعلاميين الذين يديرون هذه الجوانب، فبعض القائمين ليس لهم في الإعلام شيئا ومن الطبيعي أن ينخدعوا في مثل هذه الأمور ويقعوا في شباك شركات العلاقات العامة الاجنبية العاملة في المنطقة.ولا نعرف كيف سيتم استيعاب الكوادر الوطنية في المجالات الاعلامية اذا كانت جهاتنا وشركاتنا تسند اعمال اعلامية بسيطة لشركات اجنبية لاتتماشى معايير اعدداها للمحتوى الإعلامي مع المعايير الصحفية والإعلامية لدينا فأي مسؤولية وطنية واجتماعية ستنهض بها هذه الشركات واين الرقابة عنها.