في الذكرى الـ 49 ليوم النهضة المباركة: عُمان.. شامخةٌ.. متوثبةٌ.. متأهبةٌ

بلادنا الثلاثاء ٢٣/يوليو/٢٠١٩ ١٤:٥٤ م
في الذكرى الـ 49 ليوم النهضة المباركة: عُمان.. شامخةٌ.. متوثبةٌ.. متأهبةٌ

مسقط - الشبيبة

"أتحدث إليكم كسلطان مسقط وعُمان بعد أن خلفت والدي يوم 18 جمادى الأولى 1390 هـ الموافق 23 يوليو 1970 م ".."إني أعدكم أول ما أفرضه على نفسي أن ابدأ بأسرع ما يمكن أن اجعل الحكومة عصرية وأول هدفي أن أزيل الأوامر غير الضرورية التي ترزحون تحت وطأتها".. في مثل هذا اليوم سمع العمانيون البيان التاريخي الاول لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه من الإذاعة من جنوب السلطنة وتحديدا من مدينة صلالة." إني استحثكم الاستمرار في معيشتكم المعتادة وَإنِّي سأصل إلى مسقط خلال الأيام القليلة القادمة وهدفي الرئيسي ما سأخبركم به"

"إني وَحُكُومَتِي الجديدة .. نهدف لإنجاز هَدَفنَا العام .. شعبي وإخواتي .. كان بالأمس ظلام ولكن بعون الله غدا سيشرق الفجر على مسقط وعمان وعلى أهلها. حفظنا الله وكلل مسعانا بالنجاح والتوفيق".

بهذه العبارة أختتم جلالة السلطان بيانه التاريخي الاول لشعبه فأنتشر الخبر وعم كل أرجاء عمان وماهي إلا وساعات ينتشر الخبر الى خارج عمان في الدول المجاورة حيث هاجر العمانييون إليها بحثا عن العمل.

تسلم جلالة السلطان في هذا اليوم مقاليد حكم البلاد في ظل ظروف داخلية واقليمية حرجة وحساسة فقد كانت عمان منقسمة وتشهد حربا داخلية في الجنوب وعدم الإستقرار في الشمال الى انتشار الفقر والجهل والامراض وإفتقار البلاد الى أدنى مقومات الحياة وانعدام البنية الاساسية كليا من الخدمات كالمدارس والمستشفيات والطرق والعمل وغياب مؤسسات الدولة الحديثة.

يقول شاهد عيان عمل في قصر الحصن ل"الشبيبة "عن ماقبل تولي تولي جلالة السلطان مقاليد الحكم "عندما وصل الى عمان كان جلالته يتابع ويراقب الأمور بطريقة صعبه نوعا ما..كان جلالته يشاهد الناس ويعرف صعوبة الحياة وصعوبة الوضع.. لاتراخيص موجودة إلا لبعض المواطنين في "الشمال" ممن لديهم قدرة لتوريد سيارة مثلا أما في ظفار فهذا كان غير موجود حتى أن تأت بدراجة هوائية لابد بترخيص .

ويضيف"فعندما جاء جلالته الى صلالة من رحلته في الخارج بقي في بيته.. ماهو الوضع الذي حدث بين جلالة السلطان قابوس ووالده رحمة الله عليه لم نكن نعرفه الله تعالى وحده يعلم لكننا لم نكن نشعر بالراحة والرضا من بقاء مولانا السلطان قابوس في البيت دون ممارسة عمل فهو تعلم وتثقف ووالده رحمة الله عليه قام بواجبه فدرسه وعلمه وكان جاهزا فلم يكن مفروضا أن يبقى بذلك الوضع دون إعطائه مسؤولية أو عمل فكان جلالته ينظر الى الوضع من قصر الحصن بأسف مماأضطره بعد ان رأى الأمور تسؤ والأحداث الداخلية تتطور الى الأسوأ الى التفكير بعمان ..ولم يكن جلالته قدذهب الى "الشمال" أبدا في حياته إلا مع قيام العهد الجديد ووصوله الى مسقط.

"ايها الشعب ..سأعمل بأسرع ما يمكن لِجَعْلِكُمْ تعيشون سُّعَدَاءِ لمستقبل أفضل .. وعلى كل واحد منكم المساعدة في هذا الواجب" وعد جلالة السلطان المعظم شعبه لجعلهم يعيشون سعداء عبر توفير مقومات الحياة الكريمة طالبا منهم لتحقيق ذلك "المساعدة" في "الواجب" عبر مجموعة الحقوق والواجبات وبعد أن شهدت عمان قبل مجيء جلالة السلطان حركة "هجرة" جماعية للخارج للعمل عادت هذه الجموع ملبية دعوة جلالة السلطان بالعودة الى البلاد والمساهمة في بناء عمان وتحويل الحلم الى واقع ملموس.

ومن بلد يلف الظلام الحالك ليله والجهل والامية والتناحر والإنقسام والفقر المدقع والمرض نهاره وايامه وسنينه الى بلد يشهد اكبر ورشة عمل لبناء دولة عصرية حديثة في المنطقة بعد ان سبقتها جاراتها في التنمية لتتحول البلاد الى ماهي عليه اليوم يشار اليها بالبنان في قصة تحويل الاحلام الى واقع.

وتقطع النهضة العمانية المباركة في هذا اليوم 49 عاما على أنطلاقتها لتقدم للعالم اكبر منجز حضاري سيخلده التاريخ ألا وهو بناء عمان الحديثة المتوثبة نحو المستقبل بخطى متوازنة متسلحة بحكمة وروى قائدها المفدى وطموحات شعبها الأبي وتراث ماضيها العريق لتشارك مع دول العالم قصة نهوض الدول من الصفر.

وعبر هذه السنوات من عمر النهضة المباركة يتأمل العمانييون ماكانت بلادهم وماأصبحوا عليه.. تأمل يحافظ على المنجز ويقيم المسيرة لتكون قواعدها سليمة راسخة عبر دولة المؤسسات والقانون دولة خط قائدها مبادي العدالة والمساواة بين المواطنين وتوفير الحياة الكريمة لهم الى النهوض المستمر والمتجدد لعمان عبر ابنائها الذي يعملون في كل مجالات العمل لتبقى عمان أبية شامخة.لقد وعد جلالته شعبه فأوفى فرددوا " ونحن نحبك للأسباب التي تعلمها".