فى يوم النهضة المباركة.. الصحافة العالمية تشيد بانجازات السلطنة الدبلوماسية والثقافية والسياحية

بلادنا الثلاثاء ٢٣/يوليو/٢٠١٩ ٢٢:٣٠ م
فى يوم النهضة المباركة.. الصحافة العالمية تشيد بانجازات السلطنة الدبلوماسية والثقافية والسياحية

ترجمة - رباب علي

"سويسرا الشرق الأوسط" .. السلطنة ميسر للحوار الهادئ.. صديق الأطراف المتعارضة
الإعلام الأجنبي: سياسة السلطنة الخارجية معتدلة قائمة على المفاوضات وترتكز على البراجماتية منذ تولي حضرة جلالة السلطان الحكم
صاحب الجلالة السلطان قابوس تبنى رؤية منظمة للغاية للبلاد..عزز طبيعة العمانيين الهادئة والمسالمة
جلالة السلطان قابوس لديه حماس للفنون.. ويرغب فى خلق وظائف للعمانيين وتنويع الاقتصاد بعيدا عن النفط
"عروس الصحراء.. من أكثر دول الشرق الأوسط آمانا

تحتفل السلطنة اليوم الثلاثاء، بيوم النهضة الـ49 المجيد، وهو اليوم الذى تحتفل فيه البلاد بالإنجازات التى تحققت بسبب القيادة الرشيدة والحكيمة لجلالة السلطان قابوس المعظم –حفظه الله ورعاه. ورغم انجازات السلطنة على المستوى المحلى التى لا يمكن إنكارها، إلا أن سياسة حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم الخارجية كان لها أكبر الأثر كذلك فى وضع سلطنة عمان فى مكانة مميزة تحظى باحترام الجميع، لاسيما مع دورها الطيب فى تعزيز السلام الإقليمى فى منطقة تعج بالاضطرابات.

وفى هذا الصدد، نستعرض فى هذا التقرير ما كتبته وسائل الإعلام العالمية خلال الفترة الماضية، حول دور السلطان المعظم والسلطنة فى رأب الصدع فى المنطقة ولعب دور الصديق لكافة البلدان المجاورة فى ظل تفاقم توترات سياسية إقليمية ودولية.

السلطنة سويسرا الشرق الأوسط
ونبدأ بتقرير لإذاعة NPR الأمريكية الذى نشر بعنوان "كيف أصبحت السلطنة سويسرا الشرق الأوسط بين الولايات المتحدة وإيران"، والذى سلطت فيه الضوء على الدور المهم الذى تلعبه السلطنة لتوطيد العلاقات بين واشنطن وطهران.

وقال المذيع الأمريكي أودي كورنيش، فى معرض استضافته لروث شيرلوك، المذيعة التى سافرت إلى مسقط مؤخرا، للوقوف على آخر تطورات الصراع فى بحر عمان، لاسيما بعد إسقاط إيران طائرة أمريكية بدون طيار فوق مضيق هرمز، إنه رغم عدم تسليط الإعلام الأمريكى الضوء على سلطنة عمان، إلا أنها تشارك بعمق في الجهود المبذولة لتخفيف التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، لاسيما بسبب وضعها الجغرافي الذي يملي عليها لعب مثل هذا الدور فهى قريبة من إيران وبجوار اليمن والسعودية.

بسؤاله لروث ، عن سبب زيارتها لعُمان، قالت إن السلطنة مكان مثير للاهتمام لأنه يتمتع بتاريخ حافل من المساعدة في حل النزاعات. وتسعى للقيام بذلك عن طريق توفير أرضية محايدة للجانبين المتحاربين للقدوم واللقاء والتحدث. لذلك هي نوع ما أشبه بسويسرا الشرق الأوسط.

وأضافت قائلة: كما أنها هادئة جدًا في منطقة بها العديد من النزاعات. كما تعلمون ، هذه منطقة توجد فيها تنافسات بين المملكة العربية السعودية وإيران. وهناك حربا في اليمن وسوريا. بطريقة ما ، تمكنت سلطنة عمان من عدم السماح لنفسها بالتورط في هذه الصراعات على الرغم من كونها جارة لبعض هذه البلدان. وهذا ليس بالأمر السهل. كما تعلمون ، كانت البلاد أيضا محاورًا رئيسيًا في الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015. وكان الممثل الخاص للولايات المتحدة لإيران ، براين هوك ، توه هنا.

وحول كيفية تمكن السلطنة من تجنب وقوع الصراع، قالت روث شيرلوك، الأمر يتعلق بالتاريخ والثقافة والدين. وهي ليست متورطة في الصراعات الإقليمية، كما أنهم دولة تجارية تقع على البحر. فضلا أن زعيمها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس (حفظه الله ورعاه) لديه رؤية منظمة للغاية للبلاد.

السلطنة لاعبا دبلوماسيا رئيسيا فى الشرق الأوسط
وفى تقرير آخر للإذاعة الأمريكية، جاء تحت عنوان "كيف أصبحت السلطنة لاعبا دبلوماسيا رئيسيا فى الشرق الأوسط"، قالت المراسلة نفسها روث شيرلوك إنه في جزء من العالم المنكوب بالحرب ، برزت السلطنة ، التي يبلغ عدد سكانها 4.6 مليون نسمة ، كميسر للحوار الهادئ. كصديق للعديد من الأطراف المتعارضة ، حيث تسعى لحل الصراعات دون أن تطالها آثارها.

ونقلت عن سعادة الدكتور محمد بن عوض الحسان ، الممثل الدائم العماني الجديد لدى الأمم المتحدة: "لا نتحدث كثيرًا ، بل نتصرف كثيرًا". "في بعض الأحيان نلعب دور الميسر عندما نعتقد أننا يمكن أن نساعد. ولكن بشرط عدم وجود وسائل الإعلام، لأن الهدف هو السلام وليس الدعاية".

جلالة السلطان عزز طبيعة العمانيين الهادئة والمسالمة
وفى تقرير ثالث، فى إطار سلسلة تقارير نشرها إذاعة NPR الأمريكية، من مسقط، لمراسلتها روث شيرلوك التى سافرت إلى السلطنة مؤخرا، سلطت الإذاعة الأمريكية الضوء على طبيعة الشعب العماني الهادئ والمسالم، وكيف ساهم جلالة السلطان المعظم قابوس بن سعيد – حفظه الله ورعاه - فى تعزيز هذه الطبيعة من خلال رؤيته للبلاد.

ودللت الإذاعة الأمريكية على ذلك بالإشارة إلى الموسيقى التى يتم بثها عبر أثير الأذاعات المحلية، حيث أنها الموسيقى نفسها التى يحبها جلالة السلطان، وهى الموسيقي التى يريد أن يستمع لها شعبه.

وأوضحت روث أن العمانيين قالوا لها إنهم نشأوا وهم يستمعون إلى الموسيقى الكلاسيكية، حيث إنها جزء من رؤية السلطان لهذا البلد لأن تصبح دولة متطورة وهادئة وسلمية.

ونقلت الإذاعة عن الدكتور ناصر الطائي، مستشار مجلس إدارة دار الأوبرا السلطانية قوله إن صاحب الجلالة ، دائمًا ما يشدد على الموسيقى والفنون.

من جانبها، قالت روث شيرلوك إن دار الأوبرا السلطانية، مشروع مفضل للسلطان قابوس. فالإضافة إلى كونه صرحا فخما، يستضيف هذا المبنى الكبير عروض الأوبرا العالمية.

الإعلام التركي يشيد بالسياسة الخارجية لجلالة السلطان
وحول الدور العمانى الطيب فى قضية أخرى مشتعلة فى منطقة الشرق الأوسط، أشاد موقع التلفزيون التركي "تي أر تي ورلد" الناطق باللغة الإنجليزية بالمساعى الدائمة للسلطات العمانية لتخفيف الجمود بين فلسطين وإسرائيل، وقرارها فتح سفارة فى رام الله، واصفا السلطنة بأنها "قناة دبلوماسية محايدة فى الشرق الأوسط".

وقال التلفزيون التركي، إن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه - بدأ يكثف المحادثات مع القيادتين الإسرائيلية والفلسطينية في أواخر عام 2018 ، مضيفا بأن السلطنة واحدة من أقدم الدول المستقلة في العالم العربي ، وكانت قوة سياسية واقتصادية حاسمة في المنطقة حتى القرن التاسع عشر. ومنذ تولي جلالة السلطان قابوس الحكم، اتبع سياسة خارجية معتدلة تقوم على المفاوضات وترتكز على البراجماتية وأهداف السياسة الخارجية طويلة الأجل.

واعتبر الموقع التركى أن الإعلان عن افتتاح سفارة في مدينة "رام الله" - المركز الإداري للسلطة الفلسطينية - خطوة أخرى نحو وضع السلطنة لنفسها كقناة دبلوماسية محايدة في الشرق الأوسط - وهي مناورة نادرة لأي ملكية خليجية عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وقالت وزارة الخارجية في تعليق على تويتر "تماشيا مع دعم السلطنة للشعب الفلسطيني الشقيق قررت فتح بعثة دبلوماسية جديدة لفلسطين على مستوى السفارة.. سيتوجه وفد من وزارة الخارجية إلى رام الله للشروع في افتتاح السفارة".

"الإيكونومست": جلالة السلطان قابوس لديه حماس للفنون
ومن ناحية أخرى، سلطت مجلة "الايكونومست" البريطانية، الضوء على المشهد الثقافى فى سلطنة عمان، وقالت إن دار الأوبرا السلطانية فى مسقط، تعد أحد أبرز وأشهر دور الأوبرا في العالم ، معتبرة أن المبنى الخاص بها بات نموذجا لنوع من الفن يلقى رواجا كبيرا فى منطقة الخليج "المحافظة".

ولفتت المجلة إلى أنه فى عام 1970 عندما تولى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – الحكم، لم يكن لدى سلطنة عمان سوى مستشفتين وثلاث مدارس. واستخدم السلطان قابوس ، البالغ من العمر 78 عامًا ، بعض ثروات البلاد النفطية لتحديث كلاً من بنيتها التحتية وصورتها.

وأضاف تقرير المجلة البريطانية أن جلالة السلطان يعرف بأن لديه حماس خاص تجاه الفنون، حيث أسس أوركسترا عمان السلطانية السيمفونية في عام 1985 ؛ وتم افتتاح دار الأوبرا السلطانية في عام 2011.

وأوضحت "الأيكونومست" أن أجزاء من المبنى تضاهى أوبرا باريس في العظمة.

وأوضحت المجلة أن السلطان قابوس يرغب فى خلق فرص عمل للعمانيين وتنويع الاقتصاد بعيدا عن النفط ، بما في ذلك عن طريق تعزيز السياحة.

السلطنة "عروس الصحراء"
أما فيما يتعلق بالجانب السياحى المميز للسلطنة، سلطنت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية الضوء على عروس الصحراء، التى عرف أهلها بكرم الأخلاق وحسن المعشر والمعاملة ، التى رغم التوترات التى وقعت فى بحرها، بحر عمان، الفترة الماضية، إلا أنها لا تزال من أمن دول المنطقة، ومن أكثرها دأبا على التطور والتنمية.

وقال معد التقرير توبى يونج، إن سلطنة عمان واحدة من أمن دول الشرق الأوسط، حيث أنها لم تشهد حربا خلال الـ40 عاما الماضية، موضحا أنه فى 2010، صنّف برنامج الأمم المتحدة الإنمائي السلطنة كأكثر بلد تطورا في العالم خلال فترة الأربعين سنة الماضية.

كما حصلت مسقط على ثاني أفضل مدينة في العالم يمكن زيارتها في عام 2012 من قبل موقع لونلي بلانيت، وكانت لندن في المرتبة الأولى.

وأبرزت الصحيفة البريطانية تمتع السلطنة بوجود "الجبل الأخضر"، الذى وصفته بـ"المكان السحرى"، معتبرة أنه الأجابة المناسبة لمنافسة سياحة المنتجعات، حيث تمتد تلاله الخضراء وسط مساحات شاسعة من الكثبان الرملية في السهل العماني ، ويمكن الوصول إلى السحب على قمته البالغ ارتفاعها 3075 مترًا.