"هبطات العيد" إرث أجيال متعاقبة.. تعرف عليها

مزاج الأربعاء ٠٧/أغسطس/٢٠١٩ ١٥:٤٧ م
"هبطات العيد" إرث أجيال متعاقبة.. تعرف عليها

مسقط - العمانية

تقام خلال هذه الأيام في العديد من ولايات السلطنة أسواق مفتوحة على مساحات واسعة من الأراضي أو تحت ظلال الأشجار أو بالقرب من القلاع والحصون لعرض مختلف السلع التي يحتاجها الناس خلال أيام العيد بما في ذلك بيع المواشي فيما يطلق عليها «بالهبطات».

وتبدأ فعاليات أسواق الهبطات في جميع محافظات وولايات السلطنة قبل 10 أيام من العيد وتستمر إلى ما قبل العيد بيوم واحد، حيث تقام اعتبارا من الرابع من شهر ذي الحجة ولعدة أيام متواصلة، تستهلها ولايتا وادي بني خالد وإبراء بمحافظة شمال الشرقية وولاية بوشر بمحافظة مسقط وفي فنجاء التابعة لولاية بدبد بمحافظة الداخلية.

وتتواصل الهبطات في العديد من محافظات السلطنة حتى التاسع من ذي الحجة، حيث تقام في ولاية وادي بني خالد أربع هبطات متواصلة تبدأ في قرية «الخالدية» ثم هبطات «عمق» وسوق «المصالحة» و»الحويرية» وتستمر إلى السابع من ذي الحجة.

وتستهل قرية «الثابتي» بولاية إبراء أولى هبطات الولاية الأربع بمناسبة العيد تليها هبطتا «اليحمدي» في 5 من ذي الحجة ثم «السفالة» في 6 من ذي الحجة وأخيرًا «العلاية» في 7 من ذي الحجة.

وفي يوم الخامس من ذي الحجة تقام هبطة ولاية الحمراء وهبطة «نفعا» التابعة لولاية بدبد، وفي يوم السادس من ذي الحجة تقام الهبطات في ولايات (سمائل والخابورة والرستاق ووادي المعاول وصور وبدية)، وتقام الهبطات في ولايات (بهلاء والسيب ونخل والسويق وبركاء وجعلان بني بوعلي وجعلان بني بوحسن وقرية «الواصل» بولاية القابل) يوم السابع من ذي الحجة، أما في ولايتي (الكاملوالوافي، والقابل) فتقام الهبطة يوم الثامن من ذي الحجة.

وتعتبر هبطات العيد إرثا حافظت عليه الأجيال المتعاقبة، ومن التقاليد العمانية التي يسبق إقامتها احتفاءً بالعيد، وتحقق عوائد اجتماعية واقتصادية، ويحرص العمانيون على التوافد إليها للتزود بالاحتياجات اللازمة للعيد.

ويتنقل الكثيرون من هبطة الى أخرى في الولايات القريبة للبحث في أسواقها عن الأفضل خاصة «المواشي» أو الاستمتاع بالأجواء المصاحبة للهبطات مثل (المناداة) وهي عملية بيع الأغنام والأبقار والإبل في المزاد العلني. وتمثل هبطة العيد أولى أفراح العمانيين بعيد الأضحى المبارك خاصة للأطفال الذين يحرصون على حضورها وهم يرتدون أجمل ما عندهم من الملابس العمانية حيث توفر تلك الهبطات العديد من السلع والبضائع المختلفة من ألعاب وملابس جاهزة، إضافة إلى شراء الرجال والنساء احتياجاتهم من المواد الغذائية التي يتم بها إعداد العديد من الأكلات العمانية التقليدية ومستلزمات «الشواء».

ومن بين المشتريات التي يحرص العمانيون على شرائها من الهبطات السمن البلدي العماني و(عيدان المشاكيك) المصنوعة من جريد النخيل و(خصفة الشواء) المصنوعة من سعف النخيل إلى جانب الحطب وشراء السكاكين والأدوات المستخدمة في ذبح وتقطيع لحوم العيد وأوراق الموز التي تستخدم في لف (لحم الشواء) قبل وضعها في (التنور) إضافة الى شراء العسل والتوابل والمكسرات.

كما تشهد العديد من الهبطات بيع الأسلحة التقليدية الخفيفة التي يتزين بها الرجال والأطفال مثل البنادق والخناجر والعصي والأحزمة التقليدية والسيوف والملابس العمانية مثل (المصار والكميم).

ويكثر في الهبطات بيع الحلوى العمانية التي تعتبر جزءً مهماً وأساسياً ومن واجبات الضيافة العُمانية خصوصاً في الأعياد والمناسبات لما تمتاز به من جودة ومذاق شهي، وتحظى بشهرة واسعة داخل السلطنة وخارجها ويختلف سعرها باختلاف مكوناتها.

وهناك توقيت ثابت لأغلب الهبطات في السلطنة حيث تبدأ من شروق الشمس حتى الساعة 11 صباحا وتتجاوز أحيانا إلى الواحدة ظهرًا. تجدر الإشارة إلى أنه إضافة إلى هبطات العيد التي تقام قبل أيام من العيد توجد هناك أسواق تقليدية أو حديثة في العديد من الولايات منها الأسبوعية المعروفة بأسواق (الأربعاء أو الخميس أو الاثنين)، وأخرى موجودة على مدار العام كسوقي مطرح والسيب وسوق نزوى والسوق المركزي بمحافظة ظفار وسوق البريمي وسوق صحار.