«براءات» تصدر ملفا خاصا عن الشّعر والعولمة.. وملف عن الكتابة الجديدة في السودان

مزاج الأربعاء ٠٧/أغسطس/٢٠١٩ ١٥:٥٥ م
«براءات» تصدر ملفا خاصا عن الشّعر والعولمة.. وملف عن الكتابة الجديدة في السودان

ميلانو - الشبيبة

صدر مؤخرا عن منشورات المتوسط - إيطاليا؛ العدد الجديد من مجلة «براءات» - صيف 2019، وقد جاء العدد الثاني مُتعدِّداً ومتنوعاً من حيثُ المواد والمختارات الشعرية التي وزِّعت على أبواب المجلة في اشتباكٍ متشعِّب إبداعي وفكري مع ملفِّ «الشِّعر والعولمة».

وضم العديد من المواد ما بين الدراسات عن الشعر والاشتغالات الصحفية من مقالات وترجمات، كما يُميَّز العدد ملفٌّ مُطوَّل عن الكتابة الجديدة في السودان بعنوان: غناء العزلة ضدَّ العزلة. وكذا نقاشٍ مفتوح حول ملفِّ «الشِّعر والعولمة» من دمشق في جلسة خاصة ببراءات، أدارتها الشاعرة وسكرتيرة التحرير مناهل السهوي بين خمسة شعراء وشاعرات، ليتحدّثوا عن الشِّعْر والعولمة وسورية، وليكتُب قبلها صبحي حديدي عن عولمة القصيدة في الشكل والموضوع: من الصوت والصفحة إلى الشاشة والرَّقم. وبترجمة المصطفى صباني سنقرأ للكاتب الفرنسي المارتينيكي الكبير باتريك شامْوازو مادة عن العولمة والعالمية بفرضية أنَّ العالم بكامله هو مُشكَّل من احتمالات لا متناهية.
عن لغة موليير أيضاً ينقل لنا سعيد بن الهاني مقالة عن الشعر الفرنسي والعولمة، وكيف يكون الصوت الإنساني علامةً فارقة. ليُترجم أمارجي للشاعرة والناقدة والكاتبة المسرحية الإيطالية ماريّا غراتسيا كالانْدرونهْ مادة بعنوان: مجهولو الهوَّية؟ أم عالميو الانتماء؟ ويختار عبده وازن الكتابة عن ديوان لوركا الكابوسي «شاعر في نيويورك»، المدينة التي صدمت الشعراء بعولمتها المبكرة. لكن رائد وحش يعود بنا إلى الكهف مرَّة أخرى معتبراً كلّ صفحة إلكترونية كهفاً، وكلّ صاحب صفحة سجيناً هناك. بينما يقارب لونيس بن علي الشعر في زمن عولمة الحروب، من وُجهة نظر الفلسطينيّ الذي يُقتل مرّتَيْن. يكتب محمد ناصر الدِّين: الشعر بديلاً عن عولمة الكراهية، في الوقت الذي تتمّ فيه هندسة العالم اليوم أو عولمته كي لا يُسمَع صوت الشِّعْر. وعن غسان علم الدِّين تكتب وفاء الشعراني، واصفةً الشاعر الذي رحل مؤخراً بشاعر جماليات القلق والحداثة الخطرة، في حين يكتب أنطوان جوكي عن التلاحم الشعري والذهني في شعر مينا لوي الرُّؤيوي مع مختارات من أشعارها بوصفها واحدة من التجارب الفريدة من نوعها في الشِّعْر الأنغلوسكسوني. قبل أن يقتفي عيسى مخلوف أثر القصيدة في الباب الأخير. كما وتتذكَّر مجلة براءات، من خلال صورة العدد، الشاعر العراقي الكبير الذي غادرنا هذه السنة فوزي كريم، وهو ينظر من نافذة قطار على وشك الرحيل. التقط الصورة في مدينة بولونيا المترجم والشاعر كاصد محمد.
عددٌ بانورامي جمع في 216 صفحة من القطع الكبير، مواد تنوَّعت على اختلاف الأسماء والأجيال والحساسيات الأدبية والفكرية، تماهت معها لوحات أنجزها خصيصاً للمجلة رائد وحش، لترسم ما يُشبه خارطة مفصَّلة للشعر وعلاقته الشائكة مع العولمة، مع تخصيص مساحةٍ للتقرب أكثر من الشعرية العربية في نسيجها التاريخي، وبعدها الجغرافي كأماكن وأزمنة راهنة سنجدُ إليها الطريق في كلِّ عددٍ من براءات.