طهران تؤيد حوارا مع واشنطن بشرط رفع العقوبات أولا

الحدث الأربعاء ٠٧/أغسطس/٢٠١٩ ١٥:٥١ م
طهران تؤيد حوارا مع واشنطن بشرط رفع العقوبات أولا

طهران - وكالات

أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني امس الثلاثاء أن طهران تؤيد المحادثات مع واشنطن لكن على هذه الأخيرة أن ترفع أولاً العقوبات التي تفرضها على الجمهورية الإسلامية.

وقال روحاني في تصريحات نُقلت مباشرة على التلفزيون الرسمي إن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية تؤيّد المحادثات والمفاوضات وإذا كانت الولايات المتحدة فعلاً تريد التحاور، عليها قبل أي شيء آخر أن ترفع كل العقوبات».

وصرّح روحاني من وزارة الخارجية بعد لقائه الوزير محمد جواد ظريف أن إيران مستعدّة لإجراء محادثات بغضّ النظر عمّا إذا كانت الولايات المتحدة طرفاً في الاتفاق النووي التاريخي.

وتابع روحاني «سواء يريدون (الأميركيون) الانضمام إلى الاتفاق النووي أم لا، فالأمر يعود لهم» في إشارة إلى الاتفاق المبرم عام 2015 في فيينا بين إيران والقوى العظمى.
وأكد وزير الخارجية الإيراني الاثنين تقارير تفيد بأنه رفض دعوة للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض الشهر الفائت.

وتصاعدت التوترات بين إيران والولايات المتحدة منذ أن أعلن ترامب العام الفائت انسحاب بلاده من الاتفاق النووي وأعاد فرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية. وفرض الاتفاق النووي قيوداً على برنامج إيران النووي مقابل رفع العقوبات الاقتصادية عن طهران.

من جانب اخر أعلنت المملكة المتحدة أنها ستنضم إلى الولايات المتحدة «في قوة الأمن البحرية» لحماية السفن التجارية في مضيق هرمز الاستراتيجي الواقع في قلب التوتر مع ايران، في وقت سخرت فيه طهران من عزلة واشنطن.

وصرح وزير الدفاع البريطاني بن والاس في بيان «ان المملكة المتحدة مصممة على حماية سفنها ضد تهديدات غير قانونية ولهذا انضممنا اليوم الى القوة الامنية البحرية الجديدة في الخليج».

ويمثل هذا الاعلان منعطفا في موقف الحكومة البريطانية التي باتت منذ نهاية يوليو تحت رئاسة بوريس جونسون. وكانت لندن قالت في وقت سابق انها تريد تشكيل قوة حماية مع الاوروبيين وذلك ردا على احتجاز طهران لناقلة ترفع العلم البريطاني في مضيق هرمز.

تسعى واشنطن الى انشاء تحالف دولي لمرافقة السفن التجارية في الخليج لكن لا يبدو أنها تمكنت من جذب الكثير من الدول، وبدا حلفاء واشنطن متوجسين من جرهم الى نزاع مفتوح في هذه المنطقة التي يعبر منها ثلث النفط العالمي المنقول بحرا.

على ان وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب قال ان ذلك لا يغير شيئا في سياسة المملكة تجاه ايران. وقال «نبقى ملتزمين بالعمل مع ايران وشركائنا الدوليين لنزع فتيل التفجير والابقاء على الاتفاق النووي».

ولا يزال التوتر يتصاعد في المنطقة منذ الانسحاب الاميركي من الاتفاق الدولي مع ايران واعادة فرضها عقوبات قاسية بحق طهران. وتعاظم التوتر في الاسابيع الاخيرة مع هجمات على ناقلات نفط في الخليج نسبتها واشنطن لطهران التي نفت ذلك. وأعلنت ايران الاحد الفائت أنها احتجزت ناقلة أجنبية في الخليج وهي الثالثة في أقل من ثلاثة أشهر.

«حرج»
وجاء الموقف البريطاني بعيد اعتبار وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف ان واشنطن تتصرف بمفردها ضد طهران، وهي غير قادرة على تشكيل تحالف من أجل حماية السفن التجارية في الخليج لأن حلفاءها يشعرون «بالحرج» من الانضمام إليه.

وفكرة واشنطن تقوم على ان تتولى كل دولة مواكبة سفنها التجارية مع دعم من الجيش الاميركي الذي يؤمن المراقبة الجوية وقيادة العمليات.

ولا يريد الاوروبيون الانضمام الى سياسة «الضغط الاقصى» على ايران التي يمارسها دونالد ترامب، وذلك سعيا للحفاظ على الاتفاق النووي الذي يحد من انشطتها النووية وكان ابرم في 2015 مع ايران وانسحبت منه واشنطن في 2018. واستبعدت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل انضمام بلدها الى القوة، بحسب ما افادت الاثنين المتحدثة باسم الحكومة يولريكي ديمر.

«عنف وحرب ومجازر»
وتابع ظريف في مؤتمر صحافي في طهران أن «من يفتعل الحرائق لا يمكن أن يكون إطفائياً»، في إشارة منه إلى عدم واقعية طرح الولايات المتحدة التي تريد أن تؤدي دور الخصم والحكم في آن واحد، مضيفا أنه منذ دخول واشنطن المنطقة لم يعد هناك سوى «العنف والحرب والمجازر».

وفي حين ان واحدة من السفن الثلاث التي تحتجزها ايران ترفع العلم البريطاني، قالت لندن الاثنين انها رافقت حتى اليوم 47 سفينة مدنية ترفع العلم البريطاني في الخليج. ورغم سياسة العقوبات والعداوة دعت واشنطن ايران للحوار.