خميس البلوشي يكتب : الدمج بين الإفراط والتفريط

بين ليلة وضحاها وقبل نهاية الموسم الكروي الماضي بقليل ظهرت وتواترت وتطورت اخبار عن طلب مجموعة من اندية الدرجتين الاولى والثانية اقامة دوري يدمج هذه الاندية جميعها في مسابقة واحدة لتكون مسابقة الدوري في السلطنة بدرجتين فقط (عمانتل والدوري المُقترح) وكأن الكرة العُمانية لن ينقذها من واقعها الصعب الذي تعيشه سوى هذا الدمج الذي يقولون عنه ما لم يقله قيس في ليلى.. حكاية بدايتها في الجمعية العمومية الاخيرة للاتحاد في ابريل الماضي والنهاية لا تزال مفتوحة وإن كان الدمج هو القرار المر الذي سيتجرعه الاتحاد مرغماً وبعيداً عن قناعات كثير من أهله.. شيء لا يحدث الا معنا فقط ؛نطالب بتغيير شكل الدوري في نهاية الموسم لنلعب بالشكل الجديد في الموسم التالي ..لجنة مختصة يشكلها اتحاد الكرة لفلترة الموضوع توصي هذه اللجنة بالموافقة يتم البت بتوصيتها في مجلس الادارة بالتأجيل ومزيد من الدراسة ثم بقدرة القوي على الضعيف تعود الفكرة من جديد ليحتكم الطرفان لجمعية عمومية طارئة كانت غير قانونية حسب موعدها الاول في سقطة غير مبررة للمختصين في الاتحاد قبل ان يتم تعديل موعدها لتكون وبشكل عجيب السبت القادم أي مع بداية الموسم الكروي الجديد حيث انها بعد يوم واحد من بدء مسابقة كأس الاتحاد وقبل قرابة الأسبوعين من بداية دوري الدرجة الاولى بحسب روزنامة الموسم الجديد التي أعلنت في أواخر مايو الماضي والتي قالوا بأن يد التغييرات لن تمسها أبداً !!بهذه البساطة وبعد أيام معدودات من الجدل بين الاتحاد والاندية قد يكون معنا دوري يفترض ان يتواجد فيه ثلاثون نادياً!! ثلاثون نادياً متباينة في أشياء كثيرة ،بعضهم قام بتجميد نشاط كرة القدم لسنوات وبعضهم يشارك في موسم ويغيب مواسم وبعضهم يلعب عدداً من المباريات ثم يرحل وبعضهم لا يفكر في المنافسة والصعود لانه يكلف امولاً طائلة وبعضهم لا يهمه في أي درجة يلعب ..تخيلوا انه في الموسم الماضي شارك في الدرجة الثانية ستة اندية فقط ثم يقولون أن الدمج مفيد!! النادي الذي يمارس كرة القدم ولا يريد أن يطور من مستواه ولا يريد ان ينافس ولا يريد التعاقد مع لاعبين مميزين ولا يريد التأهل للدرجة الأعلى ولا رغبة له في التقدم للأمام كيف له ان يغير هذه القناعات ليطالب ويشارك في دوري الدمج المنتظر ؟!! المؤشرات جميعها تأخذنا للدمج وهكذا بكل راحة بال ستجد الاندية نفسها في دوري لا هبوط فيه وستضع رجلاً على الاخرى وترتاح نفسياً ولن تسعى لأي تطوير!! لا أقلل من رغبات الاخرين وقناعاتهم لكنني لا أجد في الأفق أي معنى للتطوير ويكفي أن الاسم المقترح دليل واضح على ما سيكون .. لا نجّمل القبيح ولا نسيء الظن بأفكار الاخرين ولكن يبدو أن الامر كله مغلف بالمصالح المتبادلة وظاهر القول يخالف باطنه والمحصلة استفادة البعض لا أكثر وهذا أمر خطير لان الاندية والاتحاد مؤتمنان على كرتنا ونترجى منهم التطوير..أيها الكرام فُطرنا في هذه الحياة على الاختلاف لكننا في الجهة الأخرى نتفق بأن القرارات الاستراتيجية للتطوير لا تكون تحت الضغوطات ولا تتخذ بهذه السرعة ومن أراد البناء عليه أن يقف على أرض صلبة بعيداً عن الإفراط والتفريط.