تحية لمن ضحوا بإجازة العيد

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ١٩/أغسطس/٢٠١٩ ١٤:٢٨ م

علي المطاعني

وبإنتهاء فرحة العيد وأهازيجه الرائعة في كل شبر من ثرى هذه الأرض الطيبة ، وبإنتهاء عادات عيد الأضحى المبارك بكل محافظات السلطنة مقترنة بإختلاف تقاليدها العريقة وتباين عاداتها الموروثة أبا عن جد ، وعدنا بحمد الله هذه الأيام إلى أعمالنا ، فإن آيات الشكر والعرفان بالجميل نزجيها لكل الذين كانوا في مواقع العمل مضحين بفرحة أبناءهم وسعادة زوجاتهم ودعوات أهاليهم ضاربين أروع الأمثلة في التضحية والفداء ونكران الذات وفي كل ركن من هذا الوطن العزيز .

فهؤلاء الأوفياء الأعزاء الشرفاء لا يمكن أن ننسى تضحياتهم التي بذلوها عن طيب خاطر في أيام جميلة يتطلع كل فرد أن يقضيها بين أهله وأبناءه ، مستمتعا بالعيد وافراحه ومبتهجا مع اصدقاءه وزملاءه في الأحياء والقرى والأزقة والدروب ، فهذه اللحظات الجميلة لا يمكن تعويضها ومع هذا وفوق هذا فهم قد ضحوا بها بإعتبارها لا تساوي شيئا مع المهام الوطنية التي كلفوا بإنجازها .

فلحظات العيد والأفراج والأهازيج هي من دون شك من أجمل الأيام التي يعيشها كل واحد منا ، وتبقى راسخة في ذاكرته مع أسرته وعائلته ولتتراكم الذكريات عاما بعد آخر لتكون السرد الأغلى لمعاني الأعياد وتفردها في هذا الوطن العزيز ولتحكى بالفخر كله للأجيال القادمة وهي تستلهم تاريخ العادات العُمانية المتأصلة عراقة وحضارة .
وبالطبع فإن الغائبين عن حضور الأفراح وهم في ميادين العمل لهم شوق خاص يمور في أفئدة أهليهم ومحبيهم ، وأن الأمنيات ستظل تتقد بياليتهم كانوا معنا ، ولكن الجميع يعودون لأنفسهم ليوقنوا بأن للغياب مايبرره ، ثم يسعدون إذ هم يعلمون بأن نداء الوطن هو الذي أملى الغياب القسري ، والوطن يعلو ولا يُعلى عليه تلك من المسلمات .
فهناك جنودنا البواسل في الثغور البعيدة النائية مرابطين ليل نهار لايغشى النعاس عيونهم أبدا وهم يذودون عن حياض الوطن ، وهناك جنود وضباط شرطة عُمان السلطانية ، الذين لايألون جهدا ومجهودا وهم يبسطون الطمأنينة والأمن في نفوس السكان مواطنين ومقيمين في كل شبر من هذا الوطن عبر جهودهم التي لاتخطئها عين فهم في كل طريق وفي كل مكان وفي كل محافظة وقرية يؤكدون بأن الأمن سيظل مستتبا .
لهؤلاء الأشاوس ألف تحية وتقدير ، وبما أن الشئ بالشئ يذكر فإن المجال الصحي تتعاظم مهامة في الأعياد ، وفيه جنود لا يعرفون معنى الراحة أبدا ، هم طواقم الأطباء والممرضين وسائقي سيارات الأسعاف الذين يجوبون الطرقات إنقاذا للأرواح كل ذلك عى حساب بهجة العيد التي هجروها من أجل أن يهنأ الجيمع بالعيد .
وأما في قطاع النفط والغاز فهناك أيضا جنود لايعرفون معنى الراحة أبدا ، هم في أعماق الصحارى النائية يعملون على مدار الساعة لإستخراج النفط ولتمضى عجلة التنمية قدما للأمام وبغير توقف ، فلهم أيضا باقات من الحب والعرفان عطرة فهم يستحقون أكثر من العرفان إن وجد .

وبالطبع لن ننسى عمال ومهندسي خدمات الطوارئ في الكهرباء والمياه وخدمات الهاتف الذي لايعرفون معنى الإجازات أصلا وفي العيد يضاعفون مجهوداتهم المحمودة قبلا مضحين بهذه الأيام التي لن تعوض موقنين بأن خدماتهم ومجهوداتهم هي التي تحافظ على بهجة العيد لدى مواطنيهم ، وهم بالقطع يسعدون عندما يرون أن الناس سعداء في أيام عيدهم ، فما أعظمها من تضحية .

و كذلك العاملين في القطاعات التجارية على اختلافها والمحلات الذين كانوا يغذوا السوق بكل احتياجاته بدون ان نلمس اي نقص في المواد الغذائية و الكمالية و الخضروات والفواكه ، فطوبى لهم اعمالهم و التزامهم وتفانيهم في خدمة المستهلكين.

نعلم يقينا بأن هناك الكثير من الفئات التي تعمل في الأعياد لايسع المجال لحصرهم ولكن ما يجمعهم جمعيا هو حبهم للوطن وهذا فخر لهم وللوطن .

هناك من يقوم ببرمجة عمله في الإجازات والعطل لينالها بعد العيد ، لكننا نعلم بأن قيمة الإجازة في العيد لاتعادلها أي إجازة بعد العيد ، ومع هذا فهم سعداء لأنهم كانوا السبب في سعادة الأخرين ، فما أنبلهم من رجال .

وفي نهاية المطاف فأن التقدير كل التقدير نخطه بأجمل الخطوط العربية رونقا لجنودنا الميامين من العاملين في كل ساحات الوغي والعمل والجهد والإنتاج الذين قدموا لنا المثل الأروع في إجازة عيد الأضحى المبارك .. وجعلوا الحياة لا تتوقف في كل لحظة هكذا هم الرجال و الفتيات الذين يجب ان نحيهم اجمل تحية.