الاتحاد الدولي للنقل الجوي يكشف ارتفاع الطلب العالمي على رحلات السفر الجويّة

الحدث الثلاثاء ٢٠/أغسطس/٢٠١٩ ١٤:٢١ م
الاتحاد الدولي للنقل الجوي يكشف ارتفاع الطلب العالمي على رحلات السفر الجويّة

مسقط - الشبيبة

كشف الاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا» عن نتائج حجم الطلب العالمي على رحلات السفر الجويّة خلال شهر يونيو 2019، والتي تظهر ارتفاعاً في الطلب المُقاس وفقاً لمعدل العائد على الراكب لكل كيلومتر (PRKs) بنسبة 5.0 % بالمقارنة مع الفترة ذاتها من العام الفائت، علماً أنّ هذه النسبة شهدت ارتفاعاً طفيفاً عن معدّل النمو السنوي المسجّل في شهر مايو البالغ 4.7 %.

وأشار التقرير إلى ازدياد في السعة، والتي تُقدّر بعدد المقاعد المتوفرة لكل كيلومتر (ASKs)، بواقع 3.3 %، بينما ارتفع عامل الحمولة بواقع 1.4 نقطة مئوية ليصل إلى 84.4 % ويُسجّل رقماً قياسياً جديداً لشهر يونيو.
وقال المدير العام والرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي للنقل الجوي ألكساندر دو جونياك : «حافظ شهر يونيو على استمرار التوجه التصاعدي للنمو القوي الذي تشهده معدلات الطلب على الرحلات الجوية، بينما تُبرز النسبة القياسية لعامل الحمولة قيام شركات الطيران بتحقيق الحد الأقصى الممكن من الكفاءة. وفي ظل التوترات التجارية المتواصلة بين الولايات المتحدة والصين، وتنامي الغموض الذي يلف الأوضاع الاقتصادية في المناطق الأخرى، لم يكن النمو قوياً بذات القدر المسجل في العام الفائت».

تحسن النمو
سجّل شهر يونيو ارتفاعاً في الطلب على الرحلات الجوية بواقع 5.4% بالمقارنة مع الفترة ذاتها من العام الفائت، ما شكّل تحسناً عن نسبة النمو السنوي المسجلة في شهر مايو والتي بلغت 4.6 %، وسجّلت جميع المناطق ارتفاعاً في معدّل النمو، تتصدّرها شركات الطيران في أفريقيا. وبدورها، ازدادت السعة بنسبة 3.4 %، وارتفع عامل الحمولة بواقع 1.6 نقطة مئوية ليبلغ 83.8 %.

سجّلت شركات الطيران الأوروبية ارتفاعاً في حركة المسافرين بنسبة 5.6 % خلال شهر يونيو مقارنة بنفس الفترة من عام 2018، ويأتي ذلك متماشياً مع نمو معدلات الطلب المسجلة في الشهر السابق والتي بلغت 5.5 %. وبدورها، ازدادت السعة بنسبة 4.5 %، وارتفع عامل الحمولة بواقع 1.0 نقطة مئوية ليصل إلى 87.9 %، ليتساوى مع أمريكا الشمالية ويحقق النسبة الأعلى بين كافة المناطق. وقد ظهر هذا النمو القوي على خلفية التباطؤ في النشاط الاقتصادي وانخفاض معدلات الثقة التجارية في عموم منطقة اليورو والمملكة المتحدة.

تعد جيدة

شهدت شركات الطيران في منطقة الشرق الأوسط زيادة في معدلات الطلب على الرحلات الجوية بنسبة 8.1 % خلال شهر يونيو قياساً بالفترة ذاتها من العام الفائت ، والتي تعد جيدة للغاية بالمقارنة مع الزيادة السنوية المسجلة في شهر مايو والتي بلغت 0.6 %. ومن المرجّح أن يكون توقيت شهر رمضان، والذي تصادف مع شهر مايو لهذا العام، قد أسهم بشكل كبير في ظهور هذه النتائج المتفاوتة. وبدورها، ارتفعت السعة بنسبة 1.7%، وازداد عامل الحمولة بمقدار 4.5 نقطة مئوية ليصل إلى 76.6 %.
سجلت شركات الطيران في منطقة آسيا والمحيط الهادي نمواً في حركة المسافرين في يونيو 2019 بنسبة 4.0 % بالمقارنة مع العام الفائت ، بانخفاض ملحوظ عن الزيادة التي شهدها شهر مايو والتي بلغت 4.9%. ومن جانبها، أثرت التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين على معدلات الطلب في المنطقة الأوسع لسوق آسيا والمحيط الهادئ وأمريكا الشمالية، والسوق الداخلية ضمن آسيا. كما ازدادت السعة بنسبة 3.1%، وارتفع عامل الحمولة بمقدار 0.7 نقطة مئوية ليبلغ 81.4 %. بينما شهدت شركات الطيران في أمريكا الشمالية ارتفاعاً بلغ 3.5 % في معدلات الطلب خلال شهر يونيو بالمقارنة مع الفترة ذاتها من العام الفائت ، بانخفاض من نسبة 5.0% التي سجّلها النمو السنوي في شهر مايو، في انعكاس مماثل للتوترات التجارية الجارية بين الولايات المتحدة والصين. في حين ازدادت السعة بنسبة 2.0%، وارتفع عامل الحمولة بواقع 1.3 نقطة مئوية ليصل إلى 87.9 %.
ومرّت شركات الطيران في أمريكا الجنوبية بارتفاع بلغ 5.8% في حركة المسافرين بالمقارنة مع الفترة ذاتها من العام الفائت ، وهي زيادة طفيفة عن النمو السنوي المسجل في شهر مايو والذي بلغ 5.6 %. كما ازدادت السعة بواقع 2.5%، وتصاعد عامل الحمولة بواقع 2.6 نقطة مئوية إلى 84.0 %. هذا ومن شأن الظروف الاقتصادية المتدهورة في عدد من البلدان الرئيسية في المنطقة أن تُفضي عن تراجع في معدلات الطلب في الفترة المقبلة.

افريقيا
وسجلت شركات الطيران في أفريقيا نمواً بلغ 11.7 % في حركة المسافرين خلال شهر يونيو في زيادة كبيرة عن نسبة 5.1% التي شهدها شهر مايو. وبدورها، ازدادت السعة بنسبة 7.7 %، وارتفع عامل الحمولة بواقع 2.6 نقطة مئوية ليبلغ 70.5 %. ويُشار إلى أنّ معدلات الطلب تستفيد بشكل عام من البيئة الاقتصادية الداعمة، بما في ذلك التحسن في الاستقرار الاقتصادي في العديد من البلدان، فضلاً عن الزيادة في إمكانات الربط الجوي.

أسواق السفر المحلية

ارتفع الطلب على الرحلات الجوية المحلية بنسبة 4.4% خلال شهر يونيو بالمقارنة مع نفس الفترة من العام الفائت ، في انخفاض طفيف عن نسبة النمو السنوية المسجلة في شهر مايو والتي بلغت 4.7 %. وشهدت كافة الأسواق المحلية الرئيسية، التي يقوم الاتحاد الدولي للنقل الجوي بتتبعها، زيادات في معدلات حركة المسافرين، باستثناء البرازيل وأستراليا، في حين تصدرت روسيا معدلات الزيادة في الرحلات الجوية المحلية. كما ازدادت السعة بنسبة 3.1%، فيما ارتفع عامل الحمولة بواقع 1.1 نقطة مئوية ليصل إلى 85.5 %. ومن جانبها، سجّلت معدلات حركة المسافرين المحلية في البرازيل انخفاضاً بواقع 5.7 % في شهر يونيو، في تدهور إضافي عن الانخفاض البالغ 2.7% الذي شهده شهر مايو. ويعكس هذا الانخفاض الحاد في حركة المسافرين انهيار «أفيانكا برازيل»، والتي تُعتبر رابع أكبر شركة طيران في البلاد، والتي بلغت حصتها السوقية 14 % عام 2018. بينما تواصل السوق المحلية الهندية انتعاشها في أعقاب انهيار شركة «جيت إيرويز»، في ظل ارتفاع الطلب بنسبة 7.9 % في شهر يونيو بالمقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي.

الخلاصة

وأردف دو جونياك: «بتنا على أعتاب الوصول إلى ذروة موسم السفر الصيفي في النصف الشمالي من الكرة الأرضية. وتُعتبر المطارات المزدحمة بمثابة تذكير للدور المحوري الذي يلعبه قطاع الطيران في ربط الناس والأسواق التجارية على حد سواء. وينطوي قطاع الطيران على أعمال تجسّد الحريّة جوهرها، لا سيّما بالنسبة لأولئك المسافرين في رحلات ترمي لاستكشاف أماكن جديدة أو لم الشمل مع أحبائهم. غير أنّ قدرة قطاع الطيران على الاستفادة من المزايا التي يتسم بها تعتمد بشكل رئيسي على فتح الحدود أمام التجارة والأفراد على حد سواء».
واختتم دو جونياك: «تُسهم النزاعات التجارية المستمرة في تراجع التجارة العالمية وتباطؤ النمو في معدلات حركة المسافرين. ولا تُعتبر هذه التطورات مفيدة على الإطلاق فيما يتعلق بالآفاق الاقتصادية العالمية. فلا يخرج أحد منتصر من أي حرب تجارية»