إيران تحذر الولايات المتحدة من احتجاز ناقلتها مرة أخري

الحدث الثلاثاء ٢٠/أغسطس/٢٠١٩ ١٨:٣٤ م
إيران تحذر الولايات المتحدة من احتجاز ناقلتها مرة أخري

وكالات

قالت طهران الإثنين إنها حذرت واشنطن من القيام بمحاولة أخرى لاحتجاز ناقلتها التي أبحرت من جبل طارق بعد بقائها ستة أسابيع محتجزة في المنطقة البريطانية.

ودخلت إيران في مواجهة بحرية مع بريطانيا حليفة الولايات المتحدة منذ احتجاز البحرية البريطانية للناقلة الإيرانية قبالة سواحل منطقة جبل طارق البريطانية في 4 يوليو للاشتباه بأنها كانت تنقل نفطاً إلى سوريا في خرق لعقوبات الاتحاد الأوروبي على هذا البلد.

وبعد أسبوعين، احتجز الحرس الثوري الإيراني ناقلة نفط ترفع العلم البريطاني في مياه الخليج في ما اعتبرته بريطانيا خطوة انتقامية.
وأمرت محكمة جبل طارق العليا الخميس بالإفراج عن الناقلة.

رفض الطلب
وجاء ذلك رغم طلب أمريكي الجمعة باحتجاز الناقلة على اعتبار أنها متورطة في نقل شحنات ممنوعة إلى سوريا عبر الحرس الثوري الإيراني المدرج على لائحة المجموعات الإرهابية في واشنطن.

ورفضت سلطات جبل طارق الطلب الأمريكي، مؤكدةً أنه لم يكن بالإمكان إصدار أمر من محكمة لحجز الناقلة من جديد لأن العقوبات الأمريكية ضد طهران لا تسري في الاتحاد الأوروبي.
حيث قدمت وزارة العدل الأمريكية الجمعة طلباً لاحتجاز الناقلة على اعتبار أنها متورطة في نقل شحنات ممنوعة إلى سوريا عبر الحرس الثوري الإيراني المدرج على لائحة المجموعات الإرهابية في واشنطن.

وهي المرة الثانية التي ترفض فيها سلطات جبل طارق طلب المساعدة الأمريكي في إطار هذه الأزمة القائمة بين واشنطن وطهران ولندن.

وقالت سلطات جبل طارق في بيان الأحد «بموجب القانون الأوروبي، ليس بمقدور جبل طارق تقديم المساعدة التي تطلبها الولايات المتحدة»، إذ تريد واشنطن حجز الناقلة استناداً إلى العقوبات الأمريكية على إيران. وأوضح بيان سلطات المنطقة البريطانية أنه في غضون ذلك قدمت الولايات المتحدة عدة طلبات لمنع الناقلة من الإبحار، وقدمت وزارة العدل الأمريكية الجمعة طلباً لاحتجاز الناقلة بناء على العقوبات الأمريكية

وبحسب الموقع الإلكتروني «مارين ترافيك» المتخصّص في تعقّب حركة السفن فإنّ الناقلة التي تم تغيير اسمها من «غرايس 1» إلى «أدريان داريا» أبحرت ليل الأحد إلى مرفأ كالاماتا اليوناني.

غير أن الوجهة النهائية للناقلة وحمولتها البالغة 2,1 مليون برميل نفط غير واضحة بعد، فيما لم تؤكد السلطات اليونانية حتى الآن أنها سترسو في مرفأ كالاماتا.
وأكدت إيران الاثنين أنها حذرت الولايات المتحدة عبر السفارة السويسرية في طهران التي تمثل المصالح الأمريكية في إيران، من محاولة احتجاز الناقلة من جديد.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي في مؤتمر صحافي»إيران أرسلت التحذيرات الضرورية للمسؤولين الأمريكيين من خلال القنوات الرسمية ... بعدم ارتكاب مثل هذا الخطأ إذ ستكون له عواقب وخيمة».

«بلطجة وأحادية»
وفي المؤتمر الصحافي الاثنين، رفض المتحدث باسم الخارجية الإيرانية فكرة أن يكون هناك رابط بين احتجاز الناقلة الإيرانية في جبل طارق والناقلة البريطانية في مضيق هرمز.

وقال موسوي «لا علاقة على الإطلاق بين هاتين الناقلتين».

وأضاف «قامت تلك السفينة بخرق القواعد البحرية مرتين أو ثلاث»، في إشارة إلى الناقلة «ستينا إيمبيرو» التي ترفع العلم البريطاني وتحتجزها إيران في ميناء بندر عباس. وتابع «المحكمة تنظر في الأمر، ونأمل أن يكتمل (التحقيق) في أقرب وقت ممكن وأن يصدر حكم».

ورأى أن قرار جبل طارق القضائي الإفراج عن الناقلة شكّل ضربة «للأحادية» الأمريكية، موضحاً أن «الأمريكيين لم ينجحوا في عقوباتهم الأحادية الجانب غير القانونية».
وأكد أن «رفض الطلب الأمريكي» من قبل سلطات جبل طارق «مؤشر إلى أن كلمة أميركا باتت غير مسموعة وإلى أن لا مكان للبلطجة في عالم اليوم».

وحض الدول الأخرى على أن «ترد بصورة قانونية على إجراءات الحظر الأمريكية أحادية الجانب وأن ترفضها لأن لا أساس قانونياً لها». وتصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران منذ انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأحادي الجانب في مايو 2018 من الاتفاق النووي وإعادة فرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية في إطار حملة «الضغوط القصوى» ضدها.وردت إيران بتعليق تنفيذ بعض التزاماتها في الاتفاق.

توتر منضبط
وكاد الوضع يخرج عن السيطرة في الأسابيع الأخيرة مع وقوع هجمات ضد سفن، وإسقاط إيران طائرة مسيرة أمريكية، واحتجاز ناقلات نفطية.

وفي ذروة الأزمة، ألغى ترامب ضربات جوية ضد إيران في يونيو في اللحظة الأخيرة، رداً على إسقاط الطائرة المسيرة الأمريكية. وفي قرارها الإفراج عن الناقلة، أكدت حكومة جبل طارق أنها تلقت ضمانات خطية من إيران بأن السفينة لن تتوجه إلى دول «خاضعة لعقوبات الاتحاد الأوروبي». لكن إيران نفت اعطاء أية تعهدات بشأن وجهة الناقلة لقاء الإفراج عنها.

وقامت السلطات الايرانية بعد 15 يوماً على احتجاز ناقلتها باحتجاز ناقلة النفط البريطانية «ستينا ايمبيرو» في مضيق هرمز. كما احتجزت إيران أيضاً ناقلتي نفط أخريين ما زاد من تفاقم التوتر في منطقة تعرضت فيها بواخر عدة لاعتداءات أو تضررت بسبب ألغام. كما أسقطت ايران طائرة مسيرة اميركية، كل ذلك وسط تشديد متزايد للعقوبات الأمريكية على ايران. ووسعت الولايات المتحدة بسبب ما قالت إنه تهديد إيراني ضد حلفائها، حضورها العسكري في منطقة الخليج بإرسال حاملة طائرات جديدة وبطاريات صواريخ وقاذفات قنابل استراتيجية.

واعتبرت إيران الخطوة الأمريكية «تدخلاً غير قانوني» من الولايات المتحدة.