"حرائق الأمازون" تهدد كوكب الأرض بكارثة تاريخية.. 9000 حريق حتى الآن

الحدث الجمعة ٢٣/أغسطس/٢٠١٩ ٢٠:٥٠ م
"حرائق الأمازون" تهدد كوكب الأرض بكارثة تاريخية.. 9000 حريق حتى الآن

مسقط – وكالات

تواصل الحرائق التهام مساحات واسعة من غابات الأمازون منذ نحو أسبوع، حيث اتسعت رقعة الحرائق بالغابات التي تسمي "رئة الأرض"، حتى ظهرت أعمدة الدخان الناجمة عنها في صور التقطتها وكالة "ناسا" الأمريكية من الفضاء.

وقالت السلطات البرازيلية إن تلك الغابات شهدت أكثر من 72 ألف حريق خلال هذه السنة – وهو ارتفاع بـ83 % مقارنة بالفترة نفسها في العام 2018.

وحذر خبراء في مجال البيئة من أن حرائق "رئة العالم"، التي تنتج حوالي 20 %من الأكسجين، الذي يتنفسه سكان الأرض، ينذر بكارثة على الكوكب الأرضي.

وكشف المعهد الوطني للأرصاد الجوية في البرازيل (INMET)، أن المشهد المروع ناجم عن مجموعة من العوامل وهي : موجة باردة غيرت الاتجاه الطبيعي للرياح، ثم اندمجت بالدخان الناتج عن الحرائق البرية التي تبعد آلاف الأميال، فنجمت عن ذلك طبقة كثيفة من السحب الضبابية المنخفضة.

في حين رصدت الأقمار الصناعية الوطنية نحو 9 آلاف حريق في الغابات التي تبلغ مساحتها نحو 5 ملايين كيلومتر مربع.

وعرقلت الأحوال الجوية الجافة جهود الإطفاء، فضلا عن قلة الطرق الممتدة بين تلك الغابات.

وكان مركز أبحاث الفضاء البرازيلي قد حذر من ارتفاع معدل حرائق الأمازون، حيث سجلت رقما قياسيا منذ بداية العام متجاوزة 72 ألف حريق.

وقالت منظمة "السلام الأخضر" إن الحرائق ارتفعت منذ مطلع العام الجاري بنسبة 145% في منطقة الأمازون، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وتوصف غابات الأمازون بكونها "رئة الأرض"، إذ تبلغ مساحتها نحو 5.5 ملايين كيلو متر مربع، وتعتبر من أهم المناطق لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري.

وأمام احتراق أكبر غابة في العالم، تحاول فرق الإطفاء بشتى الوسائل إبطاء تمدد النيران لكن دون جدوى.

في الوقت نفسه، أثارت صور لحرائق الغابات، زوبعة من التعليقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم.

وغطت سحابة سوداء سماء ساو باولو جنوب شرق البلاد، كبرى المدن في البلاد، بعد ظهر يوم الاثنين الماضي في ما رجح أنه عائد لحرائق غابات على بعد آلاف الكيلومترات من المدينة.

وعلى تويتر، احتل هاشتاج (وسم) "براي فور أمازوناس" (صلوا من أجل الأمازون) صدارة أكثر الهاشتاجات تداولا حول العالم.

كما عبر الكثير من مستخدمي الإنترنت عن سخطهم إزاء هذه الحرائق فنشروا صورا وتسجيلات فيديو تظهر النيران وهي تلتهم قطاعات كاملة من الغابات.

وكتب أحد مستخدمي الإنترنت "غابة الأمازون تحترق منذ 16 يوما ولا أحد على علم بذلك. بيتنا يحترق ونحن نشيح نظرنا عنه".

وعلى الرغم من أن مدينة ساو باولو المترامية الأطراف تبعد نحو 3218.69 كم عن الحرائق المندلعة في قلب منطقة الأمازون، إلا أن زهاء 9500 من حرائق الغابات اشتعلت منذ الخميس الماضي وحده. ونتج عن الحرائق أعمدة ضخمة من الدخان يمكن رؤيتها من الفضاء، حيث غطت المدينة لمدة ساعة تقريبا عند الساعة 3 مساء بالتوقيت المحلي.

وتشهد غابات الأمازون المطيرة أكبر عدد من حرائق الغابات منذ عام 2013، حيث بلغ عددها حتى الآن (هذا العام) 72 ألفا و843 حريقا، ما يمثل زيادة بنسبة 83% خلال 12 شهرا.

وتعد حرائق الغابات شائعة في موسم الجفاف ولم يكن الطقس شاذا، لذا فإن ممارسة إزالة الغابات هي السبب الرئيس المشتبه به للزيادة الكبيرة في انتشار حرائق الغابات.

بينما جدد الرئيس البرازيلي خايير بولسونارو، أمس الخميس شكوكه بوقوف منظمات غير حكومية وراء حرائق الغابات مقرا بأنه لا يملك دليلا على ذلك.

وعارض المدافعون عن البيئة تصريحات بولسونارو، حيث وصفها كارلوس بوكوي من المعهد البرازيلي لحماية البيئة بأنها "غير مسؤولة إطلاقا وغير منطقية".

ومنذ أن تولى بولسونارو منصبه مطلع العام الجاري، أصدرت وكالة البيئة عقوبات أقل على أنشطة قطع الأشجار، بينما أكد وزراء بوضوح أن تعاطفهم مع قاطعي الأشجار لا مع الجماعات الأصلية التي تعيش في الغابة.

وتتهم منظمات بيئية حكومة بولسونارو بالتقاعس عن حماية الغابات من الزحف البشري، معتبرة أن سياساته التنموية شجعت المزارعين على إزالة الغابات من أجل زراعة المحاصيل وتربية الماشية بهدف الاستثمار.

الجدير بالذكر، أن منطقة غابات الأمازون، تساوي حوالي نصف مساحة الولايات المتحدة الأمريكية، وتعد أضخم غابات مطرية على كوكب الأرض.