الحرب التجارية مع الصين وإيران وحرائق الأمازون.. تتصدر خلافات الدول السبع الكبرى

الحدث الأحد ٢٥/أغسطس/٢٠١٩ ١٣:١٧ م
الحرب التجارية مع الصين وإيران وحرائق الأمازون.. تتصدر خلافات الدول السبع الكبرى

وكالات

يفتتح قادة دول مجموعة البلدان الصناعية السبع الكبرى قمة في بياريتس يتابعها بدقة الرأي العام العالمي الذي ينتظر منهم حلولا عملية للأزمات التي تهز العالم من الحرب التجارية إلى إيران وحرائق الأمازون.

وفرضت حرائق غابة الأمازون الهائلة نفسها في اللحظة الأخيرة كقضية رئيسية على جدول الأعمال في اليوم الأول من القمة، كما يحدث في بعض الأحيان في بعض اللقاءات الدولية.
وستكون هذه الكارثة البيئية على جدول أعمال المناقشات في العشاء الذي سيحضره الرئيسان الفرنسي والأمريكي إيمانويل ماكرون ودونالد ترامب، والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورؤساء الحكومات البريطاني بوريس جونسون والإيطالي جوزيبي كونتي والياباني شينزو آبي والكندي جاستن ترودو.
وأعلنت الرئاسة الفرنسية أن «مبادرات عملية» لمكافحة الحرائق «يمكن أن تتحقق» خلال القمة، مطالبة بجعل هذه «الأزمة الدولية» أولوية للقمة.
وقد تكون هذه المناقشات حساسة بعدما اتهم ماكرون الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو بأنه «كذب» بشأن تعهداته حول المناخ و»بعدم التحرك» في مواجهة هذه الحرائق التي تدمر منذ أيام «رئة العالم».
وأثارت انتقادات ماكرون استياء ترامب الذي يعد بولسونارو من أبرز مؤيديه على الساحة الدولية. من جهتها، عبرت برلين عن تحفظات بعدما أعلنت باريس أنها ستعرقل مشروع اتفاق تجاري بين السوق المشتركة لأميركا الجنوبية (ميركوسور) والاتحاد الأوروبي، وهي قضية سيتطرق إليها ماكرون وميركل في لقاء ثنائي.

مواقف ترامب
ينتظر آلاف الدبلوماسيين والصحافيين الحاضرين في بياريتس موقف الرئيس الأمريكي الذي لا يمكن التكهن بسلوكه، من القضايا الخلافية الأخرى.

وقبل أن يتوجه إلى القمة بدا الرئيس الأمريكي متفائلا. وقال للصحافيين «أعتقد أن ذلك سيكون مثمرا للغاية».
لكنه لوح بفرض رسوم جمركية على واردات النبيذ الفرنسي ردا على فرض رسوم فرنسية على المجموعات الأمريكية العملاقة في قطاع التكنولوجيا.
وقال «لا يعجبني ما فعلته فرنسا». وقال «لا أريد أن تفرض فرنسا رسوما على شركاتنا. إنه أمر جائر جدا. إذا فعلوا ذلك فسنفرض رسوما على نبيذهم.. رسوم لم يروا مثلها من قبل».
وشدد ترامب في الوقت نفسه على أن «علاقته جيدة جدا» مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
ولم يعرف ما إذا كان سيقوم بتشجيع جونسون الذي يشيد بمؤهلاته، على ترجيح بريكست بلا اتفاق. وسيكون اللقاء الثنائي بينهما من أهم محطات القمة.
وقال البيت الأبيض أن ترامب «متحمس جدا» لفكرة مناقشة إبرام اتفاق للتبادل الحر بين البلدين في المستقبل. ويبدو أن الحوار بين القادة سيكون ساخنا بشأن فرض رسوم على المجموعات العملاقة للانترنت وإنعاش الاقتصاد العالمي والخلافات التجارية بين بكين وواشنطن غداة تبادلهما فرض رسوم جمركية. وبشأن الملف النووي الإيراني، سيبلغ ماكرون ضيوفه بمضمون لقائه مع وزير الخارجية محمد جواد ظريف الذي رأى في مقابلة مع وكالة فرانس برس أن مقترحات باريس لحلحلة الأزمة مشجعة. وفي مواجهة هذه القضايا الراهنة الكثيرة، سيحاول المنظمون الفرنسيون الدفع قدما بملفات أخرى مثل مكافحة اللامساواة والتعليم في إفريقيا وحماية المحيطات.
ويأمل المنظمون في التوصل إلى «مبادرات ملموسة» مع القادة المدعوين مثل رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ورؤساء ست دول إفريقية.

تعبئة للمعارضين
في مدينة بياريتس ومحيطها في بلاد الباسك تمت تعبئة 13 ألف شرطي ورجل أمن لضبط الأمن خلال انعقاد القمة.

واستعدادا للقمة، تحولت مدينة بياريتس وبلاد الباسك في جنوب غرب فرنسا بعدما هجرها السياح وانتشر فيها أكثر من 13 ألف شرطي ودركي، إلى حصن لاستقبال القمة بينما يثير تجمع لمعارضين مخاوف من أعمال عنف.
وأعلنت السلطات الفرنسية توقيف 17 شخصا وإصابة أربعة شرطيين بجروح طفيفة مساء الجمعة خلال مواجهات بين متظاهرين وقوات الأمن قرب مخيّم معارضين للقمة في أورونيي في جنوب غرب فرنسا.

والخلاف مع الصين
تبادلت الولايات المتحدة والصين فرض رسوم جمركية عقابية ما زاد من حدة حرب تجارية بين أقوى اقتصادين في العالم، باتت تهدد الاقتصاد العالمي برمته.

فقد زادت بكين الرسوم على بضائع أمريكية بقيمة 75 بليون دولار ردا على زيادة الولايات المتحدة الرسوم على بضائعها في الأول من أغسطس. وما كان من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الا ان رد بالإعلان عن زيادة جديدة في الرسوم على سلع صينية بقيمة اجمالية تبلغ 550 بليون دولار.
وأثار إعلان ترامب عن زيادة الرسوم الشكوك في فرص التوصل إلى تسوية سريعة في الحرب التجارية بين القوتين الاقتصاديتين، والتي ستشمل بحلول نهاية العام جميع الواردات والصادرات المتبادلة بين البلدين تقريبا.
واتهم ترامب الصين ب»استغلال الولايات المتحدة في مجال التجارة وسرقة الملكية الفكرية وأمور أخرى كثيرة». وقال «يجب علينا تحقيق التوازن في هذه العلاقة التجارية غير المتكافئة».
وأعلن ترامب قراراته عبر سلسلة تغريدات كشفت عن زيادة الرسوم من 25 % الى 30%، على بضائع صينية بقيمة 250 بليون دولار بدءا من الأول من اكتوبر. كما زاد رسوما على بضائع بقيمة 300 مليون دولار كانت محددة ب10 %ومقررا أن تدخل حيز التنفيذ في الأول من سبتمبر، لتصبح 15 %. وقال ترامب «ما كان يجب على الصين أن تفرض رسوما جديدة على بضائع أمريكية بقيمة 75 بليون دولار (لدوافع سياسية!)».
وبينما عملت بكين لمدة ثلاثة أسابيع على الاعداد لردها برفع الرسوم، احتاج ترامب إلى أقل من عشر ساعات ليرد باجراءات انتقامية.
وتثير هذه التبدلات السريعة قلق الشركات الأمريكية التي يعتمد الكثير منها على الصين للتصنيع او للحصول على بضائع جاهزة.
وقال ديفيد فرانش من الاتحاد الوطني لتجار البيع بالتجزئة «من المستحيل على الشركات أن تخطط للمستقبل في مثل هذه البيئة». وأضاف «من الواضح أن مقاربة الإدارة لا تؤتي ثمارها، والرد ليس في فرض المزيد من الضرائب على الشركات والمستهلكين الأمريكيين. الى اين سيؤدي بنا هذا؟».

أمر بالمغادرة
جاء هذا التصعيد عشية قمة مجموعة السبع في فرنسا، حيث من المتوقع أن يناقش ترامب التوتر مع الاوروبيين وكندا واليابان، الناتج ايضا عن الرسوم الجمركية.

وأدت هذه المواجهات التجارية الى تباطؤ النمو الأمريكي وأوهنت الاقتصاد العالمي. كما ان التهديد الماثل بحصول تدهور خطير تسبب بتراجع البورصات بشكل حاد. فقد تراجع مؤشر داو أكثر من 600 نقطة، أي 2,4 %، فيما خسر مؤشر داكس الألماني أكثر من 1 بالمئة.
وناشد ترامب الشركات الأمريكية عبر تويتر قائلا «نأمر شركاتنا الأمريكية العظيمة أن تبدأ على الفور في البحث عن بديل للصين، بما في ذلك إحضار شركاتها إلى الوطن لصنع منتجاتها في الولايات المتحدة».
وتابع «لسنا بحاجة إلى الصين، وبصراحة، سنكون في وضع أفضل من دونها».
ولم يكن واضح على أي صلاحيات يعتمد ترامب في طلبه ذلك من الشركات الخاصة.
وحضت غرفة التجارة الأمريكية الطرفين على العودة الى طاولة المفاوضات لايجاد مخرج. وقال مايرون بريليانت رئيس الشؤون الخارجية في الغرفة «نشاطر الرئيس شهوره بالاحباط لكننا نعتقد ان الحوار المستمر والبنّاء هو الطريق الصحيح للمضي قدما».

الصين ترد
ستشمل الرسوم العقابية الصينية نحو خمسة آلاف سلعة أمريكية، وهي موقتة لتتزامن مع الرسوم الأمريكية الجديدة التي من المقرر أن تبدأ على دفعتين في الأول من سبتمبر و15 ديسمبر، وفق مكتب الرسوم في مجلس الدولة الصيني.

وأعلنت بكين ايضا انها ستعيد فرض رسوم بقيمة 25 بالمئة على السيارات الأمريكية و5% بالمئة على قطع السيارات ايضا اعتبارا من 15 ديسمبر. وكانت الصين قد ألغت هذه الرسوم مطلع العام الجاري كبادرة حسن نية خلال المفاوضات التجارية.
وفرض ترامب رسوما على بضائع صينية بقيمة 250 بليون دولار، بالاضافة الى 300 بليون دولار يتوقع أن تستهدفها الرسوم في الجولات المقبلة.
وردت بكين برسوم على بضائع أمريكية بقيمة 110 بليون دولار، أو الى حد ما كامل ال120 بليون دولار من السلع الاميركية التي استوردتها العام الفائت.
وقالت وزارة التجارة الصينية ان زيادة 10 % ستطال منتجات الكركند وأرجل الدجاج المثلجة وزبدة الفستق و914 سلعة اخرى بدءا من الأول من سبتمبر.
أما فول الصويا والنفط الخام وسلع متعلقة بالطاقة فستطالها زيادة 5 %، فيما ستكون الزيادة على عصير المانغو الأمريكي والحافلات الكهربائية والمنتجات الكيماوية 10 % في ديسمبر. وستفرض على الطائرات االصغيرة والمضخات اليدوية ستفرض عليها رسوم بنسبة 5 %.