لتنمية الايرادات الذاتية.. جامعة السلطان قابوس تتجـه إلى الاستثمار

مؤشر الخميس ١٢/سبتمبر/٢٠١٩ ١٢:٥٤ م
لتنمية الايرادات الذاتية.. جامعة السلطان قابوس تتجـه إلى الاستثمار

مسقط - الشبيبة

محمد البلوشي: الجامعة تصبو في رؤيتها للاستثمار إلى استطاعتها تمويل وتغطية بعض مصاريفها ذاتيًا في المستقبل القريب.
تمتلك الجامعة أصولًا ثابتة ومنقولة في أغلب محافظات السلطنة ويمكن استغلالها استثماريًا.
نسعى إلى تجاوز الأوضاع الاقتصادية الحالية وخلق فرص استثمارية بالشراكة مع بعض القطاعات الأقل تأثراً بالأزمة.

تولي جامعة السلطان قابوس أهمية كبيرة للاستثمار المالي لما له من دور أساسي في تنمية الدخل، وما لذلك من أثر مستقبلي بالغ في دعم أسس التطوير العلمي والبحثي. لذا فقد قامت الجامعة بالسعي الدؤوب لتوفير مناخ ملائم وتقديم الحوافز والتسهيلات بمختلف أنواعها لتشجيع الاستثمار وتحقيق الاعتماد على الذات. وانطلاقاً من هذا التوجه تأسست دائرة الاستثمار والدخل بجامعة السلطان قابوس عام 2009م برؤيةً تتمثل في تعزيز وتطوير الإيرادات الذاتية الحالية مع استحداث مصادر دخل جديدة متنوعة. محمد بن رمضان البلوشي مدير دائرة الاستثمار والدخل في جامعة السلطان قابوس يتحدث في هذا الجانب عن الاستثمار في الجامعة.

في طور البداية
يقول محمد بن رمضان البلوشي «كان أغلب أعمال دائرة الاستثمار والدخل بالجامعة ينصب في إدارة بعض المنافذ الموجودة في الجامعة وهذه المنافذ لا تُعتبر استثمارًا حقيقيًا، وعند اعتماد نظم ولوائح الاستثمار في أغسطس 2017م بدأت الدائرة في العمل على تفعيل ما من شأنه النهوض بالاستثمار والبحث عن الفرص الاستثمارية، حيث أن عجلة الاستثمار الحقيقي ما زالت في طور البداية»، مشيرًا إلى أن الجامعة تصبو في رؤيتها للاستثمار إلى استطاعتها تمويل وتغطية بعض مصاريفها ذاتيًا في المستقبل القريب.

لائحة الاستثمار الجديدة
تم اعتماد لائحة الاستثمار بمباركة من مجلس الجامعة في أغسطس 2017م، ويوضح محمد البلوشي أن هذه اللائحة تضمنت المواد والقواعد التي تنظم عملية الاستثمار وتحدد شروطه وأهدافه، ومن ضمنها تشكيل لجنة رئيسية للإشراف على الاستثمار برئاسة سعادة الدكتور علي بن سعود البيماني رئيس الجامعة، بالإضافة إلى تشكيل لجنتين فرعيتين للاستثمار تُعنيان بإدارة ومتابعة المشاريع الاستثمارية. كما توضح اللائحة المجالات المتاحة للاستثمار.

مشاريع ناجحة
وعن المشاريع الناجحة التي تم تنفيذها في الجامعة حتى الآن يقول محمد البلوشي «تتمثل أهم المشاريع الناجحة في استثمار جزءٍ من أرض الجامعة (الحرم الجامعي) لتشييد محطة تعبئة وقود متكاملة الخدمات ومركزٍ تجاري مصاحبٍ للمحطة بالشراكة الاستراتيجية مع شركة النفط العمانية للتسويق يخدم منسوبي الجامعة والمجتمع المحيط وذلك على مساحة 10 آلاف متر مربع بالقرب من دوار الخوض السادسة، بالإضافة إلى تأسيس أذرع استثمارية متمثلة في المؤسسة الاستهلاكية الطلابية وشركة بيت الخبرة للمشاريع المتكاملة والتجارة واللتان تهدفان إلى استثمار إمكانات الجامعة لزيادة الدخل، كذلك شراء المؤسسة الاستهلاكية الطلابية نسبة من أسهم شركة كالا العالمية والتي تقوم بتنفيذ بعض المشاريع الاستراتيجية في السوق المحلي في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات، كما تم تشييد المركز التجاري بالجامعة بالشراكة مع بنك مسقط والذي كان باكورة الاستثمارات التي قامت بها الجامعة بالشراكة مع القطاع الخاص، وأيضاً يوجد مركز عمان للتقنية الحيوية البحرية والذي يمثل الذراع الاستثماري للجامعة في مجال التقنية الحيوية البحرية الدقيقة من خلال القيام بأبحاث علمية في علوم الأحياء البحرية والثروة السمكية بالتعاون مع باحثين أكاديميين وشركاء صناعيين من السلطنة وخارجها».

موارد داعمة للرؤية الاستثمارية
ويعدد البلوشي الموارد البشرية والمادية التي تستغلها الجامعة في رؤيتها الاستثمارية، مشيرًا إلى الأكاديميين والفنيين في الجامعة ذوي الكفاءة المتميزة والإنتاجية العالية، بالإضافة إلى ما تمتلكه الجامعة من مختبرات علمية مجهزة بأحدث الأجهزة والمعدات التي تستخدم في العملية التعليمية والبحثية، إذ تقوم الجهات الخارجية من شركات ومصانع بالاتفاق مع الجامعة لعمل بحوث معملية ودراسات تخصصية في مجالات مختلفة بالاستعانة بهذه الموارد والإمكانيات التي لا تتوفر في السوق المحلي، كما تمتلك الجامعة أصولًا ثابتة ومنقولة في أغلب محافظات السلطنة ويمكن استغلالها استثماريًا والتي ستحقق أهداف الجامعة الأكاديمية والبحثية وخدمة المجتمع في المستقبل.

الجامعة.. والوضع الاقتصادي العام
ويعلق البلوشي على الوضع الاقتصادي العام قائلًا «لا يخفى على أحد بأن الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها المنطقة والعالم منذ فترة لها آثار سلبية على التنمية الاقتصادية بشكل عام، إلا أننا نسعى إلى تجاوز هذه الأوضاع وخلق فرص استثمارية بالشراكة مع بعض القطاعات الأقل تأثراً بالأزمة، مثال على ذلك مشروع محطة الوقود متكاملة الخدمات.

كما أننا نعمل على استقطاب مستثمرين محليين وإقليميين من أجل إقامة شراكات استراتيجية لتنفيذ مشاريع في مجالات مختلفة تحقيقاً لأهداف الجامعة الأكاديمية والبحثية وخدمة المجتمع».

صورة الاستثمار الجامعي الحقيقية
وعن أسباب عدم الإعلان عن صورة حقيقية للاستثمار الجامعي يقول محمد البلوشي «نحن لا نريد الاستعجال في الإعلان عن الاستثمارات كون أن بعض المشاريع بحاجة إلى دراسة سوقية متأنية خاصة مع الأوضاع الاقتصادية والسياسية المتقلبة والغير مستقرة في المنطقة بشكل عام»، ويضيف «نأمل في القريب العاجل الإعلان عن هذه الاستثمارات والتي تعكف إدارة الجامعة حالياً على إعداد دراسات الجدوى لبعض المشاريع الاستراتيجية من خلال فرق العمل واللجان المختصة».

التعاون الاستثماري
ويشير البلوشي إلى أن هناك تعاون فيما بين الجامعة وبعض الجهات والمؤسسات الحكومية فيما يتعلق بالاستثمار وتبادل الخبرات الذي من شأنه أن يفيد جميع الأطراف المعنية في النهوض بالاستثمار في القطاع الحكومي.

ويقول «توجد زيارات متبادلة بيننا وبين عدة جهات حكومية سعياً منا للاستفادة من خبراتهم في تنفيذ المشاريع الاستثمارية لا سيما التطوير العقاري، لأن هذه المؤسسات قد بدأت في الاستثمار قبل الجامعة بفترة طويلة».

الجامعة ملجأً بحثيًا
وحول استغلال قدرات الجامعة البحثية والعلمية في الاستثمار الجامعي يوضح البلوشي «الجامعة مناراً علمياً وملجأً بحثياً للعديد من الجهات الخارجية للاستفادة من إمكاناتها البحثية والعلمية ومواردها البشرية، حيث تقدم الجامعة من خلال طاقمها الأكاديمي والبحثي الدراسات والبحوث لهذه الجهات» مؤكدًا أن استغلال هذه الموارد استثماريا يُحقق أهداف الجامعة.

مشروع جديد في الربع الأخير من العام الحالي
حول مشروع محطة الوقود المتكاملة الخدمات يقول محمد البلوشي «هذا المشروع حيوي يخدم منتسبي الجامعة والمجتمع المحيط بالحرم الجامعي، حيث يحتوي على جميع الخدمات التي تحتاجها المركبات ومستخدمي الطريق مع خدمة الـــــتزود بالوقــــــود ومنفذ التسوق السريع بالطبع، وستكون المرحلة الثانية من المشروع إنــــشاء مركز تجاري مصاحب يحتوي على سلسلة من المطاعم ذات الصبغة العالمية وبعض المنافذ الخدمية الأخرى»، مشيرًا إلى أنه سوف يتم افتتاح هذا المشروع في الربع الأخير من العام الحالي.

العام الأول لمدرسة صرح الجامعة
شركة بيت الخبرة للمشاريع المتكاملة والتجارة تم تأسيسها في نهاية عام 2017م لتكون الذراع الاستثماري للجامعة، حيث يوضح البلوشي أن الهدف من تأسيسها كان استثمار الأصول الثابتة والمنقولة لتحقيق أهداف الجامعة الاستثمارية والتقليل من الاعتماد على موازنة الحكومة، وقد بدأت الشركة أعمالها بشراء مدرسة صرح الجامعة الخاصة والتي بدأ تسجيل الطلبة فعلياً فيها للصفوف من الأول إلى الثالث، وسوف تتوسع المدرسة في إضافة الصفوف العليا تباعاً في السنوات القادمة.
وحول مدرسة صرح الجامعة يقول البلوشي «لقد اعتمدت المدرسة المنهج (البريطاني كمبرج) في العملية التعليمية وهو منهج معتمد دولياً، وسوف يتم البدء بعدد (150) طالب في السنة الأولى متوزعين على المراحل الصفية الثلاثة، وسيقوم على تدريس الطلبة نخبة متميزة عالية الكفاءة من أعضاء هيئة التدريس». مشيرًا إلى بعض المشاريع الاستراتيجية في مرحلة دراسة الجدوى، ومنها في مراحل متقدمة والتي سيتم الاعلان عنها في الوقت المناسب.

استثمارات خارج الحرم الجامعي
يوضح البلوشي أن الجامعة بإمكانها الاستثمار خارج نطاق الحرم الجامعي، حيث تمتلك مجمــــــوعة من الأراضي متنوعة الاســـــتخدامات في أغلب محافظات السلطنة. ويضيف «تقدم بعض المستثمرين من داخل السلطنة وخارجها لاستثمار هذه الأراضي في مشاريع متنوعة، وتقوم الجهات المعنية بالجامـــــعة بدراسة هذه العروض من جميـــــع النــــــواحي لرفعها إلى اللجنة الرئيسية للاستثمار لاتخاذ القرار المناسب».

فائدة الاستثمار للمجال البحثي
في ختام حديثه يذكر محمد بن رمضان البلوشي مدير دائرة الاستثمار والدخل في جامعة السلطان قابوس أن «العديد من شركات القطاع الخاص تلجأ إلى الجامعة لعمل بحوث ودراسات في بعض المجالات المرتبطة بأعمالها، حيث تقوم الجامعة من خلال الكليات المختلفة والمراكز البحثية الموجودة بالجامعة بالاتفاق مع هذه الجهات لعمل هذه البحوث والدراسات حسب متطلبات هذه الجهات بمقابل مادي تستفيد منه الجامعة سواء من خلال تمويل هذه المشاريع أو في شراء أجهزة ومعدات حديثة تستفيد منها الجامعة عند انتهاء هذه المشاريع، وهو ما نطلق عليه ريع المشاريع البحثية».