الدهاء اللغوي في صياغة قرارات مجلس الأمن (2)

مقالات رأي و تحليلات الخميس ١٢/سبتمبر/٢٠١٩ ١٣:٢٦ م
الدهاء اللغوي في صياغة قرارات مجلس الأمن (2)

سعدون بن حسين الحمداني

أبرز علامات الترقيم « 2»

(.)/‏(؟)/‏ (،) /‏ (...) /‏ (؛) /‏ (:) /‏ (-) /‏ ( )

إن قرارات مجلس الأمن ذات مغزى سياسي ومنطق فلسفي ولغوي راقٍ جدًا ، و أهداف المجلس هي الحفاظ على السلم الدولي، وحل النزاعات، وفرض احترام القانون الدولي للوصول إلى هدف معين من قبل الجهة المستفيدة من إصدار هذا القرار أو ذاك. لأن كثيرًا من القرارات التي تصاغ قادرة على أن تجعل من السم عسلاً ، من خلال التلاعب في الصيغة والمفردة وتركيبة الجملة والأفعال والصفات المركبة وغيرها.

إن سلسلة هذه المقالات تخص بالدرجة الأولى القانون الدولي من الناحية اللغوية فقط ؛ فلن أتطرق فيها إلى المغزى السياسي أو المساس بصلب وجوهر القرار وموضوعه وإنما فقط التحليل اللغوي والدهاء في صيغته والمصيدة لأعضاء الدول لمن لا يعرف نظرية التحليل اللغوي ؛ لأن كثيرًا من القرارات التي تصاغ قادرة على أن تجعل من السم عسلاً ، من خلال التلاعب في الصيغة والمفردة وتركيبة الجملة والأفعال والصفات المركبة وغيرها.
ومقال اليوم هو: أبرز علامات الترقيم (الجزء االثاني ) سوف نتطرق بإيجاز إلى علامات الترقيم، وقبل التطرق إلى بقية العلامات نأخذ مثال آخر ، وهو القرار 687 الصادر في 3 نيسان (أبريل) عام 1991 بشأن ( العراق والكويت) الفقرة الخامسة والصادر من مجلس الأمن: ((يطلب إلى الأمين العام أن يقدم في غضون ثلاثة أيام إلى المجلس للموافقة، وبعد التشاور مع العراق والكويت، تم وضع خطة للوضع الفوري لوحدة مراقبين تابعة للأمم المتحدة لمراقبة خور عبد الله ومنطقة منزوعة السلاح، تنشأ بموجب هذا تمتد مسافة عشرة كيلومترات داخل العراق وخمسة كيلومترات داخل الكويت من الحدود المشار إليها في «المحضر المتفق عليه بين دولة الكويت والجمهورية العراقية بشأن استعادة العلاقات الودية والاعتراف والأمور ذات العلاقة» ؛ لردع انتهاكات الحدود من خلال وجودها في المنطقة المنزوعة السلاح ومراقبتها لها؛)).

وتحليل بسيط لهذه الفقرة نجد بأنها احتوت على الفاصلة ثلاث مرات /‏ قوس مرة واحدة /‏ الفاصلة المنقوطة مرتين، وأن هذا القرار متكون من جملة أمرية واحدة مركبة لا يمكن إلغاء أية فقرة أو سطر أوصفة او فعل لكون الجملة واحدة وإن كان طولها أكثر من 100 سطر بحدود أربع صفحات( A 4) وهو أصل القرار.

ونتطرق الآن بإيجاز إلى ما تبقى من علامات الترقيم التي تلعب دوراً لغويا وقانونيا في صيغة ومنطق القرار وهي تنبه القارئ كما يلي:
** الفاصلة المنقوطة يرمز لها (؛): تربط بين جملتين، تستطيع كل منهما الوقوف بذاتها. توضع بين جملتين بحيث تكون إحداهما سبباً في حدوث الأخرى.
** علامة الاقتباس ويرمز لها: ( « « ) توضع بين الكلام المنقول
النقطتان المتعامدتان يرمز لها بالرمز (:) : تنبه القارئ إلى أن هناك تفاصيل سوف تتبع، سواء كانت الجملة مكتملة لغوياً أم لا.
** الشرطة أو الشرطتان يرمز لها (-): تفصل بين ركني جملة، بحيث تأتي بعد الركن الأول، ويقوم الركن الثاني بوظيفة التأكيد والشرح.
** القوسان يرمز لهما ب ( ) : يُستخدمان في وسط الكلام لتوضيح جزء من الكلام أو تفسيره. يحتويان على جملة اعتراضية أو تعليق أو إشارات .
** النقاط الثلاث المتتالية يرمز لها (...) : تنبه القارئ إلى وجود حذف في النص في حال كان النص مقتبساً بشكل مباشر. تنوب عن عبارة أو كلمة أصبحت معروفة لدى القارئ، أو يمكن للقارئ إدراكها بشكل تلقائي.
وهناك علامات ترقيم أخرى لا مجال للخوض فيها والتي تستخدم في البحوث والمواد العلمية.

المراجع: ديوان العرب/‏ مجلس الأمن /‏

رسالة ماجستير تحليل قرارات مجلس الأمن
دبلوماسي سابق