فن الفسيفساء برؤى معاصرة في معرض ثنائي بالجزائر

مزاج الاثنين ١٦/سبتمبر/٢٠١٩ ١٥:٤٣ م
فن الفسيفساء برؤى معاصرة في معرض ثنائي بالجزائر

مسقط – العمانية

تُشارك الفنانتان التشكيليتان، رفيقة خيار ونوال شوان، في معرض ثنائي يحمل عنوان "فسيفساء.. أشكالٌ ومواد"، يقام بالجزائر
العاصمة وتستمرُّ فعالياته إلى غاية 3 أكتوبر المقبل.

ويضمُّ المعرض أعمالاً مختلفة من توقيع الفنانتين، حيث تحمل اللّوحاتُ بصمات فريدة تشكّلت، على مدى سنوات من العمل والاجتهاد، سواء على مستوى الأشكال أم المواد التي استخدمتها الفنانتان لإثراء مواهبهما وتوشيح أعمالهما.

وتؤكد التشكيلية رفيقة خيار، وهي مربية متقاعدة، لوكالة الأنباء العمانية، أنّ لوحاتها تعتمد أساساً على استخدام مواد مختلفة، أهمُّها الزجاج، والرخام، والجلد، والخشب، وذلك بهدف إنجاز أعمال فسيفسائية برؤى حديثة.

وتُضيف أنّ بداية علاقتها بعالم الفن تعود إلى سنة 2001؛ ولمّا خرجت بأعمالها إلى الجمهور الواسع سنة 2017، استطاعت أن تحظى بإعجاب وتشجيع كبيرين، وهذا ما دفعها إلى بذل مجهود أكبر من أجل تطوير قدراتها الفنيّة والإبداعيّة.

ويبدو من خلال الأعمال المعروضة لهذه التشكيليّة، والتي تجاوزت 10 لوحات، أنّ المواضيع المفضّلة لديها تنحصر في تشكيل زرقة البحر، أو إعادة رسم تفاصيل بعض المنارات القديمة التي تهتدي بها السفن، وأحياناً رسم أجزاء من حيّ القصبة العتيق، وذلك باستخدام قطع من الزجاج الملوّن والمحار والرخام.

أمّا تجربة الفنانة نوال شوان، فلا تختلفُ كثيراً عن زميلتها، من ناحية ولعها بالتجريب وانفتاحها على أساليب مبتكرة. وقد استفادت هذه الفنانة من ظروف نشأتها بين ظهراني أسرة مكوّنة من عدد من الحرفيين والحرفيات.

كما أنّ زيارتها إلى متحف جميلة، شرق الجزائر، وعدد من المواقع الأثرية الأخرى، ولّدت لديها تعلُّقاً شديداً بفن الفسيفساء.
وتمتاز أعمال شوان بمستوى إبداعي متعدّد الأبعاد، حيث يظهر ذلك، بشكل جليّ، في عملية جمع المواد، وتقطيعها، واختيار الألوان الملائمة والأشكال المستخدمة في اللّوحة الفسيفسائية، والتحكُّم بالضوء.

وتندرجُ كلُّ هذه العوامل، التي تُعدُّ سمة أساسية في مجمل أعمالها، ضمن نطاق نظرة شاملة للفن عموماً، ولفن الفسيفساء على وجه الخصوص، تنطلق منها الفنانة نوال شوان، وتعتبرها ضرورة لتطوير هذا الفن، سواء تعلّق الأمر بأشكاله، أم بالمواد
المستخدمة فيه، وهذا من أجل أن ينخرط في أجواء الفنون المعاصرة، ولا يبقى حبيس الماضي وسياقاته القديمة.

وتستمدُّ هذه الفنانة عناصر فرادتها أيضاً من أسلوبها الذي يستلهم أجواءه من عوالم الطبيعة، فضلاً عن عوالم متخيّلة، أهّلتها، في أكثر من مرة، للفوز بجوائز وطنية ودولية.