بمشاركة 4 ملايين شاب.. شباب العالم يحتشدون تأييدا لـ "مناخ نظيف"

الحدث الأحد ٢٢/سبتمبر/٢٠١٩ ١٢:٠١ م
بمشاركة 4 ملايين شاب.. شباب العالم يحتشدون تأييدا لـ "مناخ نظيف"

الشبيبة - وكالات

شاركت أعداد هائلة من الشباب والطلاب في مختلف أنحاء العالم في الإضراب المدرسي الجمعة لكي يطلبوا من قادة العالم التحرك من أجل المناخ، في زخم شبابي ستستفيد منه الأمم المتحدة اعتبارا من السبت مع انعقاد قمة الشباب حول المناخ.

من ملبورن مرورا ببانكوك وكمبالا وبرلين وصولا الى سان فرانسيكسو ومدن صغيرة في افريقيا أو أميركا الجنوبية، نزل الشباب إلى الشوارع سواء في مجموعات من عشرات الأشخاص أو مواكب حاشدة اكتظت بها المدن، مرددين نفس الشعارات، يجمعهم الغضب نفسه في مواجهة عدم تحرك صانعي القرار.

لم يشهد العالم أبدا مثل هذه التعبئة الشبابية من اجل المناخ.

وقال منظمو هذا التحرك "فرايديز فور فيوتشر" انهم احصوا تجمعات في 160 دولة واكثر من 5آلاف مدينة وقرية بمشاركة 4 ملايين شاب الى جانب الكثير من الاشخاص الأكبر سنا والعديد من النقابات والشركات التي انضمت الى التحرك.

وسجلت أكبر التظاهرات في استراليا وبرلين ولندن ونيويورك وسان فرانسيسكو لكن في كل القارات حملوا لافتات داعية الى حماية الارض.

وقالت الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ (16 عاما) في مقابلة مع وكالة فرانس برس في نيويورك "يقولون اننا كسولون ولا نريد القيام بشيء ولا نريد التحرك. لكن حين نحاول التعبير عن قلقنا يستهزئون بنا أيضا ويقولون انه يجب عدم الاستماع لنا لاننا لا نعرف شيئا، بالتالي التوازن صعب جدا".

والشابة السويدية التي ينسب اليها اطلاق هذه الاضرابات السنة الماضية في ستوكهولم تتم دعوتها الى كل مكان، فقد التقت الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما وبرلمانيين اميركيين في واشنطن هذا الاسبوع وستفتتح السبت قمة الشباب حول المناخ في الامم المتحدة مع ناشطين آخرين.

دعت الامم المتحدة الى هذه القمة نحو 500 من الناشطين الشباب من مختلف انحاء الارض.

وتعقد قمة خاصة حول المناخ غدا الاثنين بدعوة من الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش بمشاركة نحو ستين رئيس دولة وحكومة ينتظر ان يلقوا كلمات لعرض خططهم من أجل خفض الغازات ذات مفعول الدفيئة.
وستشارك غريتا تونبرغ في القمتين.

وقالت في نيويورك وسط تصفيق الحاضرين "التغيير يأتي، شاؤوا أم أبوا".

في كل انحاء العام ندد المتظاهرون ومعظمهم من الشباب بعبثية الانتظار عشر او عشرين او ثلاثين سنة لكي يصل جيل جديد الى السلطة ويتخذ خطوات، في حين يقول الخبراء ان التحرك حينذاك سيكون متأخرا جدا.

في بانكوك قالت ليلي ساتيدتانسارن 12 عاما التي اطلق عليها اسم غريتا تونبرغ-تايلاند بسبب تحركها لمكافحة استخدام البلاستيك :"نحن المستقبل ونستحق ما هو أفضل".

وقالت سييرا ميلوي 17 عاما في نيويورك :"بالنسبة لي التظاهر ليس خيارا، انه ضروري".

في اميركا اللاتينية نزل آلاف الاشخاص الى شوارع المكسيك وكولومبيا وغواتيمالا وحتى البرازيل حيث واجه الرئيس خافيير بولسونارو انتقادات بسبب ادارته لازمة حرائق غابات الامازون.

ودعا الامين العام للامم المتحدة الى القمتين لتسريع العملية التي أطلقها اتفاق باريس الموقع من قبل 195 دولة في 2015.

وقال غوتيريش امام صحافيين في مقر الامم المتحدة الجمعة "من الواضح اننا متأخرون" مضيفا "التحديات كثيرة وما زلنا نواجه مشكلة كبيرة مع الكربون في آسيا".

وأضاف "لكن تحقق تسارع مثير للاهتمام في الاشهر الفائتة " قائلا : "نرى الآن ان المناخ أصبح مسألة انتخابية".

ويؤدي تكاثر الظواهر الطبيعية الخطيرة المرتبطة بالاحتباس الحراري إلى زيادة الشعور بضرورة التحرك. وفي إسلام ابام كتب على لافتة "أنا أكيد أنّ الديناصورات كانوا يعتقدون أيضاً أنّ أمامهم وقت".

وفي كامبالا، عاصمة اوغندا الواقعة قرب بحيرة فيكتوريا، أكبر بحيرات افريقيا، المتأثرة ايضاً بآثار التغيّر المناخي، تظاهر عدة مئات من الشبان.

وشهدت مدن أفريقية أخرى تظاهرات، مثل نيروبي وجوهانسبورغ وأكرا. وقالت منظمة المسيرة في غانا، الين لندسي اووكو 26 عاماً: "إذا لم نتحرك، سنخسر كوكبنا".

نظمت مسيرات ايضاً في قلب المنطقة القطبية الشمالية التي تشهد ارتفاعاً في الحرارة أكثر بمرتين من بقية العالم. وفي جزيرة سفالبارد في النروج، على بعد نحو ألف كيلومتر من القطب المتجمد الشمالي، جاب الطرقات نحو 80 شخصاً رافعين لافتات "الحرارة ترتفع هنا".

وفي المجموع، كان من المرتقب تنظيم أكثر من 5 آلاف حدث في العالم، وتوجهت غريتا تونبرغ من نيويورك حيث كانت ستشارك في المسيرة هناك، إلى آلاف المتظاهرين في السويد "نحو 8 آلاف بحسب الشرطة"عبر الفيديو، والذين تجمعوا في ساحة في ستوكهولم.

وقالت "سنضغط عليهم..أظهرنا ما نريده والآن يقع عليهم إثبات أنّهم ينصتون إلينا حقاً".