لننتخب الأكفأ من اجل عمان

مقالات رأي و تحليلات الخميس ١٠/أكتوبر/٢٠١٩ ١١:٣٨ ص
لننتخب الأكفأ من اجل عمان

عيسى المسعودي

ايام قليلة تفصلنا عن يوم الاحد 27 أكتوبر موعد انتخابات اعضاء مجلس الشورى للدورة التاسعة، ايام قليلة تفصلنا عن المشهد العماني الديمقراطي الذي ينظم كل اربع سنوات لنبعث رسالة للعالم ان التجربة العمانية في الشورى تطورت ووصلت الى مرحلة متقدمة ، ولعل الدورتين الفائتتين دليل على هذا التقدم من حيث اختيار الاعضاء والتحول التدريجي الايجابي في هذا الاختيار او من حيث عمل ودور مجلس الشورى الذي شهد نقلة كبيرة في المناقشات وفي المشاركة الايجابية في اصدار القوانين والتشريعات والرقابة ، فكان للمجلس دور كبير في هذه المجالات وبلاشك ان المواطن العماني وبعد هذه السنوات منذ تأسيس المجلس الاستشاري عام 1981 او مجلس الشورى عام 1991 ، يطمح بصلاحيات جديدة وبدور أكبر يواكب تطلعات الشعب ويواكب التحديات والمتغيرات لكي يقوم المجلس بدور اكثر فعالية مما هو عليه الان .

ان وصول اعضاء ذوي كفاءة وخبرة وعلم لقبة المجلس هو هدف وعنوان المرحلة المقبلة من مسيرة الشورى في السلطنة فوصول هذه الفئات سواء كانوا رجالا او نساء سيساهمون في تحقيق اهدافنا جميعا بإجراء التغيير وحصول المجلس على الصلاحيات الجديدة لأن الاعضاء هم الذين يصنعون الفارق بخبرتهم وعلمهم وقراءتهم الصحيحة والشاملة للمشهد العماني ككل وماتحتاجه السلطنة لتعزيز تنميتها المستدامة فكلما كان المجلس اساسه قويا ومتينا كلما استطاع ان يحقق تطلعات واحلام الشعب بايجاد الحلول الصحيحة واعطاء الرأي السليم لمختلف القضايا والمواضيع الاساسية التي تهم المجتمع ولدينا تجارب عديدة في المنطقة تؤكد ذلك وتثبت ان اختيار عضو مجلس الشورى المناسب يمثل البداية الحقيقية لانطلاقة المجلس.

ولانطلاقة اعمال اللجان المتخصصة التي تعمل فيه والتي يعد عملها من الاعمال المهمة والاساسية في نجاح المجلس والعكس ايضا صحيح فكلما كان اختيارنا لعضو مجلس الشورى السيئ او غير الكفء فإن ذلك مؤشر سلبي لعمل المجلس المستقبلي وبالتالي نحن امام الفرصة الحقيقية في الاختيار الانسب حتى لانندم بعد ذلك ونشتكي ونقول ان المجلس لايقوم بدوره الحقيقي فنحن كمواطنين من نختار العضو لذلك علينا ان نسأل انفسنا هذه الايام : هل نريد لعمان ولوطننا العزيز مجلسا قويا يمثلنا خير تمثيل او مجلسا ضعيفا لايمثل غير نفسه واعضائه ؟

انني اجزم وبنسبة كبيرة ان وعي المواطن اليوم اصبح مختلفا عن السنوات الماضية واصبح يدرك انه لامكان للمجاملات او الاختيار لاعتبارات ليست ضمن قائمة الكفاءة او الخبرة او العلم مع التقدير للجميع ، فنحن كمواطنين جميعا تهمنا مصلحة البلد ومصلحة تحقيق احلامنا جميعا واحلام اولادنا بالحصول على حياة كريمة وهذا لن يتحقق بالهروب او السلبية في عدم المشاركة في انتخاب الاكفأ بحجة ان دور المجلس بشكله الحالي لايلبي طموحاتنا فمن يقول هذا الكلام عليه ان ينظر للتغيير الذي شهده المجلس طوال السنوات الماضية فالدور تغير واختلف بفضل وجود كفاءات تم انتخابها خلال الدورات الفائتة لذلك فمسؤوليتنا جميعا ان نشارك في اختيار الافضل حتى يتحقق التغيير الذي نتمناه كما علينا ان ندرك ان مساحة العمل والحرية في المجلس حاليا اصبحت مختلفة عن السابق خاصة.

فيما يتعلق بالتشريعات والرقابة وهذه امور مهمة يمكن للاعضاء المشاركة فيها بايجابية ويكون لهم دور كبير في مراجعة القوانين المختلفة وايضا المشاركة في توجهات ورؤى الحكومة في التنمية المستدامة وايضا في مناقشة المسؤولين عن كافة الاعمال والمشاريع والخطط التي يتم تنفيذها وبلاشك ان وصول اعضاء ذوي كفاءة وخبرة الى قبة المجلس ستساهم في تعزيز دور وعمل المجلس خلال المرحلة المقبلة وهذا يتطلب منا جميعا رجالا ونساء ان نقول كلمتنا بصدق دون مجاملة او محسوبية ونختار حسب قناعتنا المبنية على نظرة مستقبلية ايجابية ومتفائلة لعمان المستقبل .

لقد تكفل القانون باعطائنا حق المشاركة واختيار الاكفأ من اعضاء مجلس الشورى وعلينا كما قلت مسؤولية المشاركة وهي ضرورية ومهمة حتى تصل رسالتنا للجميع فكما نطالب بحقنا في التعليم والصحة والكهرباء والمياه ومجالات اخرى تنعكس ايجابيا على حياتنا فإن من حق عمان علينا ان نشارك في نهضتها المباركة وهذا لن يتحقق بالكلام وانما بالمشاركة الايجابية والتصويت يوم الانتخابات لاختيار الاكفأ فالجميع مسؤول وله دور في توعية افراد مجتمعة بدأ من نفسه واسرته وذلك بضرورة المشاركة والحرص على التفاعل في يوم الانتخابات من اجل عمان ومن اجل حياة كريمة للجميع .