سمية المفرجية تنافس في "تحدي القراءة العربي"

مزاج الأحد ٢٠/أكتوبر/٢٠١٩ ١٣:٠٣ م
سمية المفرجية تنافس في "تحدي القراءة العربي"

دبي - الشبيبة

تواصل العمانية سمية بنت سامي المفرجية منافستها في برنامج «تحدي القراءة العربي»، وقد تمكنت أم النصر مامين، بطلة تحدي القراءة العربي في موريتانيا، خلال الحلقة الرابعة من برنامج تحدي القراءة العربي من البقاء في المنافسات النصف نهائية رافعة آمالها بالمنافسة على اللقب، وذلك بعد أن تغلبت على كل من المصرية رنيم سمير حمودة، والبحرينية بشرى عبدالمجيد أسيري، والسعودي فهد شجاع الحابوط، والمصرية الشيماء علي بسيوني، الذين غادروا المسابقة في حين تمكن 12 بطلاً وبطلة في العبور إلى المرحلة التالية من التصفيات النهائية سعياً وراء تتويج أحدهم باللقب على مستوى الوطن العربي.

وكانت الحلقتان السابقتان قد شهدتا دخول ثمانية أبطال دائرة الخطر، وهم: العمانية سمية بنت سامي المفرجية، المصرية رنيم سمير حمودة، البحرينية بشرى عبدالمجيد أسيري، السودانية هديل أنور الزبير، الإماراتية مزنة نجيب، الموريتانية أم النصر مامين، السعودي فهد شجاع الحابوط، والمصرية الشيماء علي بسيوني، بينما تمكن الأبطال الثمانية الآخرون من الوصول إلى دائرة الأمان مباشرة، وذلك بعد أن تم تقسيم أبطال تحدي القراءة العربي الـ16 المتوجين باللقب في 14 بلداً عربياً إلى فريقين، يتكون كل واحد منهما من 8 أبطال يتنافسون فيما بينهم على الوصول إلى المرحلة التالية من التصفيات النهائية .

وشهدت الحلقة الرابعة المذاعة أمس منافسات حامية بين الأبطال الثمانية الذين كانوا قد دخلوا في دائرة الخطر في الحلقتين الثانية والثالثة، وجرى في الحلقة إجراء تحديات بين المتسابقين تقيس لجنة التحكيم من خلالها وعلى أسس علمية دقيقة تربويا ومعرفيا مستواهم المعرفي والثقافي وقدرتهم على التعبير عن أفكارهم بطريقة جذابة وبلغة عربية سليمة.

وأكد وزير التربية والتعليم في جمهورية مصر العربية الدكتور طارق شوقي أن تحدي القراءة العربي يرسخ مكانته عاماً يعد عام باعتباره واحداً من أهم المشاريع الثقافية والمعرفية في العالم العربي، إذ يهدف إلى زيادة الوعي بأهمية القراءة لدى الطلاب، وتنمية مهارات التعلم الذاتي والتفكير التحليلي النقدي، وتحسين مهارات اللغة العربية، وزيادة القدرة على استخدامها في التعبير بطلاقة عن آراء وأفكار الطلبة، بالإضافة إلى تعزيز الوعي الثقافي لدى النشء منذ صغرهم وتوسيع آفاق تفكيرهم.

وقال إن المكانة التي وصل إليها تحدي القراءة العربي في صدارة المشهد الثقافي والمعرفي العربي تترجمه الأعداد المتزايدة للمشاركين في الدورة الرابعة الذين وصلوا إلى أكثر من 13.5 مليون طالب وطالبة من 49 دولة من العالم، وهو ما ينم عن اهتمام كبير بترسيخ أهمية القراءة على مستوى الجمهورية تماشياً مع إعلان 2019 عاماً للتعليم، واتساقاً مع فلسفة نظام التعليم الجديد الهادفة إلى حث الطلبة على تنمية مهارات التعلم الذاتي.

واعتبر أن كل المشاركين في تحدي القراءة العربي فائزون، سواء كانوا توجوا باللقب على مستوى المدارس أو الإدارات أو المديريات التعليمية أو على مستوى الجمهورية، معرباً عن فخره واعتزازه بكل من شارك في التحدي، وكذلك بكل من يقرأ أو يواظب على القراءة باعتبارها أداة للتسلح بمعارف ومهارات المستقبل.

خلق حالة إيجابية

وقال وزير التربية والتعليم في مملكة البحرين سعادة الدكتور ماجد بن علي النعيمي: إن تحدي القراءة العربي نجح عبر دوراته الأربع ومنذ انطلاقه عام 2016 في خلق حالة إيجابية من التنافس المحمود بين الطلبة العرب في ميادين العلم والمعرفة والثقافة، وهو ما شهدناه في التصفيات النهائية للتحدي سواء على مستوى المملكة أو على مستوى الوطن العربي، فالكل في هذا التحدي بطل. وأضاف أن الأعداد المتزايدة من المشاركين في تحدي القراءة العربي تؤكد أن هذا الجيل يسير في المسار الصحيح نظراً للجهود المبذولة لتنشئته على حب الكتاب، وتشجيعه على المطالعة وتوسيع المدارك، وحثه على الابتكار والإبداع والتفكير النقدي البناء.

وأكدت أمين عام تحدي القراءة العربي منى الكندي أن الطلبة الـ16 المشاركين في التصفيات النهائية لتحدي القراءة العربي هم أبطال بالفعل، لأنهم تفوقوا على أكثر من 13.5 مليون طالب شاركوا في الدورة الرابعة من تحدي القراءة العربي الهادف إلى ترسيخ قيم القراءة والمعرفة لدى الشباب والنشء العرب في الوطن العربي وخارجه. وقالت منى الكندي بأن الاهتمام المتزايد بالمشاركة في تحدي القراءة العربي من جانب الطلبة والطالبات في سلطنة عمان الشقيقة يبرهن أن السلطنة لديها أجيال واعدة تسعى للتسلح بالعلم والمعرفة، واهتمام واضح من المسؤولين والمدارس وأولياء الأمور بغرس وترسيخ عادة القراءة والاطلاع لدى النشء والشباب. وقالت إن سلطنة عمان تحظى بتمثيل مميز في التصفيات النهائية لتحدي القراءة العربي المذاعة حالياً على شاشة MBC بتواجد الطالبة سمية بنت سامي المفرجية المتوجة باللقب على مستوى السلطنة، إذ تتنافس في محافل العلم والمعرفة مع 15 بطلا وبطلة آخرين متوجين باللقب في 13 بلداً عربياً للحصول على لقب الدورة الرابعة من التحدي على مستوى الوطن العربي.

زيادة الوعي

وفي مقابلة حصرية لل «الشبيبة» قالت سمية المفرجية: إن ما دفعني للمشاركة في تحدي القراءة العربي أمران أولهما أن أطبق قول الله إقرأ لذا قرأت ولخصت وحللت ونقدت أما عن السبب الثاني فهو فجاء من مبدأ لتعارفوا فقد كان هدفي الثاني أن ألتقي بكوكبة مميزة من القراء من كافة أنحاء وطننا العربي .
وأضافت قائلة: إن مشجعي الأول على القراءة فأسرتي هي من تشتري لي الكتب وهي التي توفر لي المكان الملائم للقراءة. أما عند سؤالها عن أبرز التحديات التي واجهتها خلال مشاركتها فقالت: التحدي الأكبر في هذا العام هو صعوبة التوفيق بين الدراسة والقراءة كوني طالبة في الثانوية العامة ولكنني وبفضل من الله تمكنت من التغلب على هذا من خلال تنظيم وقتي وأيضا كنت أسترق الوقت وأخصصه للقراءة كأن أستغل وقت ذهابي وعودتي إلى المدرسة وأنا في الحافلة كذلك في الحصص التي لا تحضر فيها المعلمة لظرف ما فإنني أستغلها في القراءة.

أما عن اجابتها عن سؤال ما الذي تعلمته خلال خوضك لتجربة التحدي هذا العام فقالت: تعلمت أن لا أستسلم أبدا أبدا أبدا وأن أعيد الكرّه. وتعلمت أن أبني جسرا من أمل على نهر من يأس. وتعلمت أنه مهما تحطمت أقدامي فلن أنثني عن إقدامي. وتعلمت أن أعتمد على الله في كل شيء لأن نفسي عندما ضاقت لربها تاقت. وتعلمت أن لا أهتم بالمظهر وأسلط تركيزي على الجوهر. وتعلمت أن لا أبرر لأن التبريرات خلف الأقنعة ليست مقنعة.

وتعلمت ألا أماطل ولا أخادع وأن تكون إجاباتي تمثلني حقا وليس بالضرورة أن ترضي شخصا بعينه تعلمت أن أمد يد العون للكل وقالت المفرجية: رسالتي للمشاركين في الدورات القادمة للتحدي أن يبذلوا قصارى جهدهم لتحقيق ما يصبون اليه فعليهم أن يقدموا أفضل ما لديهم وأن يبذلوا جهدا جبارا ويسهروا ليل نهار لتحقيق حلمهم الذي يدغدغ ذواتهم ويشغل فكرهم وتفكيرهم أتمنى من الأبطال أن يكونوا خير سلف لخير خلف وأن يتركوا بصمة مميزة في التحدي كما أنني أتمنى منهم أن يتحدوا ذواتهم وأنفسهم قبل أن يتحدوا أي شخص آخر. وفي النهاية أقول كم من همة أحيت أمة وكم من خيرٍ فينا نحن العرب يكفينا بل يحيينا.

وأشارت إلى أنها وجدت المنافسة شريفة ومميزة جدا لأنني كنت أتنافس مع هامات ثقافية الأبطال ذوي خبرات سابقة وغنيين عن الوصف والتعريف. و أكتسبت منها العديد من المهارات أبرزها التحدث بطلاقة و توظيف لغة الجسد في الحديث و طرق التخلص من التوتر أثناء الإلقاء.
وقالت: كنت أود أن أجلس معهم جلسة ود نتجرد فيها كلانا من الأقنعة كنت أتمنى أن أتعرف على اللجنة فكرا وذاتا لا إنجازا كنت أتمنى أن تفيدني اللجنة من الخبرات الواسعة والعميقة التي لديها.

أما عن أصعب الأسئلة التي وجهتها لها لجنة التحكيم فقالت: بالنسبة لي لا يوجد سؤال صعب بل الصعوبة كانت تكمن في كيفية شرح الأجوبة للجنة التحكيم في وقت محدود. وعن طموحاتها المستقبلية قالت: أطمح في أن أكون عالمة نافعة لوطني وأمتي العربية عامة وأمتي الإسلامية خاصة وأن أكون ضالعة في مختلف العلوم.

عن سمية

الجدير بالذكر أن سمية بنت سامي المفرجية الطموحة المتفائلة دوماً ذات السبعة عشر عاماً هي بطلة تحدي القراءة العربي في دورته الرابعة على مستوى سلطنة عُمان.. تفخر بمشاركاتها في المناظرات الطلابية وبالمراكز المتقدمة التي تحققها في الدراسة، و تعتز كثيراً بأعداد الكتب التي طالعتها وبالمشغولات اليدوية التي تهوى صناعتها، وترى في أمها الشخص الأقرب إليها والأهم في حياتها لأنها تشجعها دائماً على تحقيق التميّز.

الطالبة التي التحقت مؤخرا بجامعة السلطان قابوس هدفها قراءة 1000 كتاب قبل بلوغها سن الثامنة عشرة بعد أن تحدت نفسها لقراءة 100 كتاب، ثم 500 كتاب. وأمنياتها أن تساعد الفقراء وتسهم في فتح جامعة ومدرسة ومستشفى، فضلاً عن مكتبة مجهزة بالوسائل التقنية الحديثة.
تعتبر أن الحادثة الأهم في حياتها حصولها على المركز الأول على مستوى سلطنة عُمان في تحدي القراءة العربي.

أما أكثر ما يزعج القارئة، التي تصف نفسها بالصبورة الواثقة والطموحة المتفائلة التي لا تنثني عن إقدامها، عدم تحرّي البعض الفائدة والقيمة لدى النشر على وسائل التواصل الاجتماعي.
تأمل مستقبلاً أن تصبح معلّمة وعالمة كيمياء. وغايتها في الحياة تسخير إمكانياتها العلمية والمعرفية لمساعدة المحتاجين والمساهمة في الأعمال الخيرية كسفيرة للنوايا الحسنة.

مثلها الأعلى والدتها المدرّسة في الجامعة والحاصلة على شهادة الماجستير، ومن ثم الكاتب طه حسين. أما أفضل كتاب قرأته حتى الآن فهو «الأيام». وأكثر شخصية أعجبتها في كتاب كانت بديع الزمان الهمذاني. للقراءة شأن عظيم في حياتها لأنها برأيها وسيلة لتهذيب النفوس قبل إحراز الكؤوس وطريق لاستعادة العرب والمسلمين المجد والعز والسؤدد ووصفة لاستنهاض الهمم وإحياء الأمم.

تقول سمية أن أجمل مكان زارته هو مدينة دبي لمعالمها السياحية وأنشطتها الفنية والعلمية. وهي تحلم بأن تزور اليابان والصين وماليزيا وتركيا واليونان وبولندا وأن ترى العالم الواسع المتنوّع.
معجبة في عالم الواقع بشخصية الاقتصادي الماليزي مهاتير محمد.