"المرأة والقانون" كتاب لتوعية المرأة بحقوقها

مزاج الأحد ٢٠/أكتوبر/٢٠١٩ ١٦:٢٥ م
"المرأة والقانون" كتاب لتوعية المرأة بحقوقها

مسقط – خالد عرابي

تم مؤخرا تدشين كتاب «المرأة والقانون وفق القانون العماني « للمحامية ريم بنت نور الزدجالية، وذلك بفندق كراون بلازا مسقط، حيث يعد الكتاب مرجعا قانونيا مهما لكل ما يخص المرأة في هذا الجانب القانوني .. «الشبيبة» التقت ريم الزدجالية لتحدثنا عن الكتاب.

في البداية أكدت المحامية ريم الزدجالية على أن الكتاب يعتبر وسيلة من الوسائل التي تساهم في توعية وتثقيف المجتمع العماني في النواحي القانونية، خاصة القوانين المتعلقة بتنظيم شؤون حياتهم الشخصية .. وأضافت قائلة: ولأن المرأة تعتبر أحد الأعمدة الرئيسية في المجتمع، خصصت هذا الكتاب لتوعية المرأة العمانية بشكل خاص، فالمرأة لابد أن تكون على دراية كافية بجميع القوانين التي تنظم أمور حياتها بشكل عام، حتى تستطيع أن تقوم بأداء دورها في بناء المجتمع على الوجه الأمثل، وفي إطار قانوني يضمن لها حسن التصرف فيما تواجهه من مشكلات أو قضايا مرتبطة بحياتها الخاصة .

وقالت الزدجالية: منذ التحاقي بالعمل في مهنة المحاماة وأخذت على عاتقي أن أقوم بدوري في تقديم بعض الأعمال المجتمعية التي تساهم في الارتقاء بمستوى الثقافة القانونية لدى المرأة العمانية، حتى تتمكن من الإلمام والإحاطة اللازمة بحقوقها وواجباتها، وبالطبع سوف ينعكس هذا على تطوير المجتمع بشكل عام، فالمرأة عندما تكون على دراية كافية بحقوقها وواجباتها، ستساهم في تكوين مجتمع واع ومتحضر، ولديه القدرة على إدارة شؤون حياته بشكل مميز .

حقوق المرأة

وبسؤالها عن أبرز ما يطرحه الكتاب من قضايا تخص المرأة قالت الزدجالية: هناك العديد من الموضوعات والقضايا التي تضمنها الكتاب، وبالطبع جميعها تخص المرأة، ولعل أهم هذه القضايا هي القضايا المتعلقة بحقوق المرأة العاملة، وأهم الامتيازات والحقوق التي منحت لها من خلال نصوص قانون العمل، والتي تتناسب مع طبيعتها كإمرأة، من حيث مراعاة طبيعة الأعمال التي تقوم بها، ومواعيد العمل الرسمية فعلى سبيل المثال المرأة لا يمكن أن تعمل في فترات متأخرة من الليل إلا باشتراطات معينة، كما أنها تستحق أجازات خاصة أثناء فترة الحمل والولادة والعديد من الأمور والقضايا التي تنظم عمل النساء .

قانون الأحوال الشخصية

ويعد أيضا من أهم القضايا التي تضمنها الكتاب ما نص عليه قانون الأحوال الشخصية العماني، وبيان الحقوق القانونية والشرعية المتعلقة بالمرأة، مثل حقوق الزوجة في الانفاق وحقها في الحضانة وغيرها من الأمور التي توضح للمراة كيفية التعامل مع القضايا الأسرية بشكل يضمن لها الحفاظ على مكتسابتها القانونية والشرعية . وأيضا تضمن الكتاب الحديث عن بعض القضايا الجزائية التي قد تكون المرأة أحد أطرافها سواء كانت مرتكبة لجريمة ما أو مجني عليها فيها ، فالكتاب تضمن العديد من القضايا الجزائية التي تهم المرأة ، وكيفية التصرف حال تعرضها للإعتداء عليها بأي شكل من أشكال التعدي .

وحول اختيارها لماذا هذا العنوان بالذات قالت ريم الزدجالية: بالفعل القضايا التي تهم المرأة حاليا أصبحت كثيرة ولا حصر لها، ومن الصعب أن يتم حصرها في كتاب واحد أو حتى مجموعة من الكتب، خاصة بعد أن أصبحت المرأة تأخذ مكانة ملموسة ومتميزة في المجتمع العماني . ولكن اختياري لعنوان الكتاب نابع من محتوى ومضمون الكتاب، فمن الطبيعي عندما يكون الكتاب قانوني محتواه ومضمونه يناقش الأمور القانونية التي تهم المرأة العمانية، ويناقش العديد من القضايا والنصوص التي تضمنتها التشريعات العمانية المختلفة والمتعلقة بالمرأة، فكان من الضروري أن يكون عنوان الكتاب معبرا عن محتواه «المرأة والقانون»

نبذة عن الكتاب

وعند سؤالها عن الكتاب وفصوله قالت: لقد قمت بتقسيم الكتاب لثمانية فصول، كل فصل تضمن الحديث عن قانون من القوانين التي تهم المرأة العمانية، وبالطبع لا يسعنا الوقت للحديث عن كل الفصول ولكن سوف أذكر منها على سبيل المثال، الفصل الخاص بقانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات، باعتباره أحد أهم القوانين الحديثة التي وضعها المشرع حتى تضع حدا لمرتكبي جرائم التكنولوجيا الحديثة، وفي هذا الفصل أتحدث عن بعض الجرائم التي تتعرض لها المرأة من خلال استخدام برامج التواصل الاجتماعي في إرتكاب بعض الجرائم مثل التعدي على حرمة الحياة الخاصة وجرائم التصوير أو التسجيل أو النشر أو الابتزاز، وغيرها من الجرائم التي تتعرض لها المرأة.

كما تضمن الكتاب في أحد الفصول الحديث عن النظام الأساسي للدولة، وكيف حقق المساواة والتكافؤ في الفرص بين المرأة والرجل، حيث أكد على مبدأ المساواة بين أفراد المجتمع بغض النظر عن كونه رجل أو امرأة . وأيضا تعرضت في أحد الفصول للنظم والقوانين التي تحكم زواج المرأة العمانية من رجل أجنبي، وما هي الاشتراطات التي تضمن للمرأة عدم الوقوع في أزمة قانونية نتيجة هذا الزواج .

ما وصلت إليه المرأة

أما عند سؤالها: كيف ترين ما وصلت إليه المرأة العمانية الآن؟ قالت مؤلفة الكتاب: جلالة السلطان قابوس المعظم -حفظة الله ورعاة- دائما ما يشيد بدور المرأة العمانية في بناء المجتمع، و دائما ما يثني جلالته عليها، وهذا نابعا من إيمانه التام بأن المرأة العمانية قادرة على تحمل المسؤولية مهما كانت صعوبتها، ولعل أكبر دليل على ثقة معلمنا وقائدنا جلالة السلطان في المرأة العمانية، هو ما تفضل به جلالته مؤخرا، حيث أصدر عدة مراسيم سلطانية تضمنت إسناد حقيبتين وزاريتين للمرأة العمانية.

وهذا الإسناد إنما يؤكد أهمية دور المرأة العمانية في بناء المجتمع، وأود أن أنوه ونحن على أعتاب الإنتخابات البرلمانية (مجلس الشورى)، بأن الدورة التاسعة تشهد منافسة قوية جدا في مختلف الولايات التي بها مرشحات من النساء، فجميع المرشحات لديهم من القوة في المنافسة ما يضمن لهم التمثيل في المجلس بشكل يعكس مدى الثقة التي نالتها المرأة في المجتمع العماني، وأنا أتوقع بأن المرأة العمانية في الدورة التاسعة ستكون ممثلة في المجلس في عدة مقاعد بإذن الله .