موسم ثقافي جديد لـ"بيت الزبير"

مزاج الثلاثاء ٢٩/أكتوبر/٢٠١٩ ١٢:٣١ م
موسم ثقافي جديد لـ"بيت الزبير"

مسقط - الشبيبة

بدأت مؤسسة بيت الزبير موسمها الجديد بحزمة واسعة من الفعاليات الثقافية والفنية التي تسعى للمساهمة في تطوير البنى الثقافية ومجالات الفنون والآداب في السلطنة، وتبني المبادرات الثقافية النوعية المستنطقة لمفاهيم العمل الثقافي التراكمي، والحريص على استكشاف آفاق ذات قيمة مضافة للمشهد الثقافي العماني. وفي الوقت نفسه تواصل عبر متحف بيت الزبير تعزيز الحركة السياحية من خلال التعريف بالتراث العماني عبر معروضات المتحف الموزعة على جدران مبانيه المتعددة. ناهيك عن المسؤولية التي تتبناها المؤسسة في تعزيز الذائقة واستنطاق الجمال من خلال المعارض الفنية التي تفتتح في صالاتها على مدار الموسم.

وحول الموسم الثقافي القادم قالت مديرة دائرة الفعاليات الثقافية والإعلام بالمؤسسة الدكتورة منى بنت حبراس السليمية: «يأتي الموسم الثقافي الجديد مكملا للنجاحات التي تحققت خلال المواسم الثقافية السابقة، حيث تواصل المختبرات الستة في بيت الزبير (مختبر الشعر، ومختبر المسرح، ومختبر الطفل، ومختبر الفنون، ومختبر الشباب، ومختبر الترجمة) فعالياتها سواء تلك المستمرة، والمتمثلة في الإصدارات ومشاريع الاستكتاب النقدي والملتقيات التي تجمع المهتمين مثل ملتقى الشباب وملتقى الفنون، أو الورش التخصصية، أو تلك الفعاليات المتجددة التي وضعها أعضاء المختبرات المتخصصين في مجالاتهم مركزين على التنوع والفرادة».

المختبرات الثقافية

وتابعت السليمية: «بالإضافة إلى فعاليات المختبرات الثقافية يحفل جدول الموسم الحالي بفعاليات تهدف إلى مد جسور التواصل الثقافي العربي والعالمي، وخلق مناخات للحوار الثقافي الحضاري منها استضافة أسابيع ثقافية عربية وأجنبية، إلى جانب استضافة عدد من الأسماء العربية وغير العربية التي أسهمت في رسم خارطة الفكر العربي والعالمي. هذا إلى جانب مشاركة مؤسسة بيت الزبير في معرض مسقط الدولي للكتاب الذي يقام في الثلث الأخير من شهر فبراير من عام 2020، دون أن ننسى أن المشاركة القادمة ستكون مميزة بسبب أن المعرض يحتفل بيوبيله الفضي من خلال دورته الخامسة والعشرين، وذلك تزامنا مع احتفال البلاد بالعيد الوطني الخمسين. وكما عودت المؤسسة مرتادي معرض الكتاب بالفعاليات النوعية، فإنها في الموسم القادم تعد المهتمين بمشاركة لا تقل تميزا عن تلك التي قدمتها خلال الأعوام الثلاثة الماضية، وستكون ندوة «ما لم يقله المغنى» بنسختها الثانية فعالية رئيسية بأسماء ومفاجآت جديدة. فضلا عن مشاركة المؤسسة بكتب دار توبقال المغربية، حيث للسنة الرابعة على التوالي تكون مؤسسة بيت الزبير الوكيل الحصري للدار في معرض مسقط الدولي للكتاب. هذا بالإضافة إلى أن المعرض سيكون محطة للكشف عن إصدارات المؤسسة التي عملت عليها خلال عام كامل».

معارض خلاقة

وتعد مؤسسة بيت الزبير منصة للمبدعين العمانيين وغير العمانيين من خلال المعارض الفنية التي تقيمها، والتي تستهدف رواد الفن والتصوير، والمبتدئين من خلال تقديم الدعم عبر إقامة معارض انطلاقية لهم. وخلال هذا الموسم سيتضيف بيت الزبير على سبيل المثال ملتقى المصورين السنوي «لمة»، ومعرض الفنانة الإيطالية المعروفة لوتشيا أوليفا، ومعرض مكسيكي عماني، بالإضافة لمعارض أخرى في جاليري ساره.

وشمل استعداد المؤسسة مجموعة من التغييرات في متحف بيت الزبير الذي استقبل خلال الموسم الماضي أكثر من مئة ألف سائح، حيث يفتتح المتحف هذا العام قاعة رحلة عمان المعمارية وهي تجسيد بصري للمفردات التي تضمنها كتاب معالي محمد بن الزبير الذي حمل العنوان نفسه. كما تمت إضافة لوحات تعريفية عن المقتنيات (إنفوجرافيك) لقاعات المبنى الرئيسية، إلى جانب توسعة (العريش) الذي يقع في باحة المتحف الخلفية.

وحول هذه التغيرات ذكر مدير المتحف والمعارض الفاضل فهد الحسني: «بأن هذه التوسعة جاءت لاستيعاب العدد السنوي المتزايد من السياح، وحرصا من المؤسسة على جعل تجربة زيارة المتحف تجربة مثرية معرفيا، وأكثر قربا وتواصلا مع الماضي».

كما ذكر الحسني «بأن المتحف سيقوم خلال هذا الموسم ولأول مرة بتقديم محاضرات داخل قاعات المتحف لتفعيل المحتوى المتحفي وجعله أكثر ديناميكية». وقد أقيمت في بداية سبتمبر أولى هذه المحاضرات في قاعة رحلة عمان المعمارية، حيث قدم المهندس علي جعفر اللواتي محاضرة عن «البيئة الطبيعية والمعمار في عمان».

استضافة طلبة المدارس

يواصل قسم التربية المتحفية دوره في استضافة طلبة المدارس والكليات وتقديم برامج حول المقتنيات لهم، وقد بدأ مبكرا هذا العام بالتنسيق مع المدارس القريبة من مختلف الولايات لاستضافة الطلاب وتقديم محتوى تفاعلي يناسب الفئات العمرية المختلفة. وسيقوم القسم خلال هذا الموسم بتقديم هذه الورش في مدارس ولاية مسقط وفقا لحصص تعليمية مبتكرة بعيدا عن المنهج الدراسي.

وفي ختام كل جولة سياحية يقوم بها السائح لبيت الزبير، لابد له من الاستمتاع بوجبة نهارية وكوب من القهوة في مقهى زعفران الذي يقدم وجبات عالمية وشعبية ملبيا مختلف الأذواق، دون أن يغفل المرور على متجر الهدايا الذي يعد نموذجا مصغرا للسوق الشعبي العماني بمنتجات ذات صبغة عمانية بجودة عالية وأسعار مناسبة.