الواجبات.. ومخترعوا العجلة

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٠٦/نوفمبر/٢٠١٩ ١١:٥٧ ص
الواجبات.. ومخترعوا العجلة

لميس ضيف

طفح مجددا على السطح نقاش أزلي، في دولنا، حول جدوى الواجبات المنزلية. متبوعا بتذمر أولياء الأمور من كثرة الواجبات التي تحرم الطفل من قضاء وقت نوعي مع أهله في الساعات المحدودة التي تفصل موعد عودته من المدرسة عن نومه. يقابل ذلك رأي لدى المعلومات يُصر على ان تعاون العائلة مع المدرسة أمر حتمي لنجاح العملية التعليمية وثبات ما تعلمه التلميذ في ذهنه.

حسنا، لسنا بحاجة عمليا لأن نخترع العجلة طالما سبقنا غيرنا لإختراعها. فلدينا تجارب حاضرة في الدول المتقدمة لنتعلم منها. جون هاتي أستاذ تربية نيوزيلندي، جمع عبر السنوات نتائج أكثر من 50 ألف دراسة شملت ما يزيد على 80 مليون تلميذ، ليقف على أفضل الطرق التعليمية التي تحقق أقصى استفادة للتلاميذ. واكتشف هاتي، في دراستها التي نشرتها «دي فيلت» الألمانية، إلى أن الواجبات المنزلية تأتي في ذيل قائمة العوامل التي تساعد الطالب. فيما أتت العلاقة الجيدة بين الأستاذ والتلميذ في أولها. متبوعة بقائمة لتقنيات عدة تجعل التدريس مثمرا.

ولهذا نرى إجمالا أن الواجبات المدرسية، في المرحلة الإبتدائية ممنوعة، في الدول الأوروبية قاطبة. ثم تأتي الواجبات في المراحل اللاحقة على شكل بحوث تطبق مع تعلمه الطالب أو تدفعه للتعبير عن نفسه وأفكاره حول نفسه والعالم.
ومن الدراسات المثيرة التي خلص لها معهد هيكتور للأبحاث التعليمية بجامعة توبنغن أن الواجبات قد تفيد ذوي المستوى الدراسي العالي فيما يكون لها أثر سلبي على الطلبة ضعيفي المستوى خلافا لما هو متوقع.

لذا ربما على المختصين والمسؤولين في وزارات التربية الخليجية، أن يعيدوا النظر في النظام التقليدي للتعليم، متبنيين أنظمة أكثر عصرية ونفعا. فتضييق الخناق على الأطفال في مقتبل عمرهم بالواجبات لن يقودهم بديهيا لحب العلم والتعليم. وتبدو المشكلة شاخصة في بعض المدارس الخاصة وقد سمعتُ، غير ذي مرة، أمهات يجلدن أنفسهن لإحساسهن بالذنب لكونهن يغضبن وينهرن صغارهن أثناء أداء الواجبات وهو أمر متوقع، خصوصا ان الأبناء يتطلعون للهو واللعب بعد ساعات المدرسة. ويجدر القول هنا، لمن ينظرون بإستخفاف للمدافعين عن حق الأطفال باللعب. بأن اللعب يعزز القدرات الذهنية، ويطور المهارات الحركية، فضلا عن تعزيز الذكاء الإجتماعي. لذا فإن على أولياء الأمور واجب أن يشجعوا أولادهم على اللعب ويهيئوا لهم الوسيلة أيضا.

ويبقى أن ساعات التلامذة في المدرسة، خصوصا في سني عمرهم الاولى، كافية لتغطية المنهج والتمارين. ولا مانع من اعتماد الطريقة السويدية في إدارة تلك العملية. إذ تخصص ساعة « ضمن ساعات الدوام الرسمي « للمراجعة وتقوية الطلبة. ليخرجوا بعدها قاصدين مدرسة المنزل التي يتلقون فيها مهارات وقيما غير مدرجة ضمن المنهج الدراسي.