الحمدانية.. عمانية نافست 1800 متسابق في "نجوم العلوم" فكانت من أفضل ثمانية

7 أيام الأربعاء ١٣/نوفمبر/٢٠١٩ ٢٣:٠٥ م
الحمدانية.. عمانية نافست 1800 متسابق في "نجوم العلوم" فكانت من أفضل ثمانية

الدوحة - خالد عرابي
نجحت الشابة العمانية أنفال الحمدانية بابتكارها ومشروعها الاستخلاص الآلي لليمون المجفف «لومي» أن تنافس في «نجوم العلوم»، برنامج تلفزيون الواقع الترفيهي التعليمي الرائد من مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، الذي اختتم يوم الجمعة الفائت موسمه الحادي عشر بحلقته الختامية ليفوز بلقبه لهذا الموسم الطبيب المغربي يوسف العزوزي.

غير أن المشاركة العمانية أنفال الحمدانية تمكنت أن تصل للتصفيات النهائية لتكون من بين أفضل 8 متنافسين وبالطبع فإن هذه التصفيات تأتي بعد مشاركات تتم من الشباب العربي من حول العالم ليصل عدد المشاركين سنويا إلى قرابة 1800 مشارك ثم يتم الاطلاع على المشاريع وتقييمها ليتم اختيار 120 مشروعا ثم إلى ثلاثين ..

أنفال الحمدانية «البالغة من العمر 23 عاما» تخرجت في كلية العلوم الزراعية قسم الهندسة الزراعية بجامعة السلطان قابوس بتقدير ممتاز في العام 2019 وتدرس حاليا الماجستير. حدثتنا أنفال في لقاء حصري للـ «الشبيبة» عن مشاركتها في البرنامج فقالت: كان حلما بالنسبة لي منذ عشر سنوات، فمنذ منذ أن كنت في المدرسة وأنا أتابعه وأحلم وأتمنى أن أشارك به، ولكن لم أكن أتوقع أن يأتي اليوم الذي أرى أن الحلم قد تحقق وأنا في الجامعة بأن قررت أن أشارك بمشروع التخرج، وكانت صدفة أن سجلت في البرنامج وتمت التصفيات لأكون من الـ 120 ثم من بين الثلاثين ومن بعدها من ضمن الثمانية وهذا في حد ذاته شرف كبير بالنسبة لي.

وأضافت: لم أكن أتوقع أن يتم قبول مشروعي في البرنامج وذلك لأن عدد وكمية المشاريع المقبولة في البرنامج كثيرة جدا ومتميزة وخاصة في المجال الطبي والصناعي، وكان قبولي فرحة ومفاجأة سعدت بها كثيرا حيث أنني أول فتاة عمانية تقبل في المشروع وذلك بعد قبول سالم الكعبي في الموسم السابق. أفاق ريادة الأعمال.

وأكدت أنفال قائلة: إن برنامج «نجوم العلوم» فتح لي أفاق ريادة الأعمال، حيث أنني لم أكن متوجهة إلى هذا الاتجاه نهائيا، فأنا كمهندسة كنت أميل إلى الجوانب العملية والتكنولوجية ولم أفكر أبدا لا في التجارة ولا ريادة الأعمال أو التسويق وغيرها ولكن بمشاركتي في البرنامج فتح لي أفقا كبيرا في التفكير في هذا الجانب.

وأضافت قائلة: أنا أفكر الآن في إكمال الماجستير وكذلك إكمال مشروع «لومي» وأن أؤسس شركة تختص في لومي وألا يكون هذا المشروع فقط في لومي وإنما في الاستفادة منه في إنتاج منتجات مختلفة يمكن توزيعها، وأن يكون الجهاز الذي تم إنتاج النموذج الأول منه ومكتمل أن يتم تطبيقه وإنتاج وحدات وأجهزة منه ولكن ذلك سيتطلب أن يكون هناك جهات حكومية أو حتى القطاع الخاص ليدعمني في ذلك ولذا أتمنى أن من تصله رسالتي هذه ويرى أنه يمكن أن يدعم ظهور هذا المشروع للنور وأن يصبح واقعا أن نتعاون، ولذا فأنا أرحب بأي تعاون وشراكة مع أي جهة، ومن الأشياء التي أسعدتني أنه حصل تواصل معي من قبل مجلس البحث العلمي لمشاركتي في مهرجان عمان لعلوم الذي انتهي مؤخرا وفرحت بذلك جدا وتمنيت أن أشارك معهم ولكن تقاطع مع الحلقات النهائية لبرنامج نجوم العلوم ولم أتمكن من المشاركة ولذا اعتقد أنهم متابعون لمشروعي، وأتوقع وأتمنى أن يتعاونوا معي وأن أجد منهم الدعم الكافي مستقبلا.

عن المشروع
وبسؤالها عم المشروع قالت الحمدانية: «لومي» هو مشروع متخصص لتقنيات ما بعد الحصاد وخصصت هذا المشروع للنساء في السلطنة خاصة وأن النساء يقمن بتقطيع وتجفيف الليمون ويواجهن صعوبة في هذا الأمر، حيث يعد الليمون المجفف من المكونات الأساسية في المطبخ العماني، لكن تجفيفه يستغرق وقتا طويلا يصل أحيانا إلى أسابيع. كما أن تجهيزه للاستخدام في الوجبات التقليدية يتسبب أحيانا بتضرر الأظافر واليدين. ولكن بمساعدة اختراعي يتحول الأمر اتوماتيك، بحيث أنه مجرد أن أضع الليمون بكميات كبيرة يمكن استخراج حبات نوى الليمون المجفف بكفاءة عالية وفقا لمعايير الغذاء العالمية، مما يسهم في جعل تحضير هذا المكون الشعبي أكثر سهولة من أي وقت مضى، وهو ما يحفظ الوقت والجهد و لا يسبب الآلام على المدى البعيد .

وعن فكرتها وكيف استقتها قالت أنفال: جاءت الفكرة في ذهني بعد أن شجعني أستاذي في الجامعة على الابتعاد عن الهندسة الميكانيكية والكيميائية واستكشاف مجال معالجة الأغذية. وخطرت لي هذه الفكرة حين وقعت عيناي على الليمون المجفف أثناء بحثي في المطبخ عن أفكار جديدة.

وبسؤالها عن مرحلة ما بعد برنامج «نجوم العلوم» وماذا تستعد به الآن قالت الحمدانية: الآن أطور في المشروع حيث أقوم الآن بمحاولة الكشف عن معدل المياه في الليمون وما هي فوائده وكذلك أسعى لوضع حساس ليقيس مثلا معدل الحموضة و في النهاية أسعى للوصول كيف أخرج بمنتج مفيد للإنسان وصحي.

يعتبر اختراع أنفال مفهوما فريدا وجديدا في قطاع الصناعات الغذائية. فهناك العديد من المنتجات التي تعمل على المكسرات والفواكه والخضار، لكن وجود آلة تعمل بشكل متخصص في مجال الثمار المجففة هو الأول من نوعه في الصناعة. العديد من التطبيقات وتعتقد أنفال بشخصيتها المتفائلة بأن هناك العديد من التطبيقات العملية لمشروعها، ابتداء من قطاع الضيافة والأدوات المنزلية ووصولا الى الاستخدام في القطاع الطبي. وقد يعود هذا المشروع بفائدة كبيرة على الاقتصاد المحلي العماني، حيث قالت أنفال: «أعتقد بأن هذا الاختراع سيشكل قفزة نوعية في صناعة الأغذية العمانية. فالقدرة على استخراج نوى الثمار ستفتح المجال أمام تسهيل عملية تصدير هذه المادة كمنتج نهائي جاهز للاستخدام ومتوافق مع المعايير العالمية».

وكانت أنفال قد وقفت بعزيمة في وجه الكثير من الصور النمطية والأحكام المسبقة من أجل تحقيق أهدافها، فخلال تخصصها بالدراسات الزراعية في جامعة السلطان قابوس في عمان، غالبا ما قيل لها بأن خيارها الوحيد للعمل هو أن تصبح مزارعة. وتقول أنفال: «كنت أشعر بالحزن لمثل هذه التعليقات. واليوم أريد أن أثبت للجميع بأن دراسة الزراعة تجعل منك طبيبًا للبيئة». فأنفال مبتسمة ومتفائلة على الدوام، ولديها قدرة كبيرة على تحويل السلبيات إلى إيجابيات، وهو ما ساعدها في تخطي الكثير من تحديات الحياة.

وتؤكد أنفال بأن سر شخصيتها المرحة هو استعمالها للشموع العطرية. وتقول: «حين تذوب هذه الشموع، تمنحني روائحها العطرة الكثير من الطاقة. إن فكرة احتراق الشمعة من أجل توليد الضوء يحفزني للمثابرة في العمل. ومهما اشتدت الصعاب، أنا واثقة بأنني سوف أنير الدرب وأنشر عطري الجميل في نهاية المطاف». غ

ذت أنفال شغفها بالبحث العلمي بتفاؤلها الدائم واندفاعها نحو النجاح. وتفوقت في دراساتها الأكاديمية وهي تعمل حاليا مع البرنامج الوطني لتنمية مهارات الشباب على مشروع مهم للغاية، وفي ذات الوقت الذي تشارك فيه ببرنامج نجوم العلوم. تفضل أنفال المكوث في المنزل وهي على صلة وثيقة بأفراد عائلتها الكبرى، ولديها إيمان مطلق بأن عائلتها التي تنتظرها في عمان هي أساس نجاحها. لقد كانت من أشد المعجبين ببرنامج نجوم العلوم وتابعته منذ كانت في العاشرة من عمرها، حيث كانت تعود من مدرستها لتتابع البرنامج وتروي لوالديها أحلامها بالمشاركة يوما ما عندما يصبح لديها فكرة تستحق الفوز. إن أنفال هي مثال حي على إمكانية تحقيق أشياء عظيمة حين تمتلك الإرادة وتبذل الجهد اللازم.

الجدير بالذكر أن برنامج «نجوم العلوم» أثبت على مدار أكثر من عشر سنوات، كونه محفزا إيجابيا للتغيير والتقدم العلمي والتكنولوجي في المنطقة. واستطاع مجتمع برنامج نجوم العلوم إحداث تأثير كبير في جميع أنحاء العالم العربي، حيث حقق 139 مشاركا من 18 دولة أرباحًا وموارد تمويلية وبحوثا علمية بقيمة تزيد على 14 مليون دولار أمريكي، كما فازوا بالمئات من جوائز الابتكار في المنطقة. وبدعم من مجتمع مؤسسة قطر للتطوير والبحث العلمي، مكن برنامج نجوم العلوم المبتكرين العرب لتطوير حلول مبتكرة في مجالات عدة، تشمل مجالات تكنولوجيا المعلومات والصحة والطب الحيوي والبيئة وغيرها.