سلطنة عمان.. السيرة والمسيرة خلال 49 عاما

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ١٨/نوفمبر/٢٠١٩ ١٢:٠٤ م
سلطنة عمان.. السيرة والمسيرة خلال 49 عاما

محمد محمود عثمان

يجسد الواقع تحقيق انجازات شهدتها سلطنة عمان بقيادة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد خلال 49 عاما ، حيث أولى جلالته خلال هذه المسيرة الممتدة عناية خاصة بالإنسان العماني الذي هو الهدف الأسمى لبناء الوطن والمواطن وكرامة الفرد والمجتمع وفق أسس وضوابط تستند إلى رؤية دقيقة تجمع بين الأصالة والمعاصرة التي تستمد عناصرها من وحي الماضي وواقع الحاضر ، واعتبار الإنسان هو الأداة الفعالة في نجاح التنمية الشاملة

وهذه النجاحات ما كانت تتحقق ، إلا بفضل من الله ثم بالجهود الصادقة والمخلصة للسلطنة ، وبحكمة حضرة صاحب الجلالة صاحب السيرة الطيبة والنظرة الثاقبة في التعامل مع العديد من الملفات والقضايا الساخنة ، التي كان يمكن أن تسقط منطقة الخليج في هوة سحيقة من الصراعات والخلافات ، وهي إنجازات هامة على الصعيد الخارجي والساحة الدولية ، و تعكس بصدق مدى الاحترام والتقدير الذي حظي به جلالته وما يتمتع به من نهج حكيم وقيادة واعية رشيدة ، من خلال دعم جلالته للحوارات الهادفة لنصرة الحق والعدل والسلام في ربوع المعمورة، ودوره في إرساء دعائم السلام ونبذ استخدام القوة في حل النزاعات بين الدول ، من منطلق الحرص على مصلحة الأمة العربية والإسلامية ، والعالم أجمع تحت شعار السلام والوئام وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير ، وبما يحفظ للبشرية الأمن والاستقرار والرخاء والازدهار، حيث اكتسبت السلطنة بذلك من خلال السيرة والمسيرة صداقة وحب واحترام العالم , لذلك تقف عمان وطنا ومواطنا ودولة ومجتمعا وحكومة وشعبا شامخة عالية الهامة فخورة بالإنجازات والعطاءات التي تحققت خلال التسعة والأربعين عاما الماضية ، ويحق لنا ولأبناء عمان الفخر بذلك ، وبنعمة الأمن والاستقرار الذي يجعل من السلطنة بيئة مناسبة ومواتية للتنمية والاستثمار، التي يمكن من خلالها تحقيق التقدم الاقتصادي والسلام الاجتماعي ، والأمن والأمان ، الذي نفتقده في بعض الدول العربية أو دول الجوار.

حيث تمتد النهضة التنموية في سلطنة عمان نحو خمسة عقود ، منذ فجر يوم الثالث والعشرين من شهر يوليو عام 1970 الذي بزغ فيه فجر جديد لعُمان بقيادة السلطان قابوس بن سعيد لتشمل جميع الجوانب التنموية والحضارية ولتحقق أكبر طفرة تنموية في المنطقة في كافة المجالات من أقصى البلاد الى أقصاها،لتتحول الى دولة عصرية حديثة ،أخرجتها من عصور الماضي بعيدا عن التخلف الذي ضربت جذوره في أوصال المجتمع لسنوات طوال
وتضع مسيرة النهضة العمانية المواطن العماني في بؤرة اهتمامها،لتنمية مهاراته، حتى يتمكن من امتلاك كل مقومات التقدم والانطلاق لبناء حاضر زاهر، ومستقبل مشرق، وبشكل عملي ملموس في جوانب حياته المختلفة، حتى يتمكن من مواكبة العصر ومتابعة تطوراته في مختلف الميادين والاستفادة من منجزاته العلمية في بناء المجتمع وتوطيد أركان الدولة العصرية التي تحقق للإنسان العماني طموحاته في مستقبل مشرق بالنور ومفعم بالأمل
وذلك الذي أكده جلالة السلطان قابوس في العيد الوطني العماني الأول بقوله : خطتنا في الداخل أن نبني بلدنا ونوفر لجميع أهله الحياة المرفهة والعيش الكريم، وهذه غاية لا يمكن تحقيقها الا عن طريق مشاركة أبناء الشعب في تحمل اعباء المسؤولية ومهمة البناء.

ولقد فتحنا أبوابنا لمواطنينا في سبيل الوصول الى هذه الغاية، وسوف نعمل جادين على تثبيت حكم ديمقراطي عادل في بلادنا في إطار واقعنا العماني العربي وحسب تعاليم الاسلام الذي ينير لنا السبيل دائما.
ولقد مضت 49 عاما على ذلك الخطاب تم خلالها إنجاز العديد من الخطوات على طريق اعداد المواطن وتأهيله للقيام بدوره والاسهام بشكل أكبر وأكثر اتساعا وفاعلية في ادارة وتوجيه عملية التنمية الاقتصادية والمشاركة في صنع القرار عبر مؤسسات الدولة المختلفة، ومن خلال ترسيخ دعائم شورى صحيحة نابعة من تراث الوطن وقيمه الثابتة
ولا شك أنه خلال المرحلة الفائتة قد تحققت آمال كثيرة وتجسدت فيه منجزات عديدة ، واكبت التطورات السريعة المتلاحقة التي يشهدها العالم في شتى المجالات ، نقلت المجتمع العماني نقلات نوعية يشهد بها العالم أجمع.