أطفال السلطنة يحاورون الوزراء ويستعرضون أفكارهم والتحديات التي تواجههم

بلادنا الثلاثاء ١٩/نوفمبر/٢٠١٩ ١٨:٣٦ م
أطفال السلطنة يحاورون الوزراء ويستعرضون أفكارهم والتحديات التي تواجههم

مسقط – الشبيبة

ضمن احتفالات السلطنة باليوم العالمي للطفل وبالذكرى السنوية الثلاثين لتصديق اتفاقية حقوق الطفل، التقى عددٌ من طلاب المدارس من الصف الرابع وحتى الصف الثاني عشر من مختلف أنحاء السلطنة بوزيري الصحة والإعلام في لقائين عبروا خلالهما عن أفكارهم وتساؤلاتهم والتحديات التي تواجههم. وبتنظيم من جانب وزارة التربية والتعليم، عقد كل من معالي الدكتور أحمد بن محمد السعيدي وزير الصحة، ومعالي الدكتور عبد المنعم بن منصور الحسني، وزير الإعلام، جلستين نقاشيتين ردا خلالهما على تساؤلات الطلاب حول أهم المواضيع التي تهمهم. كما وكان هناك ايضاً لقاء مع الرئيس التنفيذي لشركة ميناء الدقم، ريجي فيرميولين. وقام الأطفال المشاركون بعد ذلك بعقد مؤتمر صحفي لتسليط الضوء على ما تم تناوله خلال اللقاءات موجهين دعوة لقادة العالم وصناع القرار أجمع لتجديد التزامهم باتفاقية حقوق الطفل وإيجاد مستقبل أفضل لجيل الغد.

وتعليقاً على ذلك، قالت سعادة لنا الوريكات، ممثلة مكتب منظمة اليونيسيف في عُمان: "جاءت هذه المبادرة لضمان إشراك جيل المستقبل في صناعة القرارات، وإني على ثقة بأن هذه الجلسات الحوارية قد شكلت منصة مميزة مكنت الطلاب من التعبير عن رأيهم وما يثير تساؤلاتهم وقلقهم. نصادف كل يوم، أطفالاً ممن لديهم القدرة والشغف والاستعداد للقيام بالعديد من الأشياء وأرى آخرين ممن يطمحون في التعلم ورسم ملامح مستقبل بلادهم والعالم من حولهم. ونعمل دائماً على الاستماع إليهم ونقدم لهم الدعم ليكونوا قادة المستقبل. ومن هنا، أشكر جميع أطفال السلطنة على كونهم مصدر إلهام لنا وأؤكد أننا يجب أن نتعاون جميعاً لمواجهة التحديات التي تواجههم اليوم لكي نوفر لهم عالم أفضل. ونؤمن بأن مستقبل مجتمعاتنا يتوقف على الاسثتمار في أطفالنا ووضعهم في مقدمة أولوياتنا عند صناعة القرار بما يضمن تحقيق نتائج مستدامة. وأضافت: "وفي الذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، ندعو قادة العالم ليجددوا التزامهم بإيجاد مستقبل أفضل للأطفال والحفاظ على حقوقهم وحمايتها".

وخلال الجلسة التي أقيمت مع معالي الدكتور أحمد السعيدي، وزير الصحة، ناقش الأطفال أهمية الغذاء الصحي، وضرورة دمج الأطفال من ذوي الإعاقة في المجتمع، فضلاً عن خدمات الرعاية الصحية المختلفة. كما عبر الأطفال عن رغبتهم في تنمية مهاراتهم العملية في مجالات عدة مثل الإسعافات الأولية والتي من من شأنها تأهيلهم واعدادهم لإختيار مسيرتهم المهنية في المستقبل وتحقيق طموحاتهم بشكلٍ عام. كما حاور الأطفال معاليه عن تحديات الأمراض المزمنة وضرورة زيادة مستوى الوعي حول التغذية السليمة والصحة النفسية في السلطنة.

وقد أكد معالي وزير الصحة أن الصحة النفسية باتت من أولويات قادة العالم حيث أوضح أن هناك منهج مشترك يتم العمل وفقا له بالتعاون بين وزارة الصحة ووزارة التنمية الاجتماعية ووزارة التربية والتعليم. وتشير أحدث الأبحاث التي تم إجرائها أن ما يصل إلى 20% من المراهقين والكبار يعانون من اضطرابات نفسية مختلفة مما عزز من الاهتمام العالمي بهذه القضية. وفي هذا الشأن، قامت منظمة اليونيسيف في شهر نوفمبر الماضي بإطلاق مؤتمرها العالمي السنوي تحت شعار ’العقول الرائدة‘ للأطفال واليافعين للتغلب على المشكلات المتعلقة بالصحة النفسية. ويهدف المؤتمر إلى تمكين جيل المستقبل من التحدث عن المشكلات التي تؤثر على صحتهم النفسية وذلك أمام صناع القرار وأبرز قادة ومفكرين العالم. وقد أوضح معالي وزير الصحة أن السلطنة بصدد استضافة مؤتمر منظمة الصحة العالمية حول الأمراض المزمنة والصحة النفسية في وقت لاحق من العام الجاري للتركيز على خدمات الصحة النفسية والجهود الوطنية المبذولة لمواجهة مخاطر هذه المشكلة الصحية.

وقالت فاطمة الفارسية، إحدى المشاركات في اللقاء: "أتاحت لي هذه اللقاءات فرصة للتعبير عن المواضيع التي تهمنا وتؤثر على حياتنا اليومية. فنحن كأطفال نريد أن يتعرف الجميع على ما يثير قلقنا وتساؤلاتنا وأن نشارك كذلك في صناعة القرار. ونتقدم بجزيل الشكر والامتنان لأصحاب المعالي الوزراء على مقابلتنا والاستماع إلينا وسعدنا كثيراً بالاهتمام الذي أولوه لنا".

وعلى هامش المقابلة مع معالي الدكتور عبد المنعم الحسني، وزير الإعلام، ناقش الأطفال الإجراءات التي تتخذها الوزارة لوضع الأطفال في مقدمة أولوياتها عند صناعة القرارات ومسؤولياتها المختلفة المتعلقة باتفاقية حقوق الطفل. وطرح الأطفال فكرة تخصيص صفحات ومنصات لهم وهو الأمر الذي حظي بإشادة معاليه مؤكداً أن الوزارة سُتطلق بوابة سلطنة عُمان الإعلامية وسيتم تخصيص جزء للأطفال. وحول المبادرات التي تطلقها الوزارة للأطفال، تحدث معاليه عن البرامج المختلفة التي توفرها الوزارة والتي تشمل مبادرتي ’جليس‘ و’الإعلامي الصغير‘ والتي تهدف إلى تشجيع الأطفال وتدريبهم للعمل في مجالات التصوير والإذاعة والتغطية الإعلامية مؤكداً حرص الوزارة على احتضان الموهوبين والتواصل معهم. كما استفسر الطلاب عن سُبل مواجهة التنمر على الإنترنت وأوضح معاليه على أهمية إشراف الآباء في هذا العمل المبكر وأن الوزارة تتعاون مع وزارة التربية والتعليم لمواجهة هذه المشكلة وتوعية جيل الغد حولها. وقد أوصى معاليه الأطفال بالإبلاغ عن أي كتب أو ألعاب أو مواد مرئية تسيء للطفل ولا تتناسب معه.

وقد التقى الطالب جلندا البوسعيدي مع ريجي فيرميولين، الرئيس التنفيذي لشركة ميناء الدقم لمناقشة مسؤوليات القطاع الخاص تجاه الأطفال وأنماط الحياة اللازم اتباعها للوصول إلى المناصب العليا في الشركات. وشهدت هذه المقابلة مناقشة أهمية قطاع اللوجستيات في عُمان والفرص الممكنة لتعزيز قدرات الشباب بالسلطنة.

وقال عزام الرحبي، أحد المشاركين في اللقاء: "أردنا أن نعبر عما يدور في عقولنا وأن يصل صوتنا وصوت جميع الأطفال إلى القادة وصناع القرار بالسلطنة. فحياتنا الآن مختلفة عن الحياة التي عاشها آبائنا وأجدادنا ولذا من المهم أن نستعرض التحديات والمشكلات المتعلقة بجيلنا. ونتمنى أن تساهم هذه اللقاءات في إلهام جميع الأطفال الآخرين لمعرفة حقوقهم والدفاع عنها بما يضمن مستقبل أفضل لنا جميعاً".

هذا وفي 20 نوفمبر من كل عام، يحتفل الأطفال في جميع أنحاء العالم باليوم العالمي للطفل والذي يهدف إلى زيادة مستوى الوعي حول ملايين الأطفال المحرومين من حقوقهم في التمتع برعاية صحية مناسبة وغذاء صحي وتعليم وحماية كافية. وتتزامن نسخة هذا العام مع الذكرى السنوية الثلاثين لتصديق اتفاقية حقوق الطفل وهي الاتفاقية الأكثر شمولاً حول حقوق الإنسان والأكثر تصديقاً على الصعيد الدولي. وجاءت اللقاءات التي انعقدت مع وزيري الصحة والإعلام ضمن برنامج مكتب اليونيسيف في عُمان الذي يهدف إلى الحفاظ على حقوق الأطفال في التعليم والصحة وحمايتهم من العنف والتنمر. جديرٌ بالذكر أن رقعة أعمال منظمة اليونيسيف تتسع لتشمل 190 دولة حول العالم.