فن الدبلوماسية..المصافحة

مقالات رأي و تحليلات الأحد ٢٤/نوفمبر/٢٠١٩ ١٢:٤٤ م
فن الدبلوماسية..المصافحة

سعدون بن حسين الحمداني

يعتبر إتيكيت المصافحة من أهم الدلائل والصفات المهمة التي يجب على الدبلوماسي أولاً والمواطن العادي ثانيا أن يتمرن عليها وإن كانت بسيطة، حيث يعتبر الكثيرون من الناس أن إلقاء التحية ومصافحة الغير أمر عفوي لا يخضع لأصول وقيود، ولكنّهما على العكس من ذلك وفي نظر بعض الناس بأنها ليست ذات أهمية ولكن تلعب المصافحة وأنماطها دورًا مهمًا في انعكاس شعور المقابل من خلال إظهار أحد أنماط أو أنواع المصافحة. إن سمات الشخصية الدبلوماسية الناجحة تعتمد كثيرًا على إتيكيت المصافحة وهذا لا يتأتي من قراءة كتاب أو الاطلاع على النظريات الحديثة، و إنما يأتي من خلال الورش التدريبية والعمر الطويل في هذا المجال الاحترافي والخبرة المتنوعة في مواضيع مختلفة ومستمرة وأماكن مختلفة معتمدًا على المعرفة والمهارة وتحسين القدرات الدبلوماسية وخاصة في موضوع البروتوكول والإتيكيت.إن هذه المهارة يجب أن تكون عند الدبلوماسي وكذلك عند أي قائد أو مسؤول مهما كان منصبه أو درجته، وهو إتيكيت المصافحة لما لها من أثر كبير في إظهار معاني العلاقة بين الاثنين ، سواء على المستوى الرسمي أم المستوى الشخصي الاجتماعي مما له دلالات إيجابية أوسلبية على مستوى العلاقة المستقبلية.

تختلف المصافحة والترحيب من مجتمع الى آخر ففي المجتمع الغربي تكون المصافحة بالأيدي أو الكلام فقط دون العناق والتقبيل( بين الرجال كما هو شائع في عالمنا العربي) الذي يميل إلى المصافحة والتقبيل تعبيرًا عن المودة الحقيقية أو الشوق الكبير خاصة إن طال التلاقي نسبيًا.

وأهم القواعد المهمة الواجب الالتزام بها والتعرف عليها لتحقق المصافحة السليمة ولتجنب نفسك الوقوع في أخطاء غير مستحبة قد تؤثر سلباَ في عملية التعارف خلال لقاءات العمل أو المؤتمرات الرسمية ومنها ، المسافات بين الأصدقاء والمعارف والأهل والمديرين والوزراء وفي الوفود الرسمية وأهميتها وكذلك بين الرجال والنساء وهي كما يلي:
المسافات عند المصافحة /‏‏ المسافة الحميمة ( بين الأهل والأصدقاء المقربين) من صفر إلى 50سم/‏‏المسافة الشخصية ( مع كبار الشخصيات) من 50سم الى 1.50 متر/‏‏ المسافة الاجتماعية ( بين الرجال والنساء) من 1.50 الى 2.00 م/‏‏ المسافة الجماهيرية أكثر من 2م وقد تكون الإشارة باليد من بعيد. أما أنماط المصافحة؛ فهي تختلف باختلاف البشر في طبائعهم ولكل مصافحة دلالة وبعضهم يستخدم نوعا من المصافحة دون أن يدركوا معناها الحقيقي ومنها ، المصافحة الأنانية أو المسيطرة ؛اذ استقبلت بمصافحة المسيطرة ( وهي وضع راحة اليد إلى الأسفل جاعلاً راحة اليد المقابل مقابلة للسماء) وبهذه الحركة يكون الشخص الأول يرغب بالسيطرة على اللقاء، وأن يكون رد فعلك هو أن تقدم بخطوة بقدمك اليسرى، ثم تقدم بقدمك اليمنى مقتحماَ المسافة الحميمة للرجل الآخر، جالبًا المصافحة الى وضع أفقي.

المصافحة المطيعة المتزنة /‏‏ وضع راحة اليد الأعلى للسماح للشخص الآخر بوضع راحة يده للأسفل، أي عكس السابقة وهي إشارة منك باللين والتعاون/‏‏ المصافحة السياسية وهي عندما يضم أحدهم يدك بكلتا يديه وهي تدل على عمق المحبة التي يكنها لك هذا الشخص وعندما يضع يده على كتفك أو المعصم فيدل على محبة أكبر وتعطيه انطباعًا بأنه جدير بالثقة ولا ينصح باستخدامها بمقابلة الشخص للمرة الأولى لأنها ستولد بعدم الارتياح أو الشك./‏‏ المصافحة الهزيلة/‏‏ البعض يصافحون مصافحة ضعيفة بيد رخوة وهي دليل كبرياء وتعال وهي لا تشجع على الاستمرار بالعلاقة أو الثقة بالمقابل/‏‏ المصافحة الحديدية أو القوية وهي مصافحة تولد إحساساَ بالعنف والغلظة وعدم الراحة والتمييز بالضغط على اليد المقابلة بصلابة وهي دليل عدوانية أو أن الشخص يريد أن يظهر بمظهر الشخص القوي الحازم /‏‏ المصافحة المتساوية المتوازنة وهي تتميز بالثقة والهدوء والاحترام من قبل الطرفين بشكل سليم وهي مصافحة من قبل ذوي الأخلاق العالية من كافة شرائح المجتمع وهي المرغوبة عند الجميع وسوف نتطرق بالمقال القادم إلى الخطوات السليمة والمثالية للمصافحة.

وفي الختام فإن المصافحة تعتبر من أركان وأبرز أشكال لغة الجسد لما تعكسه بوضوح من شخصية المتصافحين حيث أصبحت اللغة الأهم في مجالات الحياة المختلفة.. كونها لغة لا تكذب أبداً، وهي توصل ما نفكر به ونقصده بالفعل ، فكثير منا قد يبادر بمصافحة الآخرين ولكن قليلين الذين يعرفون المعنى الذي تخفيه المصافحة.. لأهميتها في حياتنا اليومية العائلية أو الوظيفية.

دبلوماسي سابق