مواطنة ضحية احتيال

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ٠٣/ديسمبر/٢٠١٩ ١١:٢٩ ص
مواطنة ضحية احتيال

علي المطاعني

مواطنة حولت مبلغ 500 ريال عن طريق إحدى شركات التحويل، بعد أن إحتال عليها أحد (الهكرة) خارج البلاد عن طريق هاتف أحد أقاربها، وبعد أن تخفى الهكر جيدا وقدم لها توسلاته على طبق من الإستجداء فاقع لونه يستحيل أن يصد أو أن يرد بعد أن لامس شغاف الإنسانية في دواخلها فلم تملك غير أن تلبي بتحويل المبلغ لحسابه.

هي إحدى صور الإحتيال المحدثة والتي يعج بها العالم الإفتراضي بعد أن تحول كوكبنا لقرية متناهية الصغر، ليس فيها بعيد، بل الكل قريب لحد التلاصق، ربما هناك الكثير من المواطنين تعرضوا لذات مواقف الإحتيال الكوني فهناك عصابات متخصصة في هذا النوع من الجرائم الأمر الذي يتطلب من الجميع أخذ الحيطة والحذر، وهي تختلف عن تلك المعهودة في الجرائم التقليدية، إنه الحذر (الإلكتروني) ومتطلباته تختلف كليا عن التقليدي والمعروف، هو يحتاج لقدر مناسب من الثقافة التكنولوجية الحاسوبية الموبايلية، فقد تداخل الحاسوب أو الكمبيوتر مع الموبايل وبات كل منهما يقوم بذات الدور الذي يقوم به الآخر وبغير إستئذان وبغير حرج.

لذلك حاولت أن ادلف لهذا العالم المحاط بالأسرار والغموض سالت العم جوجل فأحالني إلى موسوعة اكبيديا التي أفادتني بأن الهكر هو مصطلحإنجليزي يعني الاختراق (Hacking) بمعنى القدرة على الوصول لهدف معين بطريقة غير مشروعة عن طريق ثغرات في نظام الحماية الإلكتروني الخاص بالهدف، ويضيف الموقع عندما نتكلم عن الإختراق بشكل عام فنقصد بذلك قدرة المخترق على الدخول إلى جهاز شخص ما بغض النظر عن الأضرار التي قد يحدثها، فحينما يستطيع الدخول إلى جهاز آخر فهو مخترق (Hacker) أما عندما يقوم بحذف ملف أو تشغيل آخر أو جلب ثالث فهو (مخرب) ويوجد ثلاثة أنواع من المخترقين، النوع الأول هم مايسمى بأصحاب (القبعات البيضاء) وهذا النوع يقوم بمساعدة الناس ويعرفوا بالمخترقين (الأخلاقين)، والنوع الثاني مايسمى بأصحاب (القبعات السوداء) وهم مخترقين (غير أخلاقيين)، إذ يقومون بأعمال تخريبية ويسمون بالإنكليزية (Cracker)، والنوع الثالت هم أصحاب (القعبات الرمادية)، وهؤلاء يقومون بأعمال (أخلاقية)، وفي نفس الوقت يقومون بأعمال تخريبية لذا يجب التيقن من كل هؤلاء وكيفية التعامل معهم عندما تقع محاولات إختراقية لأرقامنا وحسابتنا، وهذا لايتاتي إلا عبر تثقيف أنفسنا إلكترونيا كما أشرت.

وعلى شركات تحويل الأموال التأكد من صحة البيانات الواردة إليها وقبل أي إجراء والتيقن من الشخصيات التي من المفترض أن يتم التحويل إليها بكافة طرق التأكد الممكنة والمتاحة فالمسألة تتعدى حدود الوطن إلى دول أخرى بعيدة عنا بالمسافة وقريبة منا إلكترونيا.

بالطبع محاولات الهكر والتهكير لن تتوقف وهي مستمرة على مدار الساعة، وماهو مطلوب من الجميع اليقظة والإنتباه والتقصي والتأكد بل والإستعانة بالمختصين في هذا الجانب وقبل إتخاذ أي خطوة أو إجراء.
نأمل أن تكون الواقعة التي حدثت لهذه المواطنة هي آخر الحوادث من هذا النوع، ونتمنى أن تكون هناك جهة ما حكومية أو أهلية يوظف بها بعض الشباب النوابع في العلوم الحاسوبية لتقديم النصح لكل من يتلق طلبا من جهة ما مشكوك في أمرها تطلب تحويل أموال إليها..