الـ BBC: الأحاديث الجانبية في مكان العمل قد تصيبك بـ"اضطرابات عصبية"

مزاج الأحد ٠٨/ديسمبر/٢٠١٩ ١٣:٤٧ م
الـ BBC: الأحاديث الجانبية في مكان العمل قد تصيبك بـ"اضطرابات عصبية"

مسقط – وكالات

نشرت هبئة الإذاعة البريطانية BBC دراسة لعدد من العلماء في معهد فرانسيس كريك للأبحاث الطبية الحيوية في لندن، حول تأثير الأحاديث الجانية في مكان العمل على صحة الإنسان وجهازه العصبي.

المعهد الذي بلغت تكلفة بنائه 650 مليون جنيه إسترليني، وفقا لـ BBC لم تكد تمر سنة واحدة على تدشينه حتى اكتُشف فيه عيب خطير.

إذ اشتكى الموظفون في مساحة العمل المفتوحة التي من المفترض أن تساعد على التعاون، من أصوات ضحكات زملائهم الرنانة التي اختلطت مع أصوات مئات العلماء الذي ينخرطون في نقاشات عن مشروعاتهم البحثية. وقالوا إنهم لا يستطيعون التركيز أو حتى التفكير في الاكتشافات العلمية.

ورغم أهدافهم الطموحة، إلا أن مصممي المبنى غفلوا عن بعض الحقائق العلمية، إذ تثير الهمهمة والأحاديث الجانبية غضب البعض بقدر ما يثيره وجود زميل يضغط على زر القلم دون توقف بجوار أذنيك.

إذ أصبحت بيئات العمل المعاصرة، بفضل المكاتب المفتوحة وغيرها من الابتكارات الحديثة، كابوسا مزعجا، تتضافر فيها نغمات الهواتف الجديدة وأصوات الطابعات وآلات النسخ لإرهاق آذان الموظفين، ناهيك عن "المقرمشات" التي صممت بدقة لتصل شدة صوتها إلى 70 ديسيبل.

وقد تحدث البعض على موقع التواصل الاجتماعي "ريديت" عن أصوات أخرى تثير جنونهم في بيئات العمل، إذ ذكر أحدهم رجّ قطع الثلج في الكوب البلاستيكي، وذكر آخر أنه يستطيع تحديد أنواع الأطعمة التي يتناولها زملاؤه من صوت القرمشة.

وفي استطلاع للرأي أجري عام 2015 عن الأصوات الأكثر إزعاجا في المكاتب، تصدرت الأحاديث الجانبية قائمة الأصوات الأكثر إثارة للضجر، ويليها السعال والعطس والاستنشاق بصوت مرتفع، والتحدث في الهواتف بأصوات مرتفعة وجرس الهاتف والصفير.

وتتفاوت القدرة على تحمل الضجيج من شخص لآخر تفاوتا شاسعا. فقد يستمتع بعض الموظفين بالعمل في بيئات العمل الصاخبة، وقد حقق مقطع فيديو لمدة ساعتين يحاكي نفس الأصوات التي تسمعها في المكاتب ما يناهز مليوني مشاهدة.

ويفضل كثيرون الاستماع إلى الموسيقى أثناء العمل، حتى إن البعض يعتقدون أن الموسيقى تساعدهم على التركيز، بينما يقول آخرون إنها تساعد في تشتيت انتباههم عن الأصوات المزعجة في بيئة العمل. وترى بعض الشركات أن الموسيقى تسهم في تحسين إنتاجية الموظفين، ولذا تتعمد تشغيل الموسيقى باستمرار في جميع المكاتب، بغض النظر عن ميول الموظفين ورغباتهم.