حصر أشجار "دم التنين" العربية المعروفة محليًا بـ"العيريب" في ظفار

بلادنا الأحد ٠٨/ديسمبر/٢٠١٩ ١٥:٤٦ م
حصر أشجار "دم التنين" العربية المعروفة محليًا بـ"العيريب" في ظفار

مسقط – العمانية

حصرت دراسة تقييم ميدانية لأشجار دم التنين العربية - المعروفة محليًا بـ العيريب أو دم الأخوين التي تستوطن جبال محافظة ظفار وقام بها فريق من موظفي مشروع حديقة النباتات والأشجار العمانية التابع لديوان البلاط السلطاني حوالي 43 ألف شجرة موزعة على جبال ظفار منها 2337 شجرة ميتة و2723 شجرة صغيرة يصل طولها إلى أقل من متر.

وهدفت الدراسة إلى جمع بيانات أساسية عن توزيع الأشجار وعددها، ووضعها الصحي وقدرتها التكاثرية واستخداماتها المحلية من خلال عمل ميداني مفصل يهدف إلى تحديد النقاط الجغرافية لـ 75% من هذه الأشجار وإعداد خرائط مفصلة قائمة على نظام المعلومات الجغرافية من ناحية التوزيع والامتداد الجغرافي البيئي لشجرة التنين العربية في ظفار.

واتصفت هذه الدراسة بصبغة عالمية نتيجة لمشاركة ودعم برنامج القيادة لصون الحياة البرية (CLP) وهو برنامج تديره المؤسسة الدولية لحماية الحيوانات والنباتات، والمؤسسة الدولية لحماية الطيور، والحملة الدولية لحماية الأشجار.

وتعد هذه الدراسة الأولى من نوعها لشجرة "العيريب" حيث أكدت على وجوب صون الشجرة والتوعية والحفاظ عليها من خلال عمل برامج في المدارس حول المواضيع البيئية حيث سيسعى الفريق إلى إعداد برنامج مراقبة لأشجار / العيريب / على المدى الطويل بالتعاون مع الشركاء لتسجيل أي تغييرات قد تطرأ على أعدادها وعلى وضعها العام وبالتالي معرفة المهددات المباشرة عليها ومن ثم وضع استراتيجيات الحماية بشكل واضح.

وتستوطن شجرة دم التنين العربية - المعروفة محليًا بـ " العيريب" المناطق الجافة العالية الارتفاع بجنوب السلطنة حيث تنمو هذه الشجرة في جبال محافظة ظفار على ارتفاع يتراوح بين 800 إلى 1400 متر فوق سطح البحر وكذلك في اليمن والمملكة العربية السعودية.

وتتوزع هذه الشجرة على ثلاث مجموعات تمتد لمسافة إجمالية تقدر بـ 130 كم ابتداء من جبل سمحان في شرق صلالة إلى جبل القمر في الغرب وتغطي مساحة مقدارها حوالي 60 كم مربع، وتشير الدلائل بشكل عام إلى أن هذه الأشجار مهددة بسبب أعمال التطوير، والتعدين والتغيرات المناخية ويستوطن 70% من إجمالي التعداد العالمي لشجرة التنين العربية جبال محافظة ظفار، حيث تم إدراجها في العام 1996 ضمن القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لصون الطبيعة كنبات مهدد بخطر الانقراض.

وقد قام فريق من موظفي مشروع حديقة النباتات والأشجار العمانية التابع لديوان البلاط السلطاني بحصر الأشجار وحالتها الصحية وقدرتها وتوثيق الاستخدامات والوصفات التكاثرية عبر استخدام مجموعة من الأساليبالتقليدية المستخدمة محليًا بالإضافة إلى الاخذ بآراء ونظرة السكان المحليين لهذه الشجرة.

كما قام الفريق بحصر بعض الاستخدامات المحلية لشجرة / العيريب / كاستخدامها في عمل حبال قوية وفي الأدوية الطبية، حيث يتم استخلاص مادة من الشجرة لعلاج التهابات اللثة بالإضافة إلى استخدامات تجميلية من قبل النساء.

وأشار الفريق إلى ان النتائج التي حصل عليها ستستخدم لتحديث حالة الصون الحالية لدى الاتحاد الدولي لصون الطبيعة وتطوير خطة عمل فعّالة لضمان الحفاظ على هذ النوع من النباتات وكذلك زيادة الوعي تجاه القضايا البيئية في السلطنة بالتعاون مع المؤسسات الحكومية المعنية والجمعيات البيئية المحلية والمجتمع المحلي بالإضافة إلى الاستفادة من الخرائط والصور والبيانات المستمدة من الدراسة لإنتاج مواد تعليمية لاستخدامها في المدارس المحلية وفي البرامج التعليمية الخاصة بحديقة النباتات والأشجار العمانية.

وتمثل هذه الدراسة فرصة للمؤسسات الحكومية وغير الحكومية للاشتراك في عمل يُعنى بشكل أساسي بجمع معلوماتٍ أولية عن هذه الشجرة ومواقع تواجدها في ظفار.

وقد شارك في المسح المبدئي عدد من الجهات كمكتب حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني ووزارة البيئة والشؤون المناخية وجمعية حفظ البيئة والهيئة الوطنية للمساحة والجمعية العمانية البريطانية ومكتب محافظ ظفار ومدارس محافظة ظفار ممثلة في المديرية العامة للتربية والتعليم بالمحافظة.

وبين الفريق أنه من المؤمل أن يتم استخدام شجرة "العيريب" كنموذج للنباتات المعرضة لخطر الانقراض وكدافع لتشجيع الحفاظ على البيئات الطبيعية وصون الحياة الفطرية وتسليط الضوء على التحديات البيئية المختلفة التي تواجه كل المنطقة على نطاق واسع.

وذكر الفريق ان النتائج الأولية تشير إلى أن أشجار "العيريب" على الرغم من تواجد أعداد كبيرة فإن نسبة نمو النباتات الجديدة تعتبر منخفضة بسبب عدم انتاج بذور كافية تتطور إلى أشجار ولا تنتج البذور سنويًا... كما أن الجفاف والرعي له تأثير سلبي على بقائها.

ووفرت هذه الدراسة فرصا تدريبية لذوي الشأن وللمشاركين في مجال المسوحات الميدانية وتحليل البيانات المتعلقة باستخدام أجهزة تحديد المواقع وطرق وأسس البحث العلمي وعملية حصر أشجار / العيريب/ وإعداد الخرائط التفصيلية للنطاق الجغرافي للأشجار وإدارة المشاريع العلمية وغيرها من المجالات التي عززت قدرات البحث العلمي لدى المشاركين.