سوزا البرتغالي قلب المعادلة الكروية في خليجي 24

الجماهير الأربعاء ١١/ديسمبر/٢٠١٩ ٢٢:٥٧ م
سوزا البرتغالي قلب المعادلة الكروية في خليجي 24

مسقط-هيثم خليل

كنت اراهن عليه كثيرا حتى في البرامج الرياضية بعد ان راقبته في بطولة غرب اسيا التي استضافتها العراق في وقت سابق واستطاع مع اول اختبار ان يحرز البطولة التاريخية الاولى لمملكة البحرين ليفرض اسمه ولو على مستوى منتخبات غرب اسيا واستطاع ان يهزم منتخبات لها تاريخ في البطولة ومنها في المباراة الختامية وهزم كاتانيش في الادارة الفنية وعلى الدكة امام انظار الجماهير العراقية في مدينة كربلاء .
بعدها ايقنت من خلال تغييره في تشكيلة المنتخب البحريني في كل مباراة انه مدرب له فكر كروي مختلف حيث قلب معادلة الكرة التي تعتمد على الاستقرار الفني وتكون التشكيلة ثابتة لكن هيليو سوزا قلب الامور رأسا على عقب .
فهو لم يعتمد على تشكيلة ثابتة ولا على حارس مرمى ثابت ويبدو انه من الجنون في عالم كرة القدم ان لاتستقر على لاعبين محددين لكن سوزا لم يعترف بكل ذلك .
ليأتي الدور على التصفيات المزدوجة حيث هزم ايران وتعادل مرتين مع العراق ذهابا وايابا ولديه الكثير في جعبته بالنسبة للمباريات المتبقية فليس غريبا ان شاهدتم لاحقا انه ربما يفوز على منتخب ايران في مباراة الاياب في طهران او انه حجز المركز الاول في التصفيات لم يعد غريبا ذلك مع سوزا .
شخصيا تابعت منتخب البحرين كثيرا ،هذا الرجل لايمتلك العصا السحرية لكنه يمتلك الفكر الكروي والقراءة الصحيحة وتدخلاته الايجابية في المباريات ،كما ان لديه بعض الحظ الذي يتوجب تواجده مع كل مدرب ناجح في عمله ،وتعامله النفسي المميز مع اللاعبين حتى انهم لم يزعلوا عندما لايرى احدا منهم اسمه في المباراة اللاحقة وهذا ذكرني بتعامل طيب الذكر ماتشالا مع اللاعبين العمانيين من الجيل الذهبي عندما كنت ارافقهم في السفرات بالاستحقاقات الخارجية .
الاتحاد البحريني تعاقد مع سوزا قبل ثمانية اشهر واتحاد الكرة العماني تعاقد مع كومان قبل تسعة اشهر ،النتيجة سوزا حقق بطولتين مهمتين للكرة البحرينية وكومان فاز ببطولة غير مهمة ضمت منتخبات متواضعة وكان مرافقا للمنتخب فيها
مبلغ التعاقد مقاربا بين الاثنين ،السيرة الذاتية لهيليو سوزا فيها تحقيق بطولتين للناشئين والشباب مع منتخب البرتغال على مستوى اوروبا والسيرة الذاتية لكومان فقيرة فهو لم يسبق له سوى الحضور بصورة قصيرة مع منتخب المجر وعمل مساعدا لشقيقه الشهير رونالد مع الاندية الاوروبية .
البنية الاساسية للكرة البحرينية ليست افضل من الكرة العمانية وحتى الامور المالية فهي ليست افضل لكنهم نجحوا في التعاقد مع مدرب قلب المفاهيم .
حتى في خليجي 24 بعد التعادل بين المنتخبين الاحمرين اصبح التفوق للمنتخب الوطني ،الا ان تأهل البحرين بعد مباراة دراماتيكية مع الكويت وخسارة المنتخب الوطني مع السعودية ومن ثم السيناريو الذي سار عليه البحرينيون واستحقوا اللقب عن جدارة .
وايضا للمرة الاولى في تاريخهم الكروي مع هذا الرجل البالغ من العمر خمسين عاما حيث اصبح ماركة مسجلة في مملكة البحرين.
سوزا بقى بكل فخر وكومان رحل من الباب الضيق بعد الاخفاق .
بل هذه المرة التغيير طال الجهاز الفني للاحمر العماني والاعلان الرسمي مطلع الاسبوع .
التقيته اكثر من مرة في المؤتمرات الصحفية وفي فندق الاعلاميين في الدوحة وطرحت عليه بعض الاسئلة ومنها ماهو سر النجاح في مهمته اي الخلطة العجيبة التي عملها في البطولات وكيف له ان يلعب في كل مباراة بتشكيلة مغايرة لانه حير المراقبين فأجاب بان النجاح هو الثقة المتبادلة بين الطرفين والعامل النفسي والانسجام مع اللاعبين والادارة ،ومباغتة المنافس والاعتماد على 23 لاعبا جاهز لاي اختبار وليس 11 لاعبا .
واللعب بقتالية والعامل البدني بالاضافة الى عدم الاستسلام في أي مباراة ،وايضا فأنا لدي فريق ولانعتمد على لاعب معين .