ملتقيات الغرفة.. بداية للاستثمار

مقالات رأي و تحليلات الخميس ١٢/ديسمبر/٢٠١٩ ١١:٥٣ ص
ملتقيات الغرفة.. بداية للاستثمار

علي بن راشد المطاعني

في الوقت الذي بدأت فيه غرفة تجارة وصناعة عُمان تلتفت لتفعيل فروعها في المحافظات كجزء من مساهمتها ودورها في تسليط الأضواء علي إمكانيات ولايات السلطنة الإستثمارية والفرص المتاحة وتحريك المياه الراكدة في ولايات السلطنة ، فالغرفة وفروعها يُنظر إليها كبوصلة موجهة للإستثمار في القطاعات الإقتصادية في البلاد من خلال دعمها للتوجهات الوطنية الهادفة لتأكيد علو كعب الإستثمار وبلورة كل السبل لإستفادة القطاع الخاص المنتسب للغرفة من دراسات الجدوى والتسهيلات التي يمكن أن تضطلع بها الفروع كنواة إستثمارية تتيح بشكل واسع كل الدعم والتسهيلات للأعضاء ، بل تفعيل الإستثمار في الولايات عل أسس علمية ودراسات نوعية في كل محافظة ووفقا للإحتياجات .

حضرت مؤتمرا لتدشين ملتقى محافظة جنوب الشرقية الدي يمتد خمسة أيام في الفترة من 22 إلى 28 ديسمبر الجاري وما تضمنه من فعاليات وأنشطة تترواح بين الإستثمار والترفيه والأنشطة العلمية والإبتكارية ، هذه الفعالية الإيجابية تضاف إلى الأدوار الرئيسية الإعتيادية التي تقوم فروع الغرفة في المحافظة البالغ عددها 11 فرعا ، هذه الفروع من الممكن أن تلعب دورا أكبر مما هو عليه الآن باعتبارها تمثل القطاع الخاص والمنتسين لها معا ، ومن الأهمية بمكان تعميق دورها إلى مستويات أكبر من خلال بلورة التوجهات الإستثمارية والفرص المتاحة والترويج لها في كل محافطة وعلى مستوى السلطنة والإعلان عنها بكل الطرق لتكون هذه الإستثمارات وتلك القطاعات هي الشغل الشاغل لهذه الفروع لتكون رقما مهما في مسار العمل الإقتصادي ونقطة الإلتقاء التي يستطيع المستثمر من خلالها أن يجد ضالته الإستثمارية في المحافظات من خلال كوادر وطنية متخصصة في مجالات الإستثمار والإقتصاد والقانون وتعمل على توفير كل مستلزمات الإستثمار في المحافظات وفقا لطبيعة كل محافظة وعملا بآليات أكثر تطورا في ترجمة دور الغرفة وفروعها بنحو يضيف قيمة مضافة عالية للإستثمار على الصعيد الوطني على الأقل وبإعتبارها حاضنة للقطاع الخاص.

فمثل هذه الملتقيات لها أهمية كبيرة في لفت الأنظار إلى المحافظات والولايات وستظهر إمكانيات كبيرة ربما لم تُشاهد بعد ، كما إن التنسيق بين القطاعين العام والخاص ممثلا بالغرفة له أهمية كبيرة في المرحلة القادمة التي يتنامي فيها الطلب على الخدمات والمنتجات على إختلاف أنواعها مع بقاء العرض قليلا لا يتواكب مع حجم الطلب نتيجة لغياب الموجه والمسهل للإستثمارات.

وفي الواقع فإن الملتقيات وما تشكله من قيمة مضافة عالية من خلال لفت الإنتباه إلى هذه الولايات وتقديم عروض مبهرة هي حقائق تفرض على الجميع النظر إلى الولايات بشكل أفضل مما هو عليه الأن في ظل بقاء فروع الغرفة كمحطات استثمارية تتجاوز الاعمال الروتينية المعتادة إلى آفاق أوسع في تعزيز الإستثمارات الوطنية على الأقل.

نأمل أن تكلل كل ملتقيات الغرفة وفروعها بالنجاح والتوفيق وأن تُحدث حراكا إقتصاديا وإجتماعيا مثمرا وإيجابيا وتركز الإنتباه وتسليط الأضواء باهرة إلى المحافظات وما تحتاجه من إستثمارات تتواكب مع زيادة الطلب في قطاعات الصناعة والسياحة والزراعة وغيرها ، فهناك بالفعل إمكانات تنتظر من يستغلها ..